عدم التنسيق بتوزيع المساعدات وطرود الخير لا يوصلها بعدالة لمستحقيها
المدينة نيوز– يزداد في الشهر الفضيل تقديم المساعدات من قبل اهل الخير والمحسنين والجمعيات الخيرية وغيرها , للفقراء والمحتاجين , لكن استخدام الطريقة العشوائية في توزيعها يؤدي الى عدم ايصالها الى مستحقيها بعدالة .
وهناك مطالبات بان يكون العمل في موضوع توزيع المساعدات وفقا لقاعدة بيانات تضم اسماء الفقراء والمحتاجين وارقامهم الوطنية في مناطق المملكة كافة للاستفادة منها عند تقديم هذه المساعدات والتبرعات .
يقول الحاج سالم الطارق من سكان منطقة صويلح " انا اعلم بان هناك مساعدات تذهب لغير مستحقيها , وهناك محتاجون تصلهم مساعدات اكثر من مرة في حين ان غيرهم ممن هم بحاجة اليها لا يحصلون على أي مساعدة " الامر الذي يجعله في حيرة من امره عندما يهم بتوزيع الطرود الغذائية والمساعدات المختلفة .
ويضيف لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) انه وفي كل مرة يريد فيها توزيع طرود الخير لا يستطيع التمييز بين ذوي الحاجة الماسة عن غيرهم من الذين يطلبونها ويأخذونها رغم عدم حاجتهم اليها .
السيدة سلام عيد من محافظة البلقاء تقول "ان صدقات الفطر وأغلب الطرود والتبرعات المالية خاصة في شهر رمضان المبارك تقدم لأشخاص ليسوا بحاجة اليها , وبهذا يحرم الفقراء منها , لعدم القدرة على الوصول للمحتاجين احيانا , او انها تعطى لمن هم ليسوا بحاجة اليها بسبب القرابة او المعرفة او لمصالح شخصية او ضيقة" .
وتضيف ان بعض رؤساء الجمعيات تتكرر رئاستهم لجمعياتهم لعدة مرات او بشكل مستمر والسبب وفقا لها "انهم يقدمون المساعدات المختلفة التي تحصل عليها جمعياتهم لأفراد واعضاء معينين لضمان الحصول على اصواتهم اثناء انتخاب رئاسة الجمعية ما يؤدي الى حرمان من يستحقونها من الفقراء والمحتاجين ممن يتسمون بالحياء وعفة النفس" .
مدير صندوق الزكاة التابع لوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية سابقا الدكتور علي القطارنة يؤكد ضرورة تقديم المساعدات والتبرعات من خلال جهة لديها اشخاص وكوادر مهنية وذات خبرة , وليس تقديمها بطريقة عشوائية , تؤدي الى أن تذهب المساعدة او الزكاة لمن لا يستحق .
ويضيف ان المساعدات من طرود غذائية او تبرعات مالية او عينية إضافة الى زكاة الفطر يجب ان تذهب للفقير والمستحق والتحري عن مدى حاجته لها مؤكدا ضرورة وجود قاعدة بيانات باسماء المحتاجين من قبل المؤسسات والجمعيات ليتم تقديم المساعدات للمعوزين والمحتاجين .
ويدعو الى التنسيق بين جميع الاطراف والعمل وفق قاعدة بيانات تضم اسماء المحتاجين في كل منطقة وهنا يتم تسجيل الرقم الوطني لكل من يحصل على هذه المساعدات ليتسنى معرفة الذين لم يحصلوا عليها .
ويشير الدكتور القطارنة الى ان هناك نوعا من الخلط بين الناس في اخراج زكاة الفطر , منوها الى الحاجة لتحديد زكاة الفطر من قبل دائرة الافتاء العام بالمال ام بالقمح ام بالأرز أم غيره وذلك لوجود خلاف بين الناس في تحديد ماهيتها .
رئيسة بنك الطعام الاردني المهندسة كوثر القطارنة تقول اننا بحاجة ماسة الى دراسة مسحية للفقراء في جميع مناطق المملكة وتوزيع قاعدة بيانات باسمائهم على جميع المؤسسات والجمعيات والمتبرعين والمعنيين , اذ يمكن من خلالها معرفة المحتاجين ومكان سكنهم ووسيلة الاتصال بهم .
وتضيف ان هناك عشوائية في توزيع المساعدات ما يحتاج الى الكشف عن الاسر المحتاجة والوصول اليها وتقدير الحاجة على ارض الواقع مشيرة الى ان تقديم زكاة الفطر ايضا يسودها نوع من العشوائية وتحتاج الى آلية من قبل وزارتي الاوقاف والتنمية الاجتماعية .
مدير عام تكية ام علي سامر بلقر يؤكد الحاجة للتنسيق بين جميع الجهات التي تعمل في مجال مساعدة الفقراء والمحتاجين ويجب ان يكون العمل مؤسسيا وليس فقط في شهر رمضان المبارك , فهناك حاجة وعوز في الاشهر الاخرى .
ويضيف ان تكية ام علي تعمل وفق عدة معايير للوصول الى الفقراء من خلال الكشف على المنزل وايضا بالتعاون مع صندوق المعونة الوطنية والضمان الاجتماعي ودائرة الاراضي والمساحة وايضا دائرة الترخيص في مديرية الامن العام , لضمان حاجة الشخص للمساعدات والتبرعات ام لا .
ويدعو الى التشبيك بين المؤسسات الخيرية ليكون هنالك تجميع لكافة البيانات الموجودة فيها , وليتم العمل وفق الرقم الوطني ليتسنى لكل منها معرفة اسماء المحتاجين الذين لم يحصلوا على مساعدات اضافة الى عدم اللجوء الى الوسطاء في تقديم المساعدات .
رئيسة جمعية ابداع الخيرية مها درويش تقول انها تعمل وفق قاعدة بيانات ,حيث تبدأ برصد المعلومات عن المحتاجين والأسر الفقيرة قبل شهر رمضان الفضيل بعدة أشهر في مناطق مختلفة , وبناء على ذلك توزع المساعدات المختلفة وفقا لهذه القاعدة ما يؤدي الى الوصول للمحتاجين على اختلاف مواقعهم .
وتضيف ان وجود الوسطاء بين الجمعيات او المؤسسات او المتبرعين وبين الفقراء والمعوزين هو سلوك خاطئ ينتج عنه عدم وصول المساعدات بشكل كامل لمحتاجيها او انها لا تصل إليهم مكتملة , داعية لأن يكون تقديم المساعدة مباشرة بين المتبرع والمحتاج الامر الذي تعمل الجمعية وفقا له .
وتشير درويش الى انه بامكان أي متبرع الاطلاع على قاعدة البيانات المتوفرة لدى الجمعية والعمل وفقها , داعية الى التنسيق بين جميع المؤسسات والجمعيات في قواعد البيانات الموجودة لديها .
رئيس جمعية البسمة الخيرية في محافظة الطفيلة علي بداينة يؤكد ضرورة تنظيم عملية التبرع والتوزيع بحيث تصل الى محتاجيها مشيرا الى ان كثرة الصناديق والجهات التي تجمع المساعدات والتبرعات يسبب ارباكا في جمعها وتوزيعها وعدم وصولها الى مستحقيها بعدالة .
ويبين ان هناك اسرا او افرادا يحصلون على ما يزيد عن خمسة طرود اضافة الى المساعدات المختلفة في حين ان جيرانهم المحتاجين اكثر لهذه المساعدات لا يحصلون على أي شيء منها.
المتطوعة في احدى المبادرات الشبابية التطوعية مروى الزغل تقول انها ومن خلال عملها التطوعي تلاحظ ان هناك الكثير من المساعدات لا تصل لمستحقيها مضيفة ان هناك من المساعدات والتبرعات وطرود الخير يأخذها بعض الوسطاء ويقدمونها لأهاليهم واقاربهم ومنهم من يقوم ببيعها .
وتشير الى ان هناك من يضع التبرعات وطرود الخير في بقالات وتوكيل البائع فيها لتوزيعها بمعرفته لأهل المنطقة الامر الذي يجعل من البعض تقديمها لغير المحتاجين الذين يشعرون بالاستحياء من إظهار حاجتهم .
( بترا )