بركة السحور من رؤية صحية

تم نشره الأحد 30 آب / أغسطس 2009 12:39 مساءً
بركة السحور من رؤية صحية
حسن محمد نجيب صهيوني

الحمد لله الذي شرع لنا من العبادات ما تقوم به أجسادنا, وما تبرأ به علاتنا, وبعد,,

يقول تعالى في محكم تنزيله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ). سورة البقرة

مع إطلال ضيف الشهور علينا بيمنه وبركاته, آثرت التذكير بأهمية السحور ومنافعه الصحية, معللاً في ذلك إهمال كثير من الناس للسحور وبركته, حيث نرى بعض الصائمين لا يقيم لوجبة السحور نزلاً أو رغبة بحجة الحاجة إلى النوم أو عدم الرغبة في تناول هذه الوجبة في هذا الوقت, والبعض يؤخر السهر ويطيله إلى ما بعد منتصف الليل ليتناول وجبة خفيفة ثم ينام.

إن ما ذكر من تلك الممارسات غير صحيح وليس بسليم; كون الطعام لا يستفاد منه في أي من الحالات المذكورة, فالصائم إما أن يشعر بالجوع أكثر عند إلغاء وجبة السحور, أو يصبح في غاية التعب والنعاس فلا يستفيد مما يأكله.

إن وجبة السحور تعد من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان المبارك, وكان الأطباء ولا يزالون يحضون على هذه الوجبة, فهل هذا يعني أن وجبة السحور مهمة لهذه الدرجة? كيف لا وهي التي تعين المرء وتقيمه على تحمل مشاق الصيام, أسوتنا في ذلك كله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( تسحروا فإن في السحور بركة), فالبركة في حديث الرسول تتمثل بأمرين, أولهما نيل الأجر والثواب بامتثال هدي رسول الله واتباع سنته, والثاني هو حصول البركة التي تعين الصائم في صومه وتنشط فكره وتقيم بدنه فيهون الصيام بذلك عليه.

ولهذه الوجبة المباركة فوائد صحية تعود على الإنسان الصائم بالنفع وتعينه على قضاء نهاره في نشاط وحيوية, وهذه الفوائد كثيرة نجملها دون حصر بأنها تتمثل بامتناع حدوث حالات الإعياء والإغماء أثناء نهار رمضان كون بركة السحور حاصلة بتناولها, كذلك منع وجبة السحور أو تخفيفها الشعور بالكسل والخمول أو الرغبة المفرطة في النوم أثناء ساعات الصيام, إضافة إلى التخفيف على الصائم من الإحساس بالجوع أو العطش, كما أن تناول وجبة السحور ينشط الجهاز الهضمي, ويحافظ على مستوى السكر في الدم أثناء فترة الصيام فيجنب الصائم بذلك الإصابة بهبوط في مستوى السكر في الدم, أو الإصابة بمضاعفات أخرى, وبذلك يمد الصائم بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية خلال وقت الصيام.

هذه الفوائد الصحية مجتمعة إنما هي من الناحية الصحية, أما من حيث الناحية الدينية الروحية فهي خير معين للصائم على التقوى والعبادة وتحمل مشقاتهما, وكما يقول حبيبنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه (حفت الجنة بالمكاره), إضافة إلى التأسي بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع نهجه وسنته.

وأفضل الأوقات لوجبة السحور هو أن يؤخر السحور إلى قبيل أذان الفجر (الأذان الثاني), فتكون الطاقة بعد ذلك قد وزعت على الجسم بالتساوي خلال النهار, وبالتالي يحصل التوازن في مستوى السكر بالدم للبدن.

كما لا ينصح بتناول وجبة السحور بعد منتصف الليل بقليل; لأنها قد تسبب مشاكل صحية في الهضم نخص فيها أولئك المصابين بأمراض مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب, عدا عن حرمان الجسم للطعام فترة أطول قد يشق عليه الصيام حينها ويؤدي به إلى الإحساس المزمن للجوع أو العطش.

لذلك فقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير تلك الوجبة, فقال:  لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور .

أما من حيث الأطعمة التي يفضل تناولها على السحور, فقد نصح الأطباء بتناول الأطعمة التي تصرف فيها الطاقة ببطء ولوقت أطول مثل حبوب القمح, والعدس, والشوفان, والفاصوليا, والشعير ... إلخ, كذلك ينصح الأطباء بتناول كأس من الحليب أو الفواكه أو اللبن. وقد حذر الأطباء من الإفراط في شرب القهوة والشاي, لأنه لا يخفى على الكثيرين من أن الإفراط من شربهما يزيد من إدرار الجسم للبول في وقت يكون الجسم فيه بأشد الحاجة للسوائل والأملاح المعدنية, فتضيع بذلك منفعة السحور. كذلك حذر الأطباء من الإفراط في تناول الحلويات أو الأطعمة المالحة, لأن الأولى تزيد الجوع والثانية تزيد العطش. كذلك نصحوا بالابتعاد عن الأطعمة المقلية أوالغنية بالبهارات والتوابل, والإكثار من شرب الماء أو الوسائل الأخرى كالعصائر أو الحليب. كذلك الإكثار من تناول الخضروات الغنية بالسوائل كالخس والخيار كونها تجعل الجسم محافظاً على الماء فترة أطول. ونصحوا بتناول الجسم للعناصر الغذايئة ذات المعدل الزمني المتوسط في الهضم كالفول والبيض والجبن, فهذه الأطعمة يمكن أن تبق في المعدة من سبع إلى تسع ساعات قبل عملية الهضم, فتخفف بذلك على الشخص من الشعور بالجوع أو العطش.

ويحصل السحور بما تيسر من الطعام, ولو على تمر, لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نعم سحور المؤمن التمر). فإن تعذر وجود التمر, فعلى المسلم أن يحرص على شرب الماء لتحصل له بركة السحور.

 

Hmns_najeb@orange.jo

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات