كتاب جديد للعراقي حيدر يعاين مدنا بين الهامش والمتن

المدينة نيوز– يبحث كتاب (حكايات مدن بين الهامش والمتن) للكاتب العراقي جمال حيدر في نشوء وتضاريس وغموض ومعالم وحكايات وتفاصيل الحياة اليومية في العديد من المدن العربية والعالمية التي زارها في اكثر من مناسبة .
ويرسم الكتاب الصادر حديثا ضمن سلسلة كتاب دبي الثقافية، صورا من الذاكرة والمخيلة لمعالم تلك المدن ويمنحها الوانا من القراءة الابداعية التي تنهض على مفردات وعناصر معرفية وادبية ووقائع واحداث عينية ومرئية وجدانية تقتنصها مخيلة وعين المؤلف في عبق خاص تنهل من حركة الزمان وعبق وجمالية المكان .
يعاين حيدر تلك المدن بماضيها وحاضرها العمراني وحراك الناس وسلوكاتهم وجغرافيتها وتاريخها مشيرا الى انها اسهمت في بلورة وعي وخبرة المؤلف ورسخت معرفته وبنت وشائج وعلاقات حميمة تشي بقيمتها الانسانية والتاريخية.
وبوصف متين ودقيق ينهج ادب الرحلات اذ لا ينأى فيها قلم المؤلف عن تدوين اشارات ودلالات بليغة مغلفة بسمات الدهشة والاكتشاف والبحث والرؤية المغايرة، بغية سبر اغوار الذات واكتشاف تلك المدن.
يستهل الكتاب رحلته بمدينة بغداد في عودة الى وطنه بعد غياب لفترة من الزمن، تبدأ باستقصاء الامكنة والاحداث القابعة في ذاكرته، لينتقل منها صوب اثينا التي يصفها بانها ايقونة الشرق، ثم قصر الحمراء بهاء الماضي، ودمشق مذاق التاريخ، ومومباي متاهة الالوان، والدار البيضاء والازمنة الحالمة، وبرلين الساحرة المجنونة، وباريس فتنة متجددة، والقاهرة سماء بالف مئذنة، وامستردام مدينة الحب، واستنبول فسيفساء التناقضات ، ودبلن منفى الشعراء، ولندن عاصمة التناقضات .
وتحت عنوان (عمان : حاضنة الجبال السبعة) يقارن حيدر بين رؤيته لعمان وظروفها بين زيارتين الاولى في حقبة الخمسينيات من القرن الفائت والثانية بصحبة والدته مطلع القرن الحالي، ويرى فيها: "انها غدت بالنسبة للعراقيين اصرة لجمع شظاياهم المتناثرة، وساحة للقاء الاحباب الموزعين في كل زوايا الارض" .
ويضيف المؤلف: " عمان .. المدينة التي وشجت تاريخها مع الاخرين ، فهي منذ ولادتها الاولى ما زالت في خضم التفاعل مع محيطها الخاص والعام وصولا الى ملامح تخصها وحدها وتميزها عن بقية المدن" .
يشار الى انه سبق للكاتب العراقي جمال حيدر ان قدم للمكتبة العربية ثلاثة مؤلفات ثقافية وفكرية وانسانية متنوعة وهي : ( الصيف الاخير: دراسة في اعمال يانيس ريتسوس الابداعية) ، و(بغداد: ملامح مدينة في ذاكرة الستينيات)، و(الغجر: ذاكرة الاسفار وسيرة العذاب) .
(بترا)