سيد لشقيقه محمد مرسي : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين "

المدينة نيوز - : في جلسته على مقعده بغرفة الضيافة في منزله بقرية العدوة - مركز ههيا بمحافظة الشرقية (شرق دلتا النيل) قالها لشقيقه المحتجز في مكان لا يعلم هو وأسرته عنه شيئا: "و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين"..

إنه سيد مرسي (50 عاما)، الشقيق الأوسط للرئيس المصري محمد مرسي، وأشبه إخوته به، حيث قال في حوار خاص مع الأناضول: "شقيقي الرئيس مختطف منذ الثاني من يوليو/ تموز الماضي عقب آخر خطاب ألقاه للأمة، ولم نعلم عنه شيئا منذ الانقلاب العسكري حتى الآن".

وقام وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من يوليو/ تموز الماضي واحتجازه و10 من معاونيه في مكان مجهول، وأعقب ذلك بتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد، وتعطيل الدستور المستفتى عليه، واستبداله بإعلان دستوري مؤقت، وحل مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان)، وتعيين حكومة مؤقتة.

"لم يسمح لنا ولا لزوجته وأولاده بزيارته في الزيارات الاستثنائية التي منحها القانون لأي محتجز أو سجين في الأعياد"، أضاف شقيق مرسي، في إشارة إلى عيد الفطر الذي استمر رسميا في مصر من الخميس إلى الأحد الماضيين.

ونفى "مرسي" الذي يعمل في قطاع التعليم، علمه بأي معلومات حول ما تردد عن سعي أسرة الرئيس المعزول تدويل قضية احتجازه قائلا: "ليس بيني وبين أولاد شقيقي الرئيس محمد مرسي أي اتصال بخصوص ما تم تداوله بشأن تدويل قضية احتجازه".

وشدد "سيد مرسي" وخلفه صورتان؛ إحداهما الآية "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ" (آية 35 سورة النور)، والثانية لمرسي خلال عضويته بمجلس الشعب (الغرفة الأولى للبرلمان) في الفترة من 2000 إلى 2005: "لن يفلح الظالمون أبدا مهما طال الزمن والله غالب على أمره".

ومضي قائلا: "هناك فرق كبير بين قيادات الجيش والجيش نفسه، فالجيش المصري مصنع للرجال، لكن من بين قادته من قاموا بالانقلاب على شرعية الرئيس المنتخب، والصندوق الانتخابي الذي احتفل بنزاهته جميع المصريين، وتباهت به جميع الدول العربية وتحدثت عنه الدول الغربية".

ووجه حديثه إلى من وصفهم بـ"قادة الانقلاب" قائلا: "ألا تستحون؟! أعلنها لكم هؤلاء الملايين في الداخل، أن ما قمتم به انقلاب عسكري، ورددها لكم أيضا السيناتور الأمريكي جون ماكين، وقبله الاتحاد الإفريقي ودول أوربية".

وأردف: "القائد في الجيش هو ابن مصر، لابد أن يفضل مصلحة بلاده على مصلحته الشخصية أو مصلحة رؤسائه، فبدلا من توجيه الرصاص لصدور المصريين، خير لكم أن توجهوه إلى صدور الصهاينة الإسرائيليين".

وخاطب ضباط وجنود الجيش بقوله: "أنتم أبناء الوطن، الشعب المصري الذي ساندكم في حرب الاستنزاف عام 1967، ووقف مع قادتكم ورفض توجيه اللوم أو المحاسبة لكم على الهزيمة التي ألمت بالجيش الباسل، وتكاتف معكم حتى تحقق نصر أكتوبر 1973 على العدو الصهيوني، آن الأوان أن يتكاتف الجيش مع أبناء وطنه إلى يوم الدين".

منزل أسرة مرسي بقرية العدوة والذي يسكنه ثلاثة من أشقائه هم؛ سعيد (61 سنة) ويعمل بالإدارة المحلية، وحسين (46 سنة) مدرس ثانوي رياضيات، وعزة (41 سنة) ربة منزل، مغلق لتكرار سفرهم إلى القاهرة للمشاركة في اعتصام رافضي عزل الرئيس بميدان رابعة العدوية، شرقي القاهرة.

أما سيد، الذي يقطن في منزل مستقل يبعد 150 مترا تقريبا عن بيت العائلة، فكشف أن شقيقه الرئيس المعزول كان دائم الاتصال به كل أسبوع عقب صلاة الفجر، على حد قوله.

واستطرد: "آخر اتصال تلقيته من الرئيس مرسي كان قبل انقلاب السيسي (3-7-2013) بـأربعة أيام، سألني فيه عن أحوال الزراعة والمزارعين، وعن أهم المشاكل التي يتعرضون لها، وكميات مياه الري التي تصل للمزارعين، وهل مازالت ضعيفة أم لا، وعن أزمة مبيدات الآفات الزراعية".

وتابع: "كنت أخبره عن مشاكل الفلاحين وأحوال الناس وما يعانون من أزمات مصطنعة، إلا أنه كان يخبرني بأنه على علم تام بكل الأزمات والمشاكل، قائلا: "خير إن شاء الله.. ربنا يهديهم، ويؤكد أنه في طريق إيجاد حل للمشكلات مع حكومته"، مضيفا: "كان الرئيس متسامحا في حقه وحق أسرته، وهو ما أدى إلى تجبر الظالمين عليه وانقلابهم ضده".

وردا عن سؤال إذا ما حاولت الإدارة الحالية للبلاد الاستعانة بأسرة الرئيس المعزول لإقناعه بضرورة الموافقة على صدور بيان تنحي أو ما شابه أجاب "لما (عندما) يقنعوني أولا بالانقلاب عندها أوافق على الوساطة"، مردفا في حزم قاطع: "هذا من رابع المستحيلات، من يرغب في التفاوض يتفاوض مباشرة مع الرئيس".

وأكد أن شقيقه "متماسك لأبعد الحدود"، مخاطبا إياه بالآية الكريمة "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين".

وتابع: "مصممون على ما نحن فيه من المطالبة بعودة الشرعية التي لا بديل عنها، متمثلة في عودة الرئيس المنتخب والدستور المستفتى عليه والمجالس المنتخبة".

واختتم "الرئيس مرسي محبوب من جميع أبناء قريتنا، حيث حصل على 4 آلاف و444 صوتًا من أصوات القرية في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية (صيف العام الماضي) والتي فاز فيها مرسي كأول رئيس منتخب من خلفية غير عسكرية مقابل 338 صوتًا لمنافسه أحمد شفيق.