" إسرائيل " تخشى من السياسة الأمريكية بالمنطقة وتصفها بالضعيفة والمترددة
المدينة نيوز - انتقد مسؤول سياسي رفيع في "إسرائيل"، السياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، ووصفها بالضعيفة والمترددة، وتدفع قوى عظمى اخرى باستغلال هذا الضعف لصالحها في المنطقة، ويمنع "إسرائيل" من اتخاذ قرار دراماتيكي وقت الحاجة في إشارة الى إيران.
ويعبرون في المستوى السياسي الاسرائيلي في هذه الايام عن قلقهم واستيائهم من الموقف الامريكي بالنسبة لما يحدث في الشرق الاوسط، حيث قال المسؤول أن العنوان الاكثر استقرارا لدول المنطقة هي بالتحديد إسرائيل، موضحاً أن الروس يستغلون هذا الضعف ويديرون صراع قوى عظمى تشارك فيه غالبية دول المنطقة بما فيها "اسرائيل" وسوريا، حيث قرر الروس أن يثبتوا للعالم ودول المنطقة بشكل خاص أنه يمكن الاعتماد عليهم.
وأوضح المسؤول الاسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الثلاثاء، أنه "في هذا الوقت بالذات يُظهر الامريكيون ضعفاً وتردداً يُمكن الروس من تعزيز تأثيرهم في المنطقة"، وجاءت تصريحاته عقب زيارة رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال "مارتن ديمبسي" حيث يحل ضيفاً على نظيره الاسرائيلي "بيني غانتس".
وحسب الصحيفة من المتوقع أن يستمع الجنرال الامريكي الى تقديرات قادة الاجهزة الامنية ورؤساء المستوى السياسي في "إسرائيل" فيما يخص البرنامج النووي الايراني، وتطورات الصراعات الدائر في سوريا ومصر، والقلق من محاولة عناصر من تنظيم القاعدة التسلل الى هذه البلدان مستغلة الفوضى القائمة، وخصوصاً الى منطقة شبه جزيرة سيناء مما يعرض الحدود الجنوبية بين مصر و"إسرائيل" للخطر –حسبما ذكرت الصحيفة-.
وأضاف المسؤول: أنه "في الوقت الذي يظهر فيه الامريكيون ضعفاً وتردداً ويهملون شركائهم في المنطقة، يظهر الروس أنهم مستمرون في دعم نظام الاسد في سوريا، وهذا ليس بسبب انهم يريدون الاسد ولكن هذا له علاقة في اللعب بين القوى العظمى".
ولفت المسؤول الى أن "إسرائيل" لعبت دوراً كبيرة في محاولة منع الالتزام الروسي بتزويد سوريا بالسلاح وفي مقدمتها صفقة صواريخ S300، مشيراً أنه ليس من المؤكد أن الروس يعتزمون تسليم السلاح الى سوريا، وقال: ان "اسرائيل تتابع الموضوع عن كثب ويجب أن يكون واضحاً أن يدينا في هذا الموضوع غير مقيدة".
وتابع المسؤول: أنهم في اسرائيل يخشون من أن الضعف الذي تظهره الولايات المتحدة برئاسة باراك اوباما سوف يمنعهم من اتخاذ قرار دراماتيكي وقت الحاجة (في إشارة الى إيران)، وهم يؤملون عدم وقوع الامريكيين في فخ الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني واستمرار الضغط الاقتصادي على طهران.
ودعا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته للصحيفة، الى ضرورة مواصلة خنق ايران اقتصاديا، قائلاً: "مازال هناك وقت لكسرهم بواسطة العقوبات الاقتصادية القاسية، متوقعاً أن النظام الايراني سينكسر ويجري مفاوضات جدية مع الغرب في اللحظة التي سيقف أمام معضلة بقائه كما فعل في الماضي خلال حربه مع العراق -على حد ذكره-.
واشار المسؤول الى أنهم في اسرائيل يشعرون حتى الان بالسعادة من استمرار العقوبات الاقتصادية على إيران، ولكن أوضح أن هناك خشية من تخفيف هذه العقوبات بسبب المفاوضات التي تنوي الولايات المتحدة اجرائها مع إيران من أجل خلق أجواء ايجابية للمفاوضات أو قد يفسر الايرانيون ذلك بانه ضعف من الجانب الامريكي.
وقال المسؤول: أنه "يحذر حدث ذلك ويجب أن تبقى السياسة الامريكية اتجاه إيران كما هي بل يجب أن يستمر الضغط من أجل أن يؤدي بهم أن يقفوا أمام معضلة الصمود والبقاء".
الى ذلك ادعى المسؤول أن "إسرائيل" تشعر بالرضى من الوضع (الجيوسياسي) القائم في هذه الايام في منطقة الشرق الاوسط، وذلك على الرغم من حالة الفوضى وعدم الاستقرار وتسلل عناصر من تنظيم القاعدة الى سوريا وسيناء وعدم استقرار الوضع في مصر واستمرار تطوير البرنامج النووي الايراني، مشيراً أن مصدر هذا الرضى ينبع من قيام مصالح مشتركة بين "اسرائيل" وبين عدد من دول المنطقة .
وقدر المسؤول أنه في ظل الوضع القائم اليوم فإن بذل جهود مشتركة وتعاون دائم بين المصريين والاردنيين ودول أخرى في المنطقة سيمنع تسلل عناصر من تنظيم القاعدة الى المنطقة، فضلا عن المصلحة المشتركة لتلك الدول في وقف هذا المسار، علما أن اسرائيل تقف اليوم كركيزة اساسية في هذا الموضوع –وفقاً للمسؤول-. ( عكا أون لاين )