الدغمي يخلط أوراق المجالي والسرور ومعركة رئاسة "النواب" تزداد اشتعالا

المدينة نيوز- راكان السعايدة- أضاف النائب عبد الكريم الدغمي مزيدا من التعقيد إلى انتخابات رئاسة مجلس النواب بعدما ألمح بقوة إلى احتمالية خوضه الانتخابات في وقت بات من المؤكد أن يخوضها كل من عبد الهادي المجالي وسعد هايل السرور.

تصريحات الدغمي بدراسته ترشيح نفسه شكلت مفاجأة من العيار الثقيل لكل من المجالي والسرور كون هذا الترشيح يضيف تعقيدات جوهرية أمام المجالي والسرور والأخير الأكثر تضررا إذا ما ترشح الدغمي فعلا للانتخابات.

وبدا المحيطون بالمجالي على وجه الخصوص يشعرون بأن المعركة لن تكون سهلة وأن الأجواء المحيطة بها تذكرهم بالمعركة الانتخابية التي اندلعت في المجلس الماضي بين المجالي والدغمي وفاز بها المجالي بفارق بسيط.

شعور المحيطون بالمجالي أن المعركة تزداد ضراوة بات حقيقة بعدما بات من المؤكد أن كتلة الحركة الإسلامية تسرب عنها ما يؤكد أنها لن تقف في صف المجالي مهما كانت الكلفة.

وهو ما يعني أن الإسلاميين سيكونوا في الصف المقابل للمجالي ومن أشد الداعمين لخصمه سواء كان ذلك السرور أو الدغمي وإن كانت الكتلة الإسلامية أميل إلى الدغمي لرصيده لتاريخه الخالي من أي مناكفات للاسلاميين وكتلتهم.

المؤكد في سياق مجلس النواب أن تيارا مناوئا للمجالي يتشكل بقوة وتقوده الكتلة الوطنية الديموقراطية بزعامة ممدوح العبادي الذي يقود سلسلة اتصالات مكثفة لإقناع النواب بضرورة التغيير وعلى ما يبدو فان مأدبة الإفطار التي ينوي النائب عاطف الطراونة إقامتها تأتي في إطار تشكيل هذا التحالف.

ويبدو أن المنافسة ستكون شديدة بين السرور والدغمي للفوز بدعم تيار التغيير وحتما لن يسعى المجالي إلى خطب ودهم بوصف التيار تشكل للإطاحة به.

وعلى الرغم من أن المجالي يستند إلى كتلة من 53 نائبا إلا أنه والكثير ممن يحيطونه يدركون أن الكتلة ليست على قلب رجل واحد وأن اختراقها من خصوم المجالي مسألة محسومة لكنهم يخططون لتحرك يخفف من حدة الاختراق ويقلل من عدد الذين ينوون منح ثقتهم لخصم المجالي.

ويقول نواب أن مسألة خوض الدغمي والسرور معا معركة الانتخابات غير واردة وان احدهم سيعلن عدوله في الوقت المناسب خصوصا إذا ما حاز احدهم على ثقة تيار التغيير.

والحال هذه فان فرص خوض السرور أو الدغمي الانتخابات مرهونة بموقف تيار التغيير الذي عليه ان يقرر أي المنافسين للمجالي يدعم.

ويبدو أن السرور يراهن على أن الدعم الذي يتلقاه من رئيس كتلة الإخاء ميرزا بولاد لعلاقتهما الشخصية قد يمكنه من كسب ود تيار التغيير الذي على ما يبدو سيكون من بين أعضاء كتلة الإخاء من يدعمه.

لكن المؤكد أن كتلة الإخاء دون سائر الكتلة المرشح انضمامها لتيار التغيير ستواجه مشكلة كبرى لانقسام الأعضاء فيها (الإخاء) بين دعم المجالي ودعم خصمه أيا كان.

ولا يستبعد نواب أن تكون عودة النائب أحمد الصفدي لكتلة الإخاء بعد أن استقال منها قبل أسابيع خطوة تعيد خلط أوراق الكتلة لصالح المجالي لكن من يعرف بواقع الكتلة يدرك أن الكيمياء بين أعضاء الكتلة غير متجانسة وأن انقسام الكتلة مسألة محسومة بسبب تناقض جوهري في المواقف.

في العموم فان المشهد المتوقع لانتخابات رئاسة المجلس يكاد يتطابق مع ذلك المشهد الذي تشكل في انتخابات المجالي والدغمي في مجلس النواب السابق خصوصا لجهة التنافس الشديد وغير المسبوق في انتخابات رئاسة المجلس.

والقلق الذي يساور جميع النواب أن اشتعال المعركة مبكرا سيرهق المجلس إذا ما تأجل عقد الدورة البرلمانية الثالثة إلى شهر كانون أول المقبل ما يعني أن المجلس سيبقى مشتعلا لمدة ثلاثة أشهر.

والقلق ذاته يساور مجلس النواب من أن الأطراف ذات العلاقة خارج المجلس لم تقل كلمتها بعد في هوية رئيس المجلس الذي ترغب في رؤيته على سدة الرئاسة الثالثة في عمر المجلس الحالي.