صحيفة : اسرائيل سلمت الاسرى المحررين خرائط وحددت تحركاتهم
المدينة نيوز - : كشف الاسير سمير النعنيش الذي تم اطلاق سراحه من السجون الاسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي ضمن صفقة الاسرى القدامى لـ معا ان اسرائيل حذرت الاسرى وبشدة من تجاوز ما اسمته "الخطوط الحمراء"، نافيا ان يكون الاسرى قد وقعوا على تعهدات رسمية .
وقال النعنيش الذي اعتقل في شهر 5- عام 1989 من منزله في البلدة القديمة من نابلس بتهمة قتل جندي اسرائيلي من خلال القاء حجر كبير عليه ومحكوم بالمؤبد مدى الحياة ان سلطات الاحتلال الاسرائيلية سلمت الاسرى خرائط تحدد تحركاتهم داخل المدينة، حيث يمنعوا بموجب التعليمات الخروج من المدينة لمدة عام او حتى المشاركة بمظاهرات ونشاطات ضد ما يعرف بأمن اسرائيل والا سوف يتم اعادة اعتقالهم .
واضاف النعنيش أن المعاملة التي تلقوها خلال الافراج عنهم من السجون الاسرائيلية كانت سيئة ولا تبشر بان الحكومة الاسرائيلية جادة في تحقيق السلام الحقيقي بين الشعبين، مؤكدا انه لن يكون هناك سلام ما دام لايزال اكثر من 4500 اسير يقبعون داخل السجون الاسرائيلية .
وقال النعنينش الذى ينتمي الى حركة فتح خلال حفل استقبال اقامته الحركة للاسرى في مقرها بمدينة نابلس انه حتى اللحظة يعيش بين واقع انه مصدق وغير مصدق بانه خارج السجن وقال لـ معاان اطلاق سراحه من داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي كان بالنسبة اليه حلما ولكنه كان ينتظره بفارغ الصبر .
واكد النعنييش الذي توفي والده ووالدته وهو داخل السجون ان هذا الشعور لن يشعر به مطلقا الا من عاش واعتقل داخل السجون الاسرائيلية، قائلا :"اكثر ما فاجأني هو مشاهدة ابناء وبنات اخوتي واخواتي وهم رجال كبار لقد تفاجأت عندما رأيت العشرات منهم كنت اعتقد بانهم اطفالا ولكنهم اصبحوا رجالا ونساء".
واضاف النعنينش :"لدي مشاريعي الخاصة بي فاول شيئ اريد ان اعيش مثلي مثل بقية المواطنين اريد ان اتزوج واكون اسرة وبعدها افكر في المرحله الثانية ماذا يمكن ان افعل".
الاسير محمد صوالحة (40 عاما) من قرية عزموط شرقي نابلس كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياه عام 1990 بغد ان نفذ مع اثنين من الشبان عملية طعن واطلاق نار في منطقة "رمات غان" في مدينة تل ابيب أسفرت عن مقتل جندي اسرائيلي واصابة سبعة آخرين.
منفذو العملية كانوا ثلاثة شبان ينتمون الى حركة فتح لم يتجاوز اعمارهم 17 عاما. احدهم استشهد خلال العملية وهو الشهيد جعفر دويكات من قرية عراق التايه شرقي نابلس والاخران هما محمد صوالحه وحسني صوالحه.. فأصدرت اسرائيل بحقهما حكما بالسجن مدى الحياة قضيا منه اكثر من 24 عاما داخل السجون الاسرائيلية، وتم اطلاق سراحهم بذات الدفعه .
وقال صوالحة لـ معا: كنت متفائل باني سوف اخرج في يوم ما وخاصا بعد ان سمعت الرئيس محمود عباس يعد بالعمل الجاد لاطلاق سراح الاسرى والمعتقلين من داخل السجون الاسرائيلية".
وقال صوالحة :"يوم الافراج عني كان هو يوم عيد ميلادي الحقيقي.. انا اليوم تنفست الصعداء فاخرج واجلس تحت اشجار الزيتون واشاهد اهلي واقربائي الذين اشتقت اليهم كثيرا واليوم ابدأ حياه جديدة ابدأها بمشروع الزواج".
وعن رأيه بفرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قال صوالحة ان الشعب الفلسطيني جاهز لتحقيق السلام فورا والذي يبدأ باطلاق سراح كافة الاسرى من السجون الاسرائيلية وعلى القادة الاسرائيليين ان كانوا جاهزين للعمل على تحقيق السلام بين الشعبين .
امين سر حركة فتح في اقليم نابلس محمود اشتية قال لـ معا ان الافراج عن أي اسير فلسطيني هو مكسب للشعب الفلسطيني، مؤكدا ان الاحتلال الاسرائيلي يمارس الابتزاز السياسي اتجاه قضية الاسرى والمعتقلين.
وقال اشتية ان الدفعه الثانية من عملية اطلاق سراح الاسرى ستكون بتاريخ 23 ايلول القادم، مؤكدا بانه يتوقع ان لا تستمر المفاوضات اكثر من جولتين قادمتين بسبب العراقيل والممارسات التي تضعها الحكومة الاسرائيلية لافشال هذه المفاوضات.
ودعا اشتية الى مزيد من رص الصفوف ودعم صمود المفاوض الفلسطيني حتى نتجنب الابتزاز السياسي الذي تسعى الى تحقيقه دوما الحكومة الاسرائيلية.
هذا وقد شارك الاف المواطنين في حفل الاستقبال الذي نظمته حركة فتح بمقرها في منطقة رفيديا غرب نابلس بحضور الاسرى المحررين الاربعة.