عن العبرة
بعث لي أحد الأصدقاء أمس على الإيميل بقصة قصيرة تحت عنوان "قصة وعبرة" ولكوني مهتم بالقصص أكثر من العبر والدروس، فحالي حال الأغلبية التي تجرعت وما زالت حليب الأخطاء المتوالية من ثدي الحكومات المتعاقبة وما اعتبرت، فقد قرأته وأنا على يقين بأني لن أخرج منه بأية عبرة أو استفادة.
تدور القصة باختصار حول رجل أراد أن يبيع منزله لينتقل إلى منزل آخر فذهب إلى احد أصدقائه وهو رجل أعمال وخبير في أعمال التسويق وطلب منه أن يساعده في كتابه إعلان لبيع البيت وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً مفصلاً له أشاد فيه بالموقع الجميل والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة .... الخ ، ثم قرأ كلمات الإعلان على صاحب المنزل الذي أصغى إليه في اهتمام شديد وقال..."أرجوك أعد قراءة الإعلان ، وحين أعاد الكاتب القراءة صاح الرجل يا له من بيت رائع لقد ظللت طوال عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت ولم أكن أعلم إنني أعيش فيه إلى أن سمعتك تصفه ، ثم أبتسم قائلاً من فضلك لا تنشر الإعلان فبيتي لم يعد معروضا للبيع .
لا أدري لماذا عندما قرأت هذه القصة تذكرت كافة المؤسسات التي تمت خصصتها ابتداء من شركة الاتصالات الأردنية وانتهاء بشركة الفوسفات مرورا بشركة البوتاس والإسمنت.
أنا لست معني بالعبرة ، ولا تهمني أساسا ، ما يهمني انني اقتربت من معرفة السبب الذي تم على أساسه خصخصة تلك الشركات ، فالمسألة إما أن مستشاري الخصخصة وخبراءها لم يحسنوا الوصف ، وإما أن الحكومة وقتها لم تعر للوصف اهتماما.
في الحالتين لم ينلنا سوى – العبرة / الدمعة – المراقة من عيوننا وعيون الوطن .