النموذج الاماراتي والبطاقة الذكية الاردنية
يقول رئيس الوزراء " إن الحكومة لن تمس أسعار الخبز للأردنيين وأبناء قطاع غزة بتاتاً ".
أي أن الغير أردنيين سيتم رفع أسعار الخبز عليهم بمعنى أن الحكومة أدركت أن للوطن أبناء لذلك قررت منحهم البطاقة الذكية الخاصة بالخبز كميزة يفتخرون بها !!.
الحكومة الحالية منذ توليها شؤون البلاد وهي على قناعة تامة ان جيوب المواطنين هي الرافد الرئيس لدعم الخزينة لتغطية العجز الذي جاء نتيجة التخبط في القرارات الاقتصادية والارتجالية غير المدروسة او محسومة النتائج.
البطاقة الذكية هي سمة جديدة للاردنيين تضاف الى السمات الاخرى التي انهكت المواطن وجعلته يصل الى حالة " الشحدة " والتسول ولم تدرك الحكومة هذا، اذ ان هناك شيئاً اسمه كرامة غيرخاضعة للمساومات والنقاش.
لو ان حكومة الجباية ادركت أهمية وقيمة المواطن الاردني وأهميته لفعلت مثل الامارات العربية المتحدة التي وضعت بطاقة ذهبية في جيب كل مواطن تميزه عن غيره هدفها تقديم الدعم والمساندة من الكهرباء الى المشتقات النفطية وصولا الى المواد التموينية ، الامر الذي يشعر المواطن من خلاله بعزة النفس والكرامة ويحترم هيبة الدولة ،وهذا ما عجزت حكومتنا عن تقديمه.
خطوات العملية بدأت في مجال رفع الدعم عن الخبز وبكل تأكيد سيكون هناك تلاعب بنوعية الطحين للخبز المدعوم وغيره ومن حيث الجودة والمواصفات وهذا الامر سينسحب على السندويشات واكل المطاعم وغيره تماماً كما سيحدث في حالة رفع سعر الكهرباء الذي يقول رئيس الوزراء لن ترفع عما كان المصروفه اقل من 600 واط حتى نهاية العام الحالي 2013، وبالتالي يجد المواطن نفسه يقدم كل انواع الدعم للدولة الاردنية دون حصوله على ادنى ميزة او خدمة تذكر، هل يؤكد الرئيس وحكومته ان البقالات والمولات ومحلات البيع لن ترفع الاسعار على المواطنين ام ان الهدف هو الضحك على الذقون؟؟؟؟
لا بد للدولة ان تبحث عن خيارات اخرى غير جيب المواطن الذي لم يعد يحتمل المزيد من الاعباء والمزيد من الكذب والتحايل واعطاء مبررات غير مقنعة.
يجب على الدولة الاردنية ان تعيد ثقة المواطن بها وان ترد له كرامته التي سلبت وان لا يغيب عن بالها ان الاردنين يتميزون بالصبر والانتماء للارض، املنا كبير ان لا تختبر الحكومة صبر الشعب او تقتل الانتماء بداخله.
هيبة الدولة ليست كما يردد هذه الايام بل هيبتها تكمن في كرامة شعبها والحفاظ على امنها واستقرارها وهي معادلة سليمة ، اذا من حق الناس ان تقف في وجه من يمس جيبتها وقوتها .
اخطر مرحلة ان تكون الحكومة في واد والشعب في واد أخر وهذا مانعيشه الأن !!!!
وحمى الله الاردن