لقاء نيابي ساخن في منزل النائب الطراونة .. ورسائل اسخن الى عبدالهادي المجالي
المدينة نيوز- راكان السعايدة - شهدت الليلة الثانية عشر من شهر رمضان دخولا لمساحة جديدة في معركة انتخابات رئاسة مجلس النواب انقسم فيه المجلس إلى فسطاطين الأول كتلة التيار الوطني (53 نائبا) السند الرئيسي لترشيح عبد الهادي المجالي و"التغيير والإصلاح" وقومه ثلاثة كتل ومستقلين يساندون على الأرجح ترشيح عبد الكريم الدغمي بعدما خفت تلميحات سعد هايل السرور حيال ترشيح نفسه إلى انتخابات الرئاسة وإن كان لا يزال خيارا مطروحا .
وبدا أكثر من لافت أن اجتماع تكتل "الإصلاح والتغيير" وقوامه أكثر من 50 نائبا في منزل النائب عاطف الطراونة ليلة (الأربعاء) الأشد قوة والأكثر بلورة لانقسام المجلس من دون أن يعني ذلك أن التكتل سيكون على قلب رجل واحد.
الأبرز في اجتماع "التغيير والإصلاح" أن الذي أدار الحوار عبد الرؤوف الروابدة ما يذكر تماما بتلك المعركة القاسية التي دارت رحاها في المجلس السابق بين المجالي والدغمي على الرئاسة، ودرجة التشابه بلغت إلى حد استحضار ذات الاسم (الإصلاح والتغيير) الذي ساند آنذاك ترشيح الدغمي بقوة على رغم حسم المجالي المعركة بفارق بسيط.
وشهد اجتماع منزل الطراونة حديثا صريحا عن ضرورة التغيير والمقصود تغيير في رئاسة المجلس وحكما يعني ذلك إطاحة المجالي عن رئاسة المجلس وإن كانت فرص "التغيير والإصلاح" في إحداث ذلك مسألة تحتمل وجهات نظر متعددة.
واستحضر خصوم المجالي الرئيسيين الكثير من الملاحظات عن أدائه في محاولة لتعميق قوة خصومة مناوئيه في ما يبدة غضبة مستمرة منذ انتخابات رئاسة المجلس الماضية التي اقصي بها العديد من النواب عن لجان كانوا يشغلونها منذ سنوات وقلبوا ظهر المجن للمجالي من يومها بوصفه، بحسبهم، مسؤول عن إقصائهم.
وتعلق الحديث في منزل الطراونة عن هيبة المجلس وضعف الأداء وتجاهل الحكومة لمطالب النواب محملين ذلك كله للمجالي.
في موازاة اجتماع "التغيير والإصلاح" كان التيار الوطني يتناول إفطاره في منزل منير صوبر في دعوة مرتبة سلفا ومنذ الإفطار الذي تم في منزل النائب حسن صافي والذي فيه أعلن ترشيح المجالي لرئاسة المجلس.
ومن الواضح أن اجتماع "التغيير والإصلاح" تشكل من كتل الوطنية الديموقراطية (15 نائبا) وقوامها نواب من أشد خصوم المجالي يليها كتلة الحركة الإسلامية التي مثلها في الاجتماع محمد عقل، ومن ثم كتلة الإخاء المنقسمة على نفسها بين دعم التغيير والإصلاح وبين فريق يدفع بقوة وبطرق غير مباشرة لتجديد التحالف السابق مع المجالي.
وعلى الرغم من أن رئيس كتلة الإخاء ميرزا بولاد يدفع بكل قوته لجر الكتلة خلف دعم السرور غير ان الاحتمال القوي بعدول السرور عن فكرة الترشيح قد تعيد حسابات بولاد بين احتمالين المجالي أو الدغمي.
لكن كتلة الإخاء المتأرجحة نتيجة تباينات قوية داخلها وضعت من بين خياراتها ترشيح عضوا فيها لرئاسة المجلس على أمل الانتقال إلى جولة انتخابية ثانية تعيد عندها رسم خطتها والتي قد يكون أقرب خططها تعويم موقفها وترك كل عضو يختار الرئيس الذي يريده تجنبا لانشقاق كبير في الكتلة.
المؤكد في سياق انتخابات رئاسة المجلس، وكما جرت عليه العادة، أن أي تكتلات تتشكل لحسمها عادة ما تكون مخترقة فـ"التغيير والإصلاح" من المؤكد أن المجالي سيخترقه بصيغة من الصيغ، كما ان مرشح "التغيير والإصلاح" سيتمكن من اختراق كتلة التيار الوطني قوة المجالي الرئيسية، أي ان الاختراقات ستكون متبادلة من الطرفين لكن قوتها تبقى رهنا بقوة المرشحين.
وأرسل "التغيير والإصلاح" رسالة قوية للمجالي عندما شكل في اجتماع منزل الطراونة لجنة متابعة من الكتل والمستقلين وإن أجلت الكتلة الإسلامية تسمية ممثليها في اللجنة لحين العودة إلى حزب جبهة العمل الإسلامي التي بيدها قرار الكتلة وفي صالح أي من المرشحين تصب.
والإسلاميون عادة ما يتركون موقفهم إلى ربع الساعة الأخيرة لتحسين شروط دخولهم أي تحالف وهم على الأقل يسعون إلى المحافظة على موقع مساعد الذي يشغله الآن عبد الحميد ذنيبات.