في هذه الحكاية .. ما أصعب البؤس والفقر في عجلون !
المدينة نيوز ـ متابعة زينة حمدان ـ في اليوم الثاني عشر من رمضان، وصلت حملة "للسائل والمحروم" التي ينفذها برنامج صباح المدينة عبر اذاعة صوت المدينة 88.7 وتقدمه الزميلة ضياء العوايشة ويرافقها من الميدان الزميل خالد الخواجا ـ الى واحدة من قصص الفقر والعوز المؤلمة في عجلون، وتحديدا قضاء كفرنجة.
لا أحد يستطيع ان ينكر ان عائلة عمر عقلة عبد الرحمن "39" عاما تعيش حالة بؤس وفقر شديدين، الا ان الجهل والنظر الى اعاقة الصم والبكم أنها تمنع رب الأسرة الذي يعاني من هذه الاعاقة من العمل هي السبب وراء هذه الحالة المأساوية.
زوجة عمر "46" عاما شرحت حالتها هي وأطفالها الثلاثة الذين يعانون من الصم والبكم وبحاجة الى رعاية خاصة، فولديها صلاح وصابر يذهبون يوميا الى السلط للدراسة هناك في مدارس خاصة بحالتهم.
"أم صلاح" قالت أن زوجها عاطل عن العمل منذ سنتين حيث انه كان يعمل نجارا في السابق الا ان هذه المهنة لم تطعهم الخبز بحسب وصفها.
هذه الأسرة مهددة بالطرد من البيت الذي تسكن به وذلك بسبب تراكم مبلغ "350" دينار بدل ايجار لمدة "7" أشهر لأصحاب البيت.
هذا الحال المأساوي الذي تعيش به الأسرة لا أحد يستطيع انكاره خاصة أن لصور المرفقة تتحدث عن نفسها الا أن هناك حل بيد رب الأسرة لتحسين وضع عائلته وهو العمل .
المدير العام لصندوق المعونة الوطنية الدكتور محمود كفاويين أكد على أهمية أن يعود رب هذه الأسرة الى العمل بالرغم من الدخل القليل الذي يتقاضاه من عمله كنجار .
وأوضح أن صندوق المعونة له دور تكميلي، ففي حال عاد رب هذه الاسرة للعمل سوف يصرف لهم راتب تكميلي للدخل الذي يحصل عليه حتى يعينه على تأمين الحاجات الأساسية لعائلته.
وشدد كفاوين على أن دور وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية هو مساعدة الأسر المحتاجة للعيش الكريم، لكن في ذات الوقت لا يشجع على الاتكال على الصندوق والتقاعس عن العمل.
فالعمل مهم جدا للانسان ، فلا أحد يشك في أهمية العمل للفرد أو المجتمع فالدول المتقدمة في العصر الحاضر لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والفضاء والتقنية إلا بجدية أبنائها في العمل، وأسلافنا المسلمون السابقون لم يبنوا حضاراتهم الإنسانية الكبيرة إلا بإخلاصهم في العمل.
فالإسلام اعتبر العمل حق لكل مسلم، وحارب البطالة لآثارها السلبية على المجتمعات والأسر، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما جعل العمل المفيد من أسباب الثواب وزيادة الحسنات، وقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتعلق بهذه المعاني ومن ذلك {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} وقوله تعالى {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} كما أن السنّة الشريفة تضمنت العديد من النصوص التي تحث على العمل والكسب الحلال (ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده).. وقوله صلى الله عليه وسلم (من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفوراً له).
يذكر ان حملة "للسائل والمحروم" التي تتلقى الدعم من جمعية البداد الخيرية ونقابة تجار المواد الغذائية وباشراف من صندوق المعونة الوطنية قامت بتوزيع "75" طرد غذائي- يحتوي على 13 صنف غذائي يكفي لعائلة مكونة من عشرة اشخاص لمدة شهر كامل – على العائلات المحتاجة في محافظة عجلون.