لعبة السلم والحية ..والانتخابات البلدية؟؟؟
لقد تحولت السياسة ومعها تحول السياسيين في الاردن في الاونة الاخيرة الى مهرجين وممثلين ولاعبين من الطراز الاول ... حالهم يذكرني في لعبة (السلم والحية ) فتجدهم يزدادون ازدهارا وتالقا وظهورا وتلميعا وخصوصا عندما تقترب انتخابات او تشكل حكومات وللاسف عندما يصل احدهم ويتقلد منصب عام يتناسى الشعب الذي اوصله الى هناك لا بل ينسلخ عن واقعة ومجتمعة فيزداد تكبرا وعلوا ..فتتبدل افكارة وتتغير ارائه وتنقلب حاله راس على عقب .. يغيب وكما يقال (يغيب ويقول عدولي) يغلق هاتفه ويغير مسكنه ويبدل حتى خط سيرة او اماكن تواجده او حتى تنزهه ... حتى ان بعضهم يتنكر للوطن الذي أعطاه كل شيءفيسرقة ويجلده ويمص دمائه ويرهقه ......يصول ويجول ياكل كل شئ امامه لا يخاف الا على نفسه وكرسيه ...لكن حين تبتلعه الافعى وتعود به الى ذيل السلم من جديد ..يعود مخبولا!! مذلولا!! صاغرا!! طامحا في التجديف من جديد!! فيعيد العلاقات ويقوي الصلات ويكثر من الولائم والسهرات …والمشاركة في المناسبات .. والظهور في الاعراس والاحتفالات وحتى طهور الابناء وختان البنات ....يرجع كيوم ولدته امه.. مهذب الخلق قرير العين … كريم النفس متواضع الحال محب للجميع …متسامح …وقور.. قليل الكلام ..كثير الافعال مشارك الجميع في كل الافراح والاحزان...
بعد كل هذا الكلام أقول ونحن الان على ابواب الانتخابات البلدية ونشاهد الكثير من لاعبين (السلم والحية) وقد اعدوا لها الكثير من المال والطعام والخيم والحلويات والوعود البراقة والخزعبلات ؟؟؟
واخص كلامي هنا الى من يريد الذهاب الى صندوق الاقتراع فاقول ....اخي الناخب لكي نتخلص من القمامة في شوارعنا.. ونفرح بالانارة على طرقاتنا ..والتنظيم لحاراتنا والخلاص من البسطات امام مدارسنا ومساجدنا وجامعاتنا... والمطبات العشوائية التي اهلكت سياراتنا ... ستسمع الكثير من الخطب الرنانة والوعود البراقة والدق على الصدور... عندها تذكر هذه المقولة عن البرت إينشتاين صاحب نظرية النسبية: (السذاجة هي أن تكرر نفس التجربة بنفس الطريقة ثم تتوقع نتيجة مختلفة) فلا تنتخب من خذلك وخذل الوطن حتى ولو بدل جلده فهذا موسم تبديل الجلد وتغيير اللون فلا تخدعك الشعارات البراقة والوعود الكاذبة ....
وانت اخي المرشح الصادق إن مما ينبغي أن تتذكره دائماً أن الولايات والمناصب وما يلحق بها هي من الأمانات التي قال الله في شأنها { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } ...هي أمانة فما أنت صانع فيها ؟ ؟ إنني أهمس في إذنك ليقر في فؤادك أن تتذكر هذه الاحاديث النبوية
الأول هو قوله صلى الله عليه وسلم { من ولى رجلا على عصابة وهو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين} رواه الحاكم في صحيحه .
الثاني : هو قوله صلى الله عليه وسلم { إذا ضيعت الأمانة فأنتظر الساعة ، قيل يارسول الله : وما إضاعتها ؟ قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فأنتظر الساعه } . قال شيخ الاسلام : { أجمع المسلمون على معنى هذا } أي على أن اسداء الأمر إلى غير أهله من تضييع الامانة وهو مؤشر على قرب الساعة . ..
أخي الناخب .... هل بعد هذه الأحاديث وأمثالها يجوز لك أن تنتخب شخصاً لمجرد القرابة أو العطية أو الهدية أو المجاملة أو لمجرد الانتماء القبلي أو الانتماء المكاني أو لمجرد الانتماء في المنهج الدعوى ؟!!!! كلا والله فإن فعلت فأنت خائن. لنفسك قبل بلدك واهلك
نقل ابن تيمية رحمه الله كلاماً نسبه إلى الفاروق عمر أنه قال { من ولي من أمر المسلمين شيئاً فولى رجلاً لمودة أو قرابة بينهما فقد خان الله ورسوله والمسلمين } . فيجب عليك إذا أن تبحث عن المستحق الأصلح وأن تقدر الأمانة وأن تربأ بنفسك عن الخيانة لأي سبب من الأسباب .
في الختام اقول ان اردنا التقدم والنجاح فلا سبيل لنا الا ان ننتخب: -الشخص الكفء الأمين .
ان نجحنا في هذا الطرح ونهجنا هذا النهج فلن نندم ابدا وقولها لكم ولي قبل فوات الاوان وزيادة التذمر والشكاوي من الخدمات وهدر المال العام دون انجاز؟؟؟