تفاصيل زيارة الذهبي الى بغداد ولقائه بالمالكي

تم نشره الجمعة 04 أيلول / سبتمبر 2009 12:06 صباحاً
تفاصيل زيارة الذهبي الى بغداد ولقائه بالمالكي
بترا

المدينة نيوز - اكد رئيس الوزراء نادر الذهبي ان الزيارة التي يقوم بها حاليا الى العراق تاتي بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني بهدف تمكين وتعزيز اوصر العلاقات الاخوية بين البلدين. وقال في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره العراقي في بغداد اليوم الخميس انه نقل تحيات جلالة الملك الى العراق قيادة وحكومة وشعبا بمناسبة شهر رمضان المبارك، معربا عن تعازي الاردن بضحايا التفجيرات الارهابية الاخيرة التي اودت بحياة الابرياء من العراقيين.

وعبر رئيس الوزراء عن موقف الاردن الداعم لتحقيق الامن والاستقرار في العراق وادانة مختلف الاعمال الارهابية على ارض العراق الشقيق.

وبين ان المباحثات تناولت المواقف والسياسات الاردنية تجاه العراق الشقيق والتي تنطلق من توجيهات جلالة الملك ومن ثوابت وركائز واضحة تؤكد على وحدة العراق واستقراره ودعم العملية السياسية وتقديم جميع اشكال الدعم لاعادة اعمار العراق واستعادة العراق لدوره العربي والاقليمي والدولي.

واكد الذهبي حرص الاردن على تقديم كل ما من شانه دعم جهود الحكومة العراقية وتعزيز التعاون معها في شتى المجالات سواء الامنية او الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية، مشددا ان الاردن يرى في العراق عمقه الاستراتيجي.

كما اكد موقف الاردن المؤيد والداعم لاستقرار العراق ووحدة اراضيه وسلامتها وتحقيق المصالحة بين ابنائه ومشاركة كل الاطياف السياسية في العملية السياسية ليتمكن من النهوض واستعادة دوره الطليعي في الصف العربي.

وقال رئيس الوزراء ان الاردن يعلن وبكل صراحة رفضه واستنكاره وادانته الشديدة لكل الاعمال الارهابية التي تعرض لها الابرياء من ابناء الشعب العراقي الطيب والتي تستهدف تعطيل مسيرة اعادة بناء الدولة العراقية واعادة الامن والاستقرار لربوع العراق الشقيق، مؤكدا رفض الاردن المطلق لاي محاولة من اي جهة كانت للتدخل في شؤون العراقية الداخلية وباي شكل من الاشكال.

وبين رئيس الوزراء انه تمت مراجعة الملفات الثنائية سواء في الصناعة والتجارة حيث تم توقيع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين بهدف تعزيز وتنمية التبادل التجاري، لافتا إلى ان العراق هو الشريك التجاري الاول للاردن إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي نصف مليار دولار.

وفي هذا الصدد قال "نحن نطمح بمضاعفة هذا الرقم وسنحاول تذليل الصعوبات لانسياب البضائع والاشخاص بين البلدين". وبين الذهبي انه تم الحديث عن ملف النفط وامكانية زيادة الكميات التي تأتي للاردن، معربا عن الامل بزيادة الكميات تدريجيا بدلا من 10 الاف برميل يوميا بزيادتها مقدار 5 او 10 الاف اخرى.

وفي ذات السياق قال رئيس الوزراء انه "لربما بالمستقبل يمكن زيادتها اكثر من ذلك عندما تتم اعادة بناء انبوب النفط بين كركوك وبانياس الذي هو الان في الطريق الصحيح لاعادة تصليحه ووضع الوصلة التي ستؤدي الى نقل النفط الى الاردن عبر هذا الانبوب وليس بالشاحنات".

 

واشار الى الزيارة التي قام بها وزير النقل العراقي الى الاردن قبل فترة قصيرة حيث تم خلالها توقيع اتفاقيات عديدة لنقل الاشخاص بين العراق والاردن وبين العراق ومصر، مؤكدا وجود تعاون مستمر ووثيق في هذا الموضوع.

 

وقال الذهبي انه تم بحث موضوع الامور المالية والديون العالقة واتفاقية الازدواج الضريبي وكذلك اقامة منطقة حرة بين الاردن والعراق، مشيرا الى انه سيتم تشكيل لجنة من وزراء المالية ومحافظي البنك المركزي لمتابعة هذه الامور وانهائها باسرع وقت ممكن.

 

وبين انه في موضوع الزراعة فان هناك تسهيل لتصدير المنتجات الزراعية الاردنية لدخول العراق بالتنسيق بين الوزارتين، مشيرا إلى انه تم اليوم توقيع اتفاقية للحجر الصحي للثروة الحيوانية وامكانية توحيد التشريعات مما يسهل التبادل في المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية.

 

واوضح رئيس الوزراء انه تم بحث ملف المعتقلين والمسجونين والاسرى الاردنيين.

وفي هذا الصدد قال "اننا نعلم جميعا بان القانون لا بد ان ياخذ مجراه"، مشيرا الى ان هناك 3 فئات من المعتقلين والمسجونين، فهناك ارهابيين ومرتكبي مخالفات ادارية وحالات اشتباه.

وبين الذهبي انه تم الاتفاق على ان يتم النظر في كل هذه الحالات واسهلها بالطبع هي المخالفات الادارية وحالات الاشتباه قيد التحقيق والسرعة في انجاز هذا الملف. وقال "نحن نعلم ان هناك اجراءات ادارية بين الحكومة ومجلس القضاء والرئاسة وسيكون هناك تعاون في هذا المجال في القريب العاجل.

وأضاف انه تم الحديث كذلك عن الربط الثماني في موضوع الكهرباء بين ليبيا ومصر والاردن والعراق ولبنان وسوريا وتركيا، مشيرا إلى ان هذا يحتاج الى بحث اكثر ومراجعة للتصاميم في الشبكات الكهربائية.

ولفت الذهبي الى انه وبالتعاون مع هيئة الاستثمار الوطني سيعقد بعد عيد الفطر مباشرة مؤتمر استثماري في العراق بمشاركة اعداد كبيرة من الصناعيين والتجاريين الاردنيين. ومن جهته رحب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برئيس الوزراء نادر الذهبي والوفد الوزاري المرافق له و"الذين قدموا إلى بغداد ضيوفا أعزاء"، مؤكدا عمق العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين العراق والاردن.

وقال المالكي أن هذا اللقاء يعد فرصة طيبة لكلا البلدين لمراجعة ما تم في الإجتماع السابق الذي إنعقد في العام الماضي في العاصمة عمان من أجل البناء على الإنجازات التي تحققت والسير قدما في علاقات البلدين، وذلك من خلال مراجعة الإتفاقيات ومذكرات التفاهم.

وأكد المالكي أنه إستعرض مع الذهبي العلاقات السياسية والإقتصادية ومختلف الأمور التي تهم البلدين، مؤكدا أن العراق بحاجة ماسة في هذه المرحلة لأشقائه العرب وكذلك أًصدقائه وخصوصا في مرحلة ما بعد الإستقرار الأمني وذلك للعمل سويا على إعادة بناء العراق الجديد.

وقدم رئيس الوزراء العراقي شكره وتقديره لجلالة الملك عبد الله الثاني والحكومة على ما يقدمه الأردن من تسهيلات وخدمات ومكارم تجاه المواطنين العراقيين.

 

النفط والمعتقلين والمسجونيين الاردنيين

 

وكان رئيس الوزراء نادر الذهبي في العاصمة العراقية بغداد التي وصلها اليوم الخميس في زيارة قصيرة مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تركزت على العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.

واكد رئيسا الوزراء الذهبي والمالكي حرصهما المشترك على تطوير العلاقات الاردنية العراقية خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية وتذليل اي عقبات قد تعترضها خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

واكد الذهبي ان العلاقات الاردنية العراقية علاقات تاريخية وراسخة مبنية على الاحترام المتبادل، مشددا على وقوف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الى جانب العراق وتقديم كل الدعم السياسي المطلوب له حكومة وشعبا بما يعزز دور العراق الشقيق كعضو فاعل في جامعة الدول العربية وعلى الساحة الدولية.

وتناولت المباحثات مسألة تزويد الاردن بجزء من احتياجاته من النفط العراقي تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين الجانبين عام2006 والتي تم تجديد العمل بها العام الماضي لمدة ثلاث سنوات، كما تناولت المباحثات عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ونقل رئيس الوزراء نادر الذهبي في مستهل كلمته التي القاها في بداية المباحثات تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني وتهانيه الحارة لكل أبناء العراق العزيز قيادة وحكومة وشعباً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

واكد رئيس الوزراء ان الأردن والعراق يرتبطان بعلاقات تاريخية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بحكم الجوار الجغرافي والروابط والمصالح المشتركة مشيرا الى ان الأردن شكل بوابة للتجارة العالمية مع العراق، إلى أن أصبح العراق أحد أهم الشركاء التجاريين للأردن، وارتقت العلاقات الاردنية العراقية إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية التي يحرص الأردن على دعمها وتطويرها خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وعبر الذهبي عن الامل في ان تكون العلاقات بين البلدين مثالاً يحتذى به للعلاقات العربية،بحيث يكون تعاوننا على المستوى الثنائي الأداة الأهم لتفعيل أدوات العمل العربي المشترك بما في ذلك مساهمة البلدين الفاعلة في تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والتي نتطلع في إطارها إلى المزيد من العمل المشترك نحو تذليل جميع العوائق أمام التجارة العربية.

وجدد رئيس الوزراء موقف الاردن المؤيد والداعم لإستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق المصالحة بين أبنائه ومشاركة كل الأطياف السياسية فيه في العملية السياسية ليتمكن من النهوض وإستعادة دورة الطليعي في الصف العربي.

وفيما يلي نص كلمة الذهبي.

 

دولة الأخ نوري المالكي رئيس وزراء جمهورية العراق،،، أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة،،، أسعد الله أوقاتكم جميعاً .

 

يشرفني أن أبدأ كلمتي بنقل تحيات مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وتهانيه الحارة لكل أبناء العراق العزيز قيادة وحكومة وشعباً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 

وإنه لمن دواعي سروري الالتقاء بدولتكم والإخوة أعضاء الوفد العراقي في هذا اليوم المبارك في بغداد العروبة والصمود والذي يأتي تجسيداً لعمق وتميز علاقات الأُخّوة والتعاون المشترك وحسن الجوار التي تربط بلدينا الشقيقين، كما يعكس رغبة حقيقية صادقة من قبل قيادتي البلدين للارتقاء بالعلاقات الأردنية العراقية على كافة الصعد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وتجارياً وفتح مجالات أوسع للتعاون المشترك وبشكل ينعكس إيجابياً على البلدين والشعبين الشقيقين، بما يضمن مستقبلا أفضلا للأجيال القادمة.

 

واسمحوا لي بداية ان أعزيكم بضحايا التفجيرات الإرهابية التي أودت بحياة الأبرياء من العراقيين وأن أُعبّر عن موقف الأردن الداعم لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق وإدانة كافة الأعمال الإرهابية على أرض العراق الشقيق.

 

يرتبط الأردن مع العراق بعلاقات تاريخية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بحكم الجوار الجغرافي والروابط والمصالح المشتركة، وشكّل الأردن بوابة للتجارة العالمية مع العراق، إلى أن أصبح العراق أحد أهم الشركاء التجاريين للأردن، وارتقت العلاقات الأردنية العراقية إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية التي يحرص الأردن على دعمها وتطويرها خدمة لمصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الثلاث الأخيرة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين لغاية النصف الأول من هذا العام489 مليون دولار مقارنة بـ 262 مليون دولار في العام2008 لنفس الفترة.

 

إن هذه البيانات تضع أمامنا مسؤولية مشتركة في القطاعين العام والخاص لضمان المحافظة عليها وزيادتها فالإمكانيات الكبيرة المتوفرة لدى القطاع الخاص الأردني والعراقي وعوامل الجوار والخبرات الكبيرة والتنافسية التي باتت تتمتع بها القطاعات الاقتصادية الرئيسة في الأردن، تحتم وضع آليات جديدة وعملية لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين خاصة وأن البلدين بصدد التوقيع على اتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين والتي ستعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، إلى جانب اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، بالإضافة إلى سعي البلدين إلى دراسة التوقيع على اتفاقيات أخرى ذات أهمية وهي: اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، واتفاقية منع الازدواج الضريبي والتي من المتوقع أن تسهم في زيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.

 

الأمر الذي سيدعم تحقيق طموحاتنا نحو مستقبل مشرق ويحقق آمال وتطلعات قيادتي البلدين.

وتابع رئيس الوزراء في كلمته:

 

إن التحديات الاقتصادية والتجارية التي تواجه بلدينا في إطار العولمة والاندماج في النظام التجاري العالمي أصبحت متشابهة، والتطورات التي يشهدها العالم خاصة في ضوء تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية يستدعي منا مزيداً من العمل لتدعيم قاعدة المصالح الاقتصادية المشتركة ونسج علاقات تعاون مشتركة لمواجهة التداعيات السلبية لهذه الأزمة والمساهمة في السعي الدؤوب لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، والذي بدوره يحتم علينا أن نعمل بكل جهد مخلص لبناء علاقات تكامل وتعاون والعمل على تطوير جميع أوجه التعاون الثنائي بين بلدينا، فالعلاقات القائمة بين رجال الأعمال والصناعيين والمشروعات والاستثمارات المشتركة بين الحكومتين والقطاع الخاص في البلدين، من شأنها إعطاء دفعة قوية للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي بين البلدين وستساهم في رفع مؤشرات حجم التبادل التجاري الأمر الذي يتطلب العمل بشكل مشترك نحو إزالة أية قيود أو صعوبات تعيق حركة التبادل التجاري وانسياب السلع في الاتجاهين.

 

على الرغـم مـن التقدم الذي يشهده مستوى التعاون بين البلدين، إلا أننا نعتقد أنه دون طموحاتنا، وهو ما يقتضي تفعيل الإطار القانوني وتعظيم الاستفادة من الآليات القائمة بما يتيح تنويع مجالاته وتدعيم جسور التواصل والتكامل وتشابك المصالح بين الطرفين، فالأردن والعراق يرتبطان باتفاقيات وبروتوكولات اقتصادية وتجارية منذ عقود، وكان لهذه الاتفاقيات الأثر الإيجابي في دعم مسيرة العمل الثنائي المشترك، إلا أنه بالرغم من ذلك فإننا نرى بأن هذه الاتفاقيات لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل، حيث أمامنا الآفاق الواسعة للتعاون، آملين أن تفضي زيارتي والوفد المرافق إلى نتائج ايجابية وفعالة تسهم في تعزيز واستكشاف السبل الكفيلة بتطوير مشروعات الشراكة والاستثمار وتذليل العقبات التي تعيق دفع المبادلات التجارية وتوسيع مجالاتها بين القطاع الخاص الأردني والعراقي من خلال تقديم التسهيلات والحوافز اللازمة من قبل مؤسسات القطاع العام في البلدين لتمكين القطاع الخاص من القيام بالدور المأمول منه، إلى جانب العمل المشترك على تعزيز آفاق التعاون في القطاعات الحيوية الأخرى.

نتفق يا دولة الرئيس ان جهودنا تصبو لأن تكون العلاقات بين بلدينا مثالاً يحتذى به للعلاقات العربية بحيث يكون تعاوننا على المستوى الثنائي الأداة الأهم لتفعيل أدوات العمل العربي المشترك بما في ذلك مساهمة بلدينا الفاعلة في تطبيق اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والتي نتطلع في إطارها إلى المزيد من العمل المشترك نحو تذليل العوائق كافة أمام التجارة العربية وتحرير قطاع الخدمات الذي يعتبر جزءاً مكملاً لتحرير تجارة البضائع, إلى جانب تنسيق المواقف بين البلدين في استكمال العمل الجاري حول قواعد المنشأ التفصيلية في إطار الجامعة العربية, لما سيكون لهذه القواعد من دور في التكامل الاقتصادي العربي المنشود.

 

ونتطلع إلى انضمام العراق الشقيق إلى منظمة التجارة العالمية, آملين أن يكون للدول العربية تكتل اقتصادي قوي في المنظمة, مؤكدين استعدادنا لتقديم العون والدعم الممكن لأشقائنا العراقيين في ضوء التجربة الأردنية في الانضمام إلى المنظمة.

 

يطيب لي أن أؤكد مجدداً موقف المملكة الأردنية الهاشمية المؤيد والداعم لإستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق المصالحة بين أبنائه ومشاركة كل الأطياف السياسية فيه في العملية السياسية ليتمكن من النهوض وإستعادة دورة الطليعي في الصف العربي، وينبع هذا الموقف من إيماننا بقيم الإسلام والعروبة وروح الأخوّة، وبأهمية العراق وتقديراً لتضحياته الجسام إلى جانب أشقائه في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث امتزجت دماء شهداء جيشنا العربي الأردني والعراقي وخضبت ثرى فلسطين ومرتفعات الأردن والجولان.

 

وإننا يادولة الرئيس نؤكد إيماننا بأن العراق يشكل ركيزة أساسية في الصف العربي، ولا يمكن لأي أحد كائناً من كان بأن لا يقر بهذه الحقيقة الساطعة.

 

لقد وقف الأردن إلى جانب العراق طيلة السنوات الماضية إنطلاقاً من واجبه القومي والأخوي، وسعى بكل إخلاص للإسهام في تدريب الكوادر الأمنية العراقية للمساعدة في نشر الأمن والإستقرار وسيادة القانون في ربوع العراق الغالي، كما فتح أبوابه مشرعّة أمام أبناء الشعب العراقي الشقيق الذين إضطرتهم ظروفهم لمغادرة العراق ريثما يتمكن العراق من تجاوز الظروف الصعبة التي تعرض لها، وهذا واجب علينا وليس ِمنّةً أو جميلاً إنما هو حق الأخوة والجيرة.

وتابع رئيس الوزراء نادر الذهبي في كلمته قائلا.

 

إن الأردن يعلن من هنا وبكل صراحة رفضه وإستنكاره وإدانته الشديدة لكل الأعمال الإرهابية التي تعرض لها الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، والتي تستهدف تعطيل مسيرة إعادة بنيان الدولة العراقية، وإعادة الأمن والإستقرار لربوع العراق العزيز.

 

وبنفس الوقت فإننا نؤكد رفضنا المطلق لأي محاولة من أي جهةٍ كانت للتدخُّل في شؤون العراق الداخلية وبأي شكل من الأشكال.

 

إننا نتطلع لإدامة التشاور السياسي بين بلدينا تجاه القضايا التي تهم الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ونود أن نؤكد تصميم الأردن على إستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف إستناداً إلى الشرعية الدولية والمبادرة العربية، وإن ذلك يتم بإعتماد حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وأنه بدون ذلك لن تشهد المنطقة الأمن والاستقرار، وقد بذلت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم كل جهد مخلص لدى مختلف دوائر القرار في العالم من خلال الزيارات الملكية والاتصالات المستمرة، للتأكيد على أهمية حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً يقوم على مبدأ حل الدولتين، ومن أبرزها زيارة جلالة الملك المعظم لواشنطن مطلع شهر أيار الماضي.

 

نتطلع بثقة وأمل كبيرين إلى توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية مع العراق الشقيق وإقامة مشاريع مشتركة تنعكس نتائجها وثمارها على أبناء شعبينا الشقيقين، وأن يبقى الأردن بوابة للتجارة والاستيراد عبر ميناء العقبة، وأن يستمر اقتصادنا الوطني في رفد السوق العراقي بما يحتاجه من السلع والبضائع وإزالة كافة المعوقات التي تحد من زيادة حجم التبادل التجاري بين بلدينا الشقيقين.

 

وفي الختام لا يسعني إلا أن اعبر عن سعادتي والوفد المرافق لتواجدنا في بلدنا الثاني العراق، شاكراً لدولتكم كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال متطلعين إلى دوام التواصل واللقاء خدمة لبلدينا وشعبينا.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وحضر المباحثات عن الجانب الاردني وزراء الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الدكتور نبيل الشريف والمالية باسم السالم والصناعة والتجارة عامر الحديدي والطاقة والثروة المعدنية خلدون قطيشات والنقل سهل المجالي والدولة للشؤون البرلمانية غالب الزعبي والزراعة سعيد المصري والسفير الاردني في بغداد نايف الزيدان.

 

وحضرها كذلك رئيس غرفة الصناعة حاتم الحلواني ورئيس غرفة التجارة حيدر مراد.

 

وحضرها عن الجانب العراقي وزراء الخارجية هوشيار زيباري والنفط حسين الشهرستاني والمالية باقر الزبيدي والكهرباء كريم وحيد والنقل عامر عبدالجبار والزراعة بالوكالة اكرم الحكيم والسفير العراقي في عمان سعد الحياني.

 

على صعيد متصل عقد الجانبان الاردني برئاسة رئيس الوزراء نادر الذهبي والعراقي برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي جلسة مباحثات موسعة حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين من الجانبين.

ومن جانبه رحب رئيس الوزراء العراقي بزيارة رئيس الوزراء نادر الذهبي والوفد المرافق، معربا عن ثقته باهمية هذه الزيارة ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية.

 

واكد المالكي رغبة الجانبين في عقد اجتماعات اللجنة العليا الاردنية العراقية المشتركة كل ستة اشهر بدلا من سنة.

 

وقال ان الجانبين استعرضا مسيرة العلاقات الثنائية حيث اكدا على التقدم الكبير على مختلف المستويات، معربا عن الامل بزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الى اكثر مما هو عليه الان والبالغ حوالي نصف مليار دولار.

 

وثمن المالكي مواقف الاردن السياسية الداعمة للعراق ولجهود الحكومة العراقية لتعزيز الامن والاستقرار، معربا عن الامل بان عملية التحسن الامني الحاصل في العراق ستساعد في زيادة التعاون بين البلدين.

 

ووقع الاردن والعراق، بحضور رئيسي الوزراء، اتفاقية لاقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين حيث وقعها وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي ووزير التجارة العراقي، كما وقع البلدان اتفاقية للتعاون في مجال الصحة الحيوانية وقعها وزير الزراعة المهندس سعيد المصري ووزير الزراعة العراقي بالوكالة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات