أمسية قصصية تثير جدلا حول مفهوم القصة القصيرة جدا

المدينة نيوز- أثارت الأمسية القصصية التي نظمها مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مساء الاثنين للقاصين سمير برقاوي والدكتور عيسى حداد ، الكثير من الجدل حول مفهوم القصةالقصيرة جدا والدور الذي تؤديه في ظل غياب معايير واضحة ومحددة لهذا الجنس الأدبي الجديد .
واستهل برقاوي الأمسية بقراءة عدة قصص مثل : المرآة ، والدميم ، حيث أبرز من خلالهما نموذجا من الشخصيات التي تعتمد على الكذب والنفاق الاجتماعي والانتهازية للوصول الى تحقيق أحلامها ورغباتها والتي تكون على حساب القيم والمبادىء والمنظومة الأخلاقية ، اضافة الى نموذج آخر من الشخصيات التي تحاول أن تشق طريقها وأن تستمر في الحياة رغما عن العراقيل والمعوقات التي صاغها القدر وأحاطها بها .
وقال برقاوي ، ان القصة القصيرة لا تحتمل الحوار الطويل ، اذ ان أي كتابة تعتمد على قدرة الكاتب ومدى نجاح أسلوبه في التعبير عن حالات معينة او لحظات نموذجية بطريقة مكثفة .
بينما قرأ الدكتور حداد قصص : حبل النجاة ، يد مبتورة ، وصمت الرجال ، اذ عالج من خلالها اشكالية العلاقة بين الرجل والمرأة ، مظهرا ملامح الحياة الزوجية الاعتيادية ، في حين اعتمد في قصة أخرى على توظيف عناصر رمزية لمعاينة الفروقات الاجتماعية وابراز مدى الظلم الواقع على الطبقات الكادحة والمهمشة في المجتمع .
وعبر حداد عن رغبته في مواكبة ذلك النمط من القصص القصيرة جدا ، معتبرا أن هذا الجنس هو ما يريده الشباب ، بحسب تعبيره ، لافتا الى محاولته الكتابة بعدة أساليب وعدة أجناس لارضاء أكبر فئة من المجتمع ، فيما اعتبر ان الثقافة تتردى وتسير في طريق مجهول .
و اعتبر الباحث الدكتور جاسر العناني ان القصة القصيرة جدا خالية من لغة الحوار الأساسية ، وفقا لتعبيره ، وتفتقد للحبكة الدرامية ، وتخلو من الانفعال والتوتر الذي يخلق تفاعلا فكريا بين الكاتب والمتلقي .
فيما لفت القاص عمر الخواجا ان عنصري المفارقة والدهشة اللتين تستند اليهما القصة القصيرة جدا لا يكفيان لخلق قصة قصيرة متكاملة تشبع نهم المتلقي وتحقق رغبته الجمالية .
(بترا)