الملك : نعتز بأن الأردن متميزاً في التعايش بين المسلمين والمسيحيين

تم نشره الثلاثاء 03rd أيلول / سبتمبر 2013 02:03 مساءً
الملك : نعتز بأن الأردن متميزاً في التعايش بين المسلمين والمسيحيين
الملك عبدالله الثاني

المدينة نيوز :- قال جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم إن "التحديات والصعاب المشتركة التي نواجهها , مسلمين ومسيحيين، تستدعي منا جميعا تضافر الجهود، والتعاون الكامل لتجاوزها، والتوافق على منظومة سلوك تجمع ولا تفرق".

وأكد جلالته، في كلمة خلال استقباله المشاركين في مؤتمر (التحديات التي تواجه المسيحيين العرب)، أن منطقتنا "تواجه حالة من العنف والصراع الطائفي والمذهبي والعقائدي، الذي طالما حذرنا من تبعاته السلبية التي تفرز مظاهر من السلوك الغريبة على تقاليدنا وإرثنا الإنساني والحضاري، القائم على مبادئ الاعتدال والتسامح، والتعايش وقبول الآخر".

وشدد جلالة الملك على دعمه لكل جهد يستهدف "الحفاظ على الهوية المسيحية العربية التاريخية، وصون حق حرية العبادة، انطلاقا من قاعدة إيمانية إسلامية ومسيحية، تقوم على حب الله وحب الجار، والتي أكدت عليها مبادرة كلمه سواء".

ودعا جلالته المشاركين في المؤتمر إلى تعزيز مسيرة الحوار بين الأديان "والتركيز على تعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والمذاهب"، مشيرا إلى المبادرات العديدة التي أطلقها الأردن مثل رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي، والتي تصب في هذا الاتجاه.

وقال جلالته: "نحن نعتز بأن الأردن يشكل نموذجا متميزا في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين"، مؤكدا جلالة الملك أن "المسيحيين العرب هم الأقرب إلى فهم الإسلام وقيمه الحقيقية، وهم مدعوون إلى الدفاع عنه في هذه المرحلة، التي يتعرض فيها إلى الكثير من الظلم، بسبب جهل البعض بجوهر الإسلام، الذي يدعو إلى التسامح والاعتدال، والبعد عن التطرف والانعزال".

وتاليا النص الكامل لكلمة جلالة الملك: بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الأعزاء، يسعدني أن أرحب بكم في بلدكم الأردن، وأن أتوجه إليكم جميعا، بتحية الاعتزاز، والتقدير لجهودكم الخيرة.

تواجه منطقتنا حالة من العنف والصراع الطائفي والمذهبي والعقائدي، الذي طالما حذرنا من تبعاته السلبية التي تفرز مظاهر من السلوك الغريبة على تقاليدنا وإرثنا الإنساني والحضاري، القائم على مبادئ الاعتدال والتسامح، والتعايش وقبول الآخر. وهذه التحديات والصعاب المشتركة التي نواجهها مسلمين ومسيحيين، تستدعي منا جميعا تضافر الجهود، والتعاون الكامل لتجاوزها، والتوافق على منظومة سلوك تجمع ولا تفرق.

والهاجس الأكبر لدينا هو أن تترسخ النظرة السلبية والانعزال بين أتباع الديانات، ما يؤدي إلى تفتيت النسيج الاجتماعي. وهذا يتطلب منا جميعا التركيز على موضوع التربية والتنشئة لحماية الأجيال القادمة، وهذه مسؤولية الأسرة وباقي المؤسسات التربوية، إضافة إلى المساجد والكنائس.

إننا ندعم كل جهد للحفاظ على الهوية المسيحية العربية التاريخية، وصون حق حرية العبادة، انطلاقا من قاعدة إيمانية إسلامية ومسيحية، تقوم على حب الله وحب الجار، التي أكدت عليها مبادرة " كلمه سواء".

وعلى ذلك، فإنني أدعوكم إلى تعزيز مسيرة الحوار بين الأديان، والتركيز على تعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والمذاهب. وقد كنا سباقين في طرح العديد من المبادرات مثل (رسالة عمان، وكلمة سواء، وأسبوع الوئام العالمي) التي تصب في هذا الاتجاه.

ونحن نعتز بأن الأردن يشكل نموذجا متميزا في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، كما نؤمن أن حماية حقوق المسيحيين واجب وليس فضلا أو منة، فقد كان للمسيحيين العرب دور كبير في بناء مجتمعاتنا العربية، والدفاع عن قضايا أمتنا العادلة.

المسيحيون العرب هم الأقرب إلى فهم الإسلام وقيمه الحقيقية، وهم مدعوون إلى الدفاع عنه في هذه المرحلة، التي يتعرض فيها إلى الكثير من الظلم، بسبب جهل البعض بجوهر الإسلام، الذي يدعو إلى التسامح والاعتدال، والبعد عن التطرف والانعزال.

إن مدينة القدس التي تتعرض اليوم - مع الأسف- لأبشع صور التهويد، شاهد عيان ومنذ أربعة عشر قرنا، على عمق ومتانة العلاقة الإسلامية المسيحية الأخوية، التي وثقتها العهدة العمرية، وأوصى بها جدنا الشريف الحسين بن علي، رحمة الله عليه. وقد سار على نهجه والدي الحسين، رحمه الله، وأنا مستمر بالسير على هذا النهج، بعون الله.

وعلينا نحن جميعا واجب الدفاع عن هوية القدس العربية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، كما أن على المسيحيين العرب التمسك بهويتهم العربية. وواجبنا جميعا الوقوف في وجه كل الـممارسات الهادفة إلى تهجيـرهم أو تهميشهم.

وفي الختام، أتمنى لكم التوفيق والنجاح، والتوصل إلى توصيات عملية، نتشاور بشأنها مع إخواني القادة العرب، والمجتمع الدولي لتوفير الدعم المطلوب لها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات