تعزيز ثقافة حفظ عنوان السكن ضرورة لتسهيل تقديم الخدمات
المدينة نيوز- مسألة حفظ العنوان الصحيح للسكن امر مهم خاصة في الأمور الطارئة كاستدعاء الدفاع المدني أو طوارىء الكهرباء أو النجدة أو حتى في الامور الحياتية العادية كخدمة ايصال الطعام .
احدى الدراسات بينت ان 70 بالمئة من سكان عمان لا يعرفون تفاصيل العنوان على الرغم من ان جميع المعطيات واضحة حيث وجود لوحة التسمية للمنطقة والحي والشارع في كل شارع وعلى مفترق طريق .
وفي الوقت الذي اشتكى فيه مواطنون من عدم وصول فواتير هواتفهم الى منازلهم قال اخرون ان مجموعة فواتير تكون ملقاة بجانب باب العمارة لا تخص احدا من سكانها .
وقالت المواطنة عائدة ابو رميلة انها لم تلحظ ايا من موزعي الفواتير لتخبره بعدم وصول الفواتير الى اصحابها لان ايا منهم لا يسكن هذه العمارة .
وطالب المواطن اسماعيل مصالحة بتعميم عناوين سكن المواطنين بحيث تتضمن اسم المنطقة والحي ورقم العمارة ورقم الشقة على كل الشركات والمؤسسات التي تقدم خدمات للمواطنين كشركات الاتصالات والكهرباء والمياه وغيرها لتسهيل وصول الخدمات وضمان عدم ضياع الفواتير .
وتقوم امانة عمان الكبرى بترقيم العمارات بحيث يكون الرقم نافرا خارج العمارة دون ترقيم الشقق داخل العمارات السكنية وفق مديرة التسمية والترقيم في الامانة المهندسة لانا ابو طربوش .
وقالت ان شراء رقم وتثبيته على باب الشقة يعود الى رغبة المواطن بذلك مشددة على ان الامر ليس الزاميا وان الامانة لا علاقة لها بهذا الامر .
واضافت ان الامانة تسعى الى زيادة وعي المواطنين فيما يتعلق بحفظ العنوان مشيرة الى برنامج اذاعي كانت امانة عمان تشرف على تقديمه حول ثقافة العنوان وكيفية كتابته وحفظه لاستخدامه عند اللزوم .
ودعت ابو طربوش المواطنين الذين لا يمكنهم الوصول الى نقطة معينة داخل حدود امانة عمان الى الاتصال على خط الامانة لمساعدتهم في ذلك ، حيث يتم فتح المخطط الخاص بالمنطقة في الامانة ويتم السير مع المواطن الى ان يصل الى المكان المحدد .
مدير الاعلام في مديرية الدفاع المدني العميد فريد الشرع قال ان عمل الدفاع المدني يقوم على مرتكزين اساسيين هما : تحقيق اعلى درجات السرعة في الاستجابة والاداء الاحترافي الميداني خلال الوصول , وبالتالي فان موضوع الاستجابة يشكل خمسين بالمئة من اهمية عمل الدفاع المدني وهذا يرتكز على عدة امور فرعية اهمها طريقة الابلاغ الصحيح والواضح عن العنوان .
واشار الى ان الخلل في الابلاغ عن العنوان يكون اما في الشخص الذي يعطي العنوان لعدم معرفته اسم المنطقة التي يتواجد فيها او عدم وجود ترقيم سليم للمنطقة .
وقال الشرع ان المديرية تدعم أي مساعدة او توجه في رفع ثقافة حفظ العنوان السليم لدى المواطن , موضحا ان عملية ترقيم العمارات والمنازل تصب في خدمة المواطنين وتنظيم العمل وايضاح العناوين بشكل مناسب لرجل الدفاع المدني سواء من يستلم البلاغ او من ينطلق الى الميدان حيث يعمل ذلك كله على تسهيل المهمة وانجازها باسرع وقت .
مدير بريد العاصمة نضال القرعان قال ان شركة البريد تعاني ايضا من مشكلة العناوين غير الصحيحة سواء للمساكن او الشركات مؤكدا ان اي رسالة او فاتورة تصل الى العنوان المكتوب عليها بشكل صحيح وبأسرع ما امكن ، الا ان البعض لا يجددون عناوينهم الصحيحة اما لتهرب ضريبي او لانتقالهم الى سكن اخر .
واضاف ان شركة البريد تتعامل مع عدد كبير من المؤسسات كموزع للرسائل التي تشمل فواتير الهواتف والبلاغات واشعارات البنوك وضريبة الدخل وديوان الخدمة المدنية ، مؤكدا ان كل البعائث البريدية تصل الى العنوان المدون عليها بكل دقة ، مبررا ان الشكوى المتواصلة من عدم وصولها نتيجة عدم تحديث العناوين عند تلك الشركات من قبل المواطنين .
واشار الى اهمية الدعاية التثقيفية عبر وسائل الاعلام كالتلفزيون مثلا بضرورة تحديث العناوين عن طريق مراجعة شركات الاتصالات او البنوك وغيرها .
وقال ان حفظ العنوان مهم مشيرا الى مبادرة شركة البريد السابقة وعنوانها ( بريدك لبيتك ) التي ركزت على ضرورة حفظ عنوان السكن او العمل وكتابته بشكل سليم , وذلك كفيل بوصول اي رسائل او طرود تعني المواطن .
ودعا القرعان المواطنين الى المبادرة بتحديث عناوين السكن والعمل الخاصة بهم , اذ اننا نقوم بايصال الطرود والبعائث الى العناوين المدونة عليها.
وبهدف زيادة الوعي بضرورة حفظ العنوان بشكل صحيح لاستخدامه عند اللزوم واضفاء مزيد من الوضوح في العنوان تقوم احدى شركات القطاع الخاص بتنفيذ مبادرة تحمل عنوان (هويتي عنواني) .
صاحب المبادرة يوسف مهنا قال انه نظرا للتزايد المضطرد في عدد السكان والتوسع العمراني الهائل الذي صاحب هذه الزيادة السكانية فقد تزايدت الحاجة للخدمات وبجميع اشكالها , خاصة مع دخول العصر الالكتروني وما يتطلبه من سرعة في تلقي الخدمات وتقديمها .
واضاف ان التطور الحاصل في العصرنة الالكترونية يجب ان يصاحبه تطور في نظام العنونة , حيث نفذت امانة عمان الكبرى مشروع التسمية لمناطق العاصمة اضافة الى تسمية الاحياء والشوارع منذ عقود مضت انطلاقا من اهمية هذه التسمية لدواعي الاستدلال والسرعة واختصار الوقت على المواطن والقطاعات الحكومية والخاصة في العديد من الخدمات .
وقال ان فكرة المبادرة جاءت للمساهمة في سد هذا الفراغ المعرفي واثراء ثقافة العنوان عن طريق تصميم وتنفيذ قسيمة العنوان وايصالها لكل مواطن في مكان سكنه وعمله وعلى شكل دليل سمي ( دليل المواطن في كيفية حفظ واعطاء العنوان) .
وبين انه سيتم وفقا للمبادرة اتباع تقنيات من شأنها تحقيق اهداف تنظيمية في عملية تركيب الارقام بحيث تأخذ كل منطقة من مناطق عمان لونا خاصا لهذه الارقام تتميز بها عن باقي المناطق , كما سيصار الى تنفيذ مشروع التدرج الرقمي للشوارع الذي من شأنه اضفاء المزيد من الوضوح وسهولة الاستدلال والوصول الى المكان المقصود .
وشمل المشروع في مرحلته الاولى وفقا لمهنا مناطق العبدلي وزهران وتلاع العلي وام السماق وخلدا والجبيهة وبسمان والمدينة وصويلح , فيما تشمل المرحلة الثانية مناطق طارق وام اذينة وشفا بدران وابو نصير وبدر واليرموك وراس العين وماركا والنصر والقويسمة .
وقال ان المبادرة وفرت اكثر من 70 فرصة عمل حتى الان لشباب وفتيات على مدار المشروع مشددا على ضرورة تعاون الجهات الرسمية في مهمة الشركة ودعمها لوجستيا .
واشار مهنا الى ان الشركة خاطبت الامانة بخصوص ايجاد طريقة مبتكرة لحل مشكلة العشوائية والطبوغرافية لخدمة الوصول الى العنوان وسرعة الاستجابة .
(بترا )