بريطانيا تجند مشجعي كرة قدم ضد المسلمين لـ"طردهم" .. ومتطرفون يهاجمون مصلين امام مسجد في لندن
المدينة نيوز - يبدو أن صعود نجم ما أصبح يعرف بـ"رابطة الدفاع الإنجليزية" (EDL)/إي دي إل التي أثارت احتجاجات عنيفة ضد المسلمين بدأ يقلق المسؤولين البريطانيين بعد أن تبين أن زخم هذه الحركة يتعاظم وإن بصورة فوضوية.
فلم يكن أحد قد سمع بهذه الرابطة قبل ثلاثة أشهر, لكن صيتها قد شاع بعد أن وقفت وراء سلسلة من الاضطرابات المدنية التي استهدفت الشبان الآسيويين في بعض المدن البريطانية وشارك فيها نشطاء اليمين المتطرف ومثيرو الشغب في مباريات كرة القدم, فضلا عن الجماعات العنصرية المعروفة.
ورغم أن زعامة إي دي إل تصر على أن هذه الحركة ليست عنصرية وأنها إنما تريد "الاحتجاج سلميا على الإسلام المتشدد", فإن الملاحظ هو أن حليقي الرؤوس الذين شاركوا في احتجاجاتها كانوا يؤدون التحية النازية وأن بعض مؤيدي هذه الحركة كانوا يرددون هتافات عنصرية من قبيل "أبغض الباكستانيين أكثر منك".
وقد شملت بعض تلك الاحتجاجات مهاجمة محال الآسيويين وتحطيم نوافذ السيارات وتهديد المارة.
وكشف مصدر مطلع على خطط هذه الحركة أنها تعمل على تعبئة جماهير مشجعي كرة القدم للقيام بمسيرات تأييدا لقضيتها بذريعة أن "من يريد شن حرب يحتاج لجيش". "نريد طرد المتشددين من كل شوارع بريطانيا " إي دي إل".
ومع تنامي ثقة هذه المنظمة بنفسها ومع بدئها في تنفيذ خططها الرامية إلى حشد مناصريها في مهرجانات ومسيرات في كل من ليدز ومانشستر وبرمنغهام وفي ساحة الطرف الأغر بلندن غدا, فإن قادة الشرطة المعنيين ووزراء الحكومة البريطانية بدؤوا يتساءلون عن نوايا إي دي إل.
ويقول مؤسسو هذه الحركة إنها جاءت كردة فعل على قيام مجموعة مسلمة صغيرة مناهضة للحرب بالاحتجاج على عودة فوج من كتيبة كانت تقاتل في العراق وحمل أعضاء تلك المجموعة لافتات كتب عليها "جزارو البصرة" و"جنود كتيبة أنغليان إلى الجحيم".
ويزعم هؤلاء المؤسسون أنهم في بداية الأمر كانوا يستهدفون تطهير وسط لوتن التي احتجت فيها الجماعة الإسلامية من مثل هذه العناصر, إلا أنهم قرروا لاحقا أن يطردوا مثل هؤلاء "المتشددين من كل شوارع بريطانيا".
أما عن سبب محاولتهم تجنيد مشجعي كرة القدم, فإنهم يبررون ذلك بالقول إن مثل هؤلاء المشجعين مفعمون بالحماس وهم مصدر دعم قوي.
ويحذر بعض المدافعين عن حقوق الإنسان من التقليل من شأن الخطر الذي تمثله إي دي إل, ويؤكدون أن على السلطات البريطانية أن تضطلع بمسؤوليتها في حماية السكان المحليين من العنف, "فقد شاهدنا ما تقوم به إي دي إل ونعرف أنهم يريدون إثارة الفوضى في كل مكان ممكن, ويجب وأد هذه المشكلة في مهدمها" حسب الناشط في منظمة سيرتشلايت المناهضة للفاشية.
تدخلت شرطة مكافحة الشغب في لندن الجمعة 12/9/ 2009م لفض الى ذلك صدامات بين مناهضين للمسلمين وتجمع لمسلمين خارج مسجد في العاصمة البريطانية، خلال تظاهرة بمناسبة الذكرى الثامنة لهجمات 11 أيلول/سبتمبر.
وأعلنت الشرطة بعد الأحداث أنها اعتقلت 10 أشخاص أطلقت سراح واحد منهم لاحقا. وكان بحوزة التسعة الباقين عدة أدوات قد تستخدم كسلاح، منها مطرقة وقوارير.
وذكرت منظمة "اتحدوا ضد الفاشية" أنها كانت حاضرة أيضا "لحماية المسجد على حد تعبيرها."
وذكرت وكالة فرانس برس أن الشرطة تدخلت بعد قيام مجموعة من الشباب المسلمين الغاضبين بإلقاء حجارة وقوارير على عدد محدود من المتظاهرين المناهضين للمسلمين قرب مسجد هارو في شمال غرب لندن.
وقال احد المشاركين في المظاهرة المناهضة للمسلمين التي ضمت حوالي عشرة أشخاص اغلبهم من جماعات حليقي الرؤوس "أنها انجلترا، يجب أن أكون قادرا على التظاهر".وأضاف "اثنان من أبنائي يقاتلون في صفوف الجيش في أفغانستان، إلا أن الشرطة لا ترغب في حمايتنا هنا اليوم."
وفي أجواء متوترة، أحاطت قوات الشرطة بالمتظاهرين ليوفروا لهم الحماية من الشباب المسلمين الذي كان بعضهم ملثما، والذين كانوا يبعدون حوالي 500 متر عن المتظاهرين المناوئين للمسلمين.
ونظمت التظاهرة الصغيرة منظمة "أوقفوا انتشار الإسلام في أوروبا" في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
وذكر مراسل بي بي سي ان مئات من الأشخاص، اغلبهم من أصول أسيوية، واجهوا قوات الشرطة في منطقة هارو في لندن، وان البعض قد القوا بالحجارة باتجاه الشرطة الذين كانوا يرتدون ملابس مكافحة الشغب.