كان ولن يعود
احيانا ... قد تكون تلك القطرات التي تحملها الغيوم عنوان لفيضان يلتهم كل شئ ... حينها لا نرى سوى صراخ الاطفال تقذفهم تلك القطرات في سيول ... كلنا لا يستيطع ان يعوم ... او حتى يجيد السباحة ... اي ربيع ذلك الذي تتحدثون عنه ؟؟؟ واي ثوب ترتدية الارض .. ؟؟ في قلوبنا غصات ما عند نجد حلاوة نتذوقها .... حتى النحل غادر دون عودة .... لا شئ يمسح احزاننا ... فهذا واقع نحياه ... كيف للامطار ان تمسح الحزن ... ونحن غرباء ؟؟؟ نعيش غربة مع ذواتنا ... غرباء مع انفسنا نحن ... ما اصعبها من اوقات عندما نكون غرباء في بيوتنا ... وسط الاهل والاحبة ... نيران تلتهم منا الفرح .... وكأننا خلقنا للغربة .... تاهت فينا الخطوات .... لا ابالغ ان قلت لكم ... حتى شوارعنا باتت كئيبة ... تخلو من الفرح .... مدن تتهاوى ... ازمات وازمات .... لا اجيد التعبير ... حتى قهوتي التي اعتدت ان اشربها على شرفتي كل صباح ... ضاع مذاقها ... والعصافير التي تغرد على نافذتي .. هاجرت او ان احدهم امتهن مهنة الصياد فالقى بها في شباكه ... قلوب يعتصرها الالم ... وشفاة لوثتها الحياة ... ولا زلنا نتحدث عن امل واشراقة شمس .... كيف ذلك ؟؟ كلها تلاشت وخيم عليها الظلام... ما عدنا نرى سذاجة الناس ... ولا عادت انوفنا تشتم رائحة الطابون ... واذاننا ماعادت تطرب على اصوات الاغنام .... اصبحنا في عصر التمدن والتحضر واي عصر هذا ...؟ فقد اقتلع من قلوب الكبار وتفكيرهم البساطة ... واغتصب منا القيم والتقاليد .... حتى اطفالنا ماعادت ترتسم على وجوههم علامات البراءة .... اي امل ذلك ؟؟؟ ونحن من اضاع الهوية .... عذرا فالشمس ماعادت تلك التي عرفناها .... ولا القمر ذلك الذي ينير ليل الساري ... ولا عبله عادت عبله ولا عنتره ذاك ... كلى شئ تغير الى واقع مرير ... نحن من اضاع الهوية ... وعشنا باغتراب داخل الوطن ... وتاهت فينا الخطوات ... نسير في عالم مجهول ... نتخبط لنرى قليلا من النور .. ولكن اسفي فالكون سيبقى في حالة ظلام دامس .... وسنبقى في تخبط .... ولكن هل ستشرق تلك التي كانت بالماضي ..؟ وهل ستنبت الزهور ؟ .... هل ستعود الطيور ذات يوم الى اعشاشها ؟؟ وهل سنرجع ذات يوم الى الى اريافنا ؟؟؟ هل ستعود الى الكبار البساطة والى الاطفال البراءة ... هل سنرى ذات يوم دخان الطابون ؟؟؟ اراه اسفا مستحيل ان يعود ....