"جريس خوري".. مترجم كفيف قهر الإعاقة بقوة الإرادة

تم نشره الخميس 17 أيلول / سبتمبر 2009 02:26 صباحاً
"جريس خوري".. مترجم كفيف قهر الإعاقة بقوة الإرادة
السبيل

المدينة نيوز- "جريس خوري" كفيف لبناني في العقد السادس من العمر، تغلب بعقله على إعاقته، فشكل نموذجا من نماذج قهر العقل للصعاب.

ويتركز عمله على الترجمة والتأليف والكتابة الصحفية، ويطور مهاراته لتطويع أسباب التكنولوجيا، ويسخّرها لتحقيق أهدافه وتلبية ضرورات حياته.

ويناضل "خوري" في صفوف جمعيات المعاقين وهو نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق المعاق، إحدى أعرق الجمعيات اللبنانية في مجال الإعاقة.

ويرفض "خوري" اعتبار حالته مشكلة صحية، قائلاً: "لا أشعر بمشكلة مع إعاقتي، ولم تعد تشكل لي مشكلة، تعايشت معها منذ إصابتي بطلق ناري أفقدني البصر وأنا في الرابعة من العمر، وأتمنى أن يعود النظر لي، ولكن لا أفكر بالموضوع خصوصا لتعذر الإصلاح".

وأوضح: "لم تكن الدولة تتيح للمكفوفين التقدم للشهادات الرسمية، فاضطررت لدراسة شهادة التربية العامة GCE الإنجليزية، ثم دخلت الجامعة الأميركية في بيروت، وحصلت على منحة تعليم من الحكومة الأمريكية فتخصصت باللغة الإنجليزية، وحصلت على شهادة الماستر بالألسنية واستخدامها في تعليم اللغة".

وعن بداية عمله في الترجمة قال: "التجربة الأولى كانت الأكثر صعوبة، وكانت أول تجربة مع اليونيسيف، حيث ترجمت لهم تقريرين طبيين من العربية إلى الإنجليزية، وقرأ صديق التقرير لي، وقمت بكتابته بطريقة براي، ثم ترجمته معتمدا على الآلة الكاتبة التي تفترض عدم النظر إليها لحظة الكتابة لمن يريد أن يستخدمها بطريقة صحيحة".

وتابع: "بعد نجاح التجربة الأولى، اشتغلت مع مجلة "ريدرز دايجست"، وكنت أستعين بمن يبحث لي في القواميس عن معاني الكلمات، وبعد أن ازداد العمل، استعنت بأشخاص يقومون لي ببعض المهام لساعات معدودة يوميا لقاء أجر".

ومع بروز الكمبيوتر، وازدياد انتشاره والحصول عليه بسهولة، توجه خوري لاستخدامه معتمدا على تقنيات الكمبيوتر غير المتوفرة في أمكنة أخرى.

ويقول خوري إن الطباعة على الكمبيوتر تشبه الطباعة على الآلة الكاتبة، متابعاً: "لذلك كان سهلا علي تعلّمه واستفدت منه بالتسجيل الصوتي، ومنه إلى ترجمة ما أسمع مباشرة عليه وأحيانا، أكتب ما أسمع بطريقة براي، ثم أترجمها".

ويضيف: "نظراً للتكاليف الباهظة لطريقة براي بسبب ارتفاع ثمن الأوراق الخاصة، والحاجة إلى كميات أكبر من الورق العادي، لا أعتمد كثيرا على البراي إلاّ عند ترجمة الكتب، الكتاب أطبعه براي أولا، ثم أترجمه على الكومبيوتر".

ويعلّق على ابتكاراته بقوله: "نستطيع أن نطور الحياة من دون نظر رغم الخسارة الكبرى بفقدانه، ألم يكن طه حسين وزيرا للتربية وقد وضع الكتب القيمة العديدة؟ وكذلك علي بن سيده الأندلسي؟"

لم يمنع فقدان خوري لبصره، التفكير بحياته كالآخرين فقد تعرف بالفتاة نجاة في حفلة كورال، ثم تطورت علاقتهما وتزوجا منذ ست سنوات.

وتقول نجاة إنها "سعيدة ومرتاحة بالزواج، وأتعاون مع جريس وأساعده في عمله، ونشكل بذلك فريق عمل واحد".

وولد خوري سنة 1956، وبدأ بالدراسة في السابعة من العمر في المدرسة اللبنانية للمكفوفين في بعبدا لـ12 سنة، حتى بلوغ البكالوريا حيث برع عبر تقنية "براي".
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات