الأسير المحرر " أحمد أبو خلف " بين أنين المرض ونداء الإستغاثة

تم نشره السبت 05 تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 02:39 مساءً
الأسير المحرر " أحمد أبو خلف " بين أنين المرض ونداء الإستغاثة
الصورة تعبيرية

المدينة نيوز:- "الأسير أسير أمته وليس أسير شعبه" بهذه الكلمات عبر الأسير أحمد أبو خلف البالغ من العمر 32 عاماً من سكان مخيم بلاطة عن ضعف التضامن مع الأسرى بصوتٍ هادئٍ نزعت الدنيا بقسوتها كل ما فيه من عنفوان.

خرج أحمد من السجن ليصدم بفجوةً بين المنشود والموجود، فهو يعاني من عدة أمراض وتحتاج معالجتها لتكاليف عالية لا يقوى على تحملها، ولا يجد سنداً يساعده عليها، طرق أحمد كل الأبواب ولم يجد سوى الوعود مجيباً له، ويقول "اليوم اشتريت أدوية بقيمة 600 شيقل على حسابي الخاص، رغم أنني لم احصل منذ خروجي على تغطية لعلاجي إلا بمقدار 500 شيكل".

ويصف أحمد معاناة الأسير عند خروجه من السجن قائلاً "الأسير عندما يخرج من السجن يكون كالطفل الصغير لا يعلم إلى أين يذهب ولمن يلجأ، ويحتاج لإرشاد وتوجيه".

لم يترك أبو خلف جهةً إلا وطلب المعونةَ منها فتوجه لوزارة الصحة بعد وزارة الأسرى، ولم تكن تغطيتهم إلا تغطية جزئية بسيطة ليحمل على كاهله التكاليف الباهظة للعلاج.

الآن وجراء الإهمال الذي لاقاه يتمنى الخروج من البلاد التي ضحى من أجلها بزهرة شبابه ويقول بأسى"أصبح النضال منبوذ، وأصبحنا ننظر للمناضل على أنه جاهل ويضيع نفسه".

أبو خلف يشعر بأن استمراره بالطلب مذلةً له ويقول "لا أحب أن أظهر بمظهر الضعيف".

يناشد الأسير المحرر الرئيس الفلسطيني ووزارة الأسرى والصحة لمساعدته على العلاج، فكلما توجه إلى طبيب لا يستطيع علاجه يرفض إعطاءه تقريرا طبياً يوضح وضعه الصحي كاملاً.

أمضى أحمد عشر سنوات في السجن لاقى فيها أشد أنواع التعذيب والتنكيل بدايةً من إصابته عند اعتقاله يوم 31\7\2003، وكان في جسده 16رصاصة تبقى منهم

ثلاث رصاصات أحدها في الحوض بالقرب من النخاع الشوكي، وليعاني طول العمر من مشكلة في المشي فلديه قدم أطول من قدم ويوجد لديه بلاتين في ساقه.

ويتحدث أبو خلف عن مجريات التحقيق في مستشفى بلنسون قائلاً" أجريت لي عملية دون بنج وعملية بالخطأ، عدا عن الإهانات التي يمطر بها الأسير في كل وقت وحين من الأطباء والممرضين، لأنهم لا ينظرون له بعين الرحمة والإنسانية فهو بنظرهم مخرب وخطر على كيانهم ووجودهم، حتى أنهم جعلوا من عذابي فناً لابتزازي، فاقتصر طعامي على الماء والسحلب"، ويروي أحمد أحد المواقف التي حصلت معه في المستشفى والتي تظهر ظلم الاحتلال وعنجهيته، "في يوم دخلت الممرضة إلى الغرفة ومعها صحن أرز وعليه دجاج وما إن وقع نظري على الطبق حتى استقبلته بابتسامة غريبة، وبعدها دخلت ممرضة أخرى، وقالت بصوتٍ عالٍ"هناك خطأ؛ هذا الطعام ليس لك فأخرجته معها، وأحضرت طبق السحلب الذي أصبح صديقي ولم يفارقني".

انتقل أحمد إلى سجن مستشفى الرملة والذي يجمع الأسرى على تسميته بمقبرة الأحياء، حيث لا يتلقى فيه الأسير العلاج الذي يحتاجه، ولا يأخذ سوى المسكنات، ويقول في إحدى المرات كان هناك أسير متعب لدرجة كبيرة فجاء الممرض وقال له" لا مشكلة لدي إن تألمت وتعبت لن أعطيك الإبرة إلا لتمنعك من الموت".

وبعد معاناةٍ في الرملة نقل أحمد إلى سجن شطة ووصفه بسجن القمع، بعد ذلك تمت محاكمته لمدة عشر سنواتٍ، بتهمٍ عدة وجهت إليه، وهنا بدأت مرحلة جديدة من حياته لاقى خلالها ضروب شتى من التعذيب والإهمال، فقد أعطي دواءً لمدة خمسه أشهر ليعلم بعد ذلك أن الدواء ليس له ويعطى له بالخطأ وما هذا إلا غيض من فيض.

ورغم كل ما تعرض له من محاولاتٍ لكسر إرادته لم يتوانى أحمد في التضحية ففي شهر آب من عام 2004 قرر الأسرى الدخول في إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام كما ذكر في مذكراته قائلاً" عندما بدأ الحديث عن عدم مشاركة الأسرى المرضى بالإضراب بسبب وضعهم الصحي توجهت إلى الموجه العام لحركة فتح الأخ ياسر أبو بكر، وسألته بغضب هل المرضى ليس لهم نصيب في المشاركة بالإضراب، فأكد لي ذلك وعزاه لوضعهم الصحي لكنه أستأنف قائلاً لا تخف أنت معنا وسوف تشارك الأخوة في الإضراب ".

ومرت خمس سنوات والأسير أحمد ممنوع من الزيارة ولا يوجد طريقة لتواصله مع أهله سوى الرسائل البريدية، والتي يمضي الأسير في كتابتها أياماً عدة ليخط عبارات الشوق ويحاول تجميلها بفلول الأمل الذي تبقى لديه.

بعد خمس سنوات سمح لعائلة الأسير بزيارته، لكن ذكريات الزيارات تشكل ألماً لأحمد الآن، فآخر زيارةٍ لوالدته كانت قبل وفاتها بأيام، يقول أحمد" بعد أن انتهت الزيارة وقفت والدتي تتأملني وعندما نادتها شقيقتي لتذكرها بأن الزيارة انتهى موعدها قالت لها" أريد أن أشبع عيني منه".

أحمد مضى على خروجه من السجن ما يقارب الشهرين ويقول بأنه لم يجد سوى الوعود في وجهه وهو يرى بأنه يعاني من الإهمال.

وزارة الأسرى

وحول هذا الموضوع يقول مدير في وزارة الشؤون والأسرى مكتب نابلس سامر سمارو "بالنسبة لحالة الأسير أحمد يجب أن يبدأ من الصفر حيث تم اعتقاله عند إصابته، لذلك عليه أن يتوجه للصليب الأحمر ويطلب ملفه الطبي داخل المعتقل، وقد تحصل مماطلة في الموضوع، بعد ذلك عليه أن يتوجه لطبيبٍ مختص ليأخذ تقرير بالمرض الذي يعاني منه لتتم تغطيته من الخدمات الطبية العسكرية لأن أحمد مفرغ على جهاز الأمن الوقائي، وإن تعثر ذلك فنحن على أتم الاستعداد لتقديم المساعدة.

ويؤكد سمارو أن الأسرى ما بعد التحرر يحصلون على تأمين صحي لهم ولعائلتهم، وأشار إلى أن وزارة الصحة تقدم ما بوسعها ضمن الإمكانيات المتاحة لخدمة الأسرى.

وينوه إلى ضرورة التفرقة بين نوعين من الإهمال وهو الإهمال داخل السجون الصهيونية و حسب رأيه يجب أن يسلط الضوء عليه، ويذكر أن 25% من الحركة الأسيرة تعاني من أمراض، و18 أسير مستقرين بشكل دائم في سجن الرملة يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان، وهناك أربع شهداء من الحركة الأسيرة، لكن ما بعد التحرر يجب أن نفرق بين الإهمال المقصود والغير المقصود فوزارة الأسرى و الصحة حسب قوله لا تتوانى في تقديم المعونة لأي أسير.

وبحسب ما وُردَ في بيان الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين يوم الثلاثاء الموافق 1\10\2013 فإنها تتطالب الحكومة بالاستجابة الفورية لمطالب الأسرى المحررين الذين ما زالوا معتصمين في محافظة رام الله قائلةً أن هناك من

يريد تعطيل قانون الأسرى، وقالت الهيئة في بيان يوم الثلاثاء إن واجبا كبيرا يقع على عاتق الحكومة بتوفير احتياجاتهم، لأن خطوات الحكومة الرامية لحفظ كرامة الأسير وصلت لحد مقبول، ولكن للأسف يبدو أن هناك من يعمل على تعطيل ما تم إنجازه.

خبرٌ كهذا يجعلنا نقف متسائلين إلى متى سيعاني الأسير حتى يُحصل أبسط حقوقه ؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات