الدبلوماسية والإعلام الجديد في المكتبة الوطنية
المدينة نيوز- قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق الدكتور نبيل الشريف إن الإنترنت والإعلام الحديث أحدثا جدلا صاخبا بالعمل الدبلوماسي التقليدي لافتا الى وثائق ويكليكس والسفارات الافتراضية عبر الإنترنت .
وتناول الشريف في المحاضرة التي القاها في دائرة المكتبة الوطنية مساء الاحد بعنوان ( الدبلوماسية والإعلام الرقمي ) قدمه فيها وزير الصناعة سابقا سامي قموه الآثار الكبيرة التي خلفتها تطورات المشهد الإعلامي في السنوات القليلة الماضية على العمل الدبلوماسي .
وبين انه في الوقت الذي عكفت فيه الدبلوماسية على تنميق التقارير حول لقاءات ونشاطات السفارة ، أصبح هذا النشاط الدبلوماسي ملكا للناس على امتداد ساحة الكون .
وأوضح ماهية الإعلام الرقمي واستعمالاته في الحياة المعاصرة والجهود التي يبذلها الدبلوماسيون في العالم للتواصل مع المواطنين عبر الإعلام الرقمي ، داعيا الى تطوير الأداء الدبلوماسي ليتواءم مع هذه المتغيرات نظرا لازدياد الحديث مؤخرا عما يسمى بالسفارة الافتراضية والتي ينذر انتشارها بإعادة النظر في الطرق المتبعة حاليا في العمل الدبلوماسي.
وأكد الشريف أن الدبلوماسية تحتاج الآن إلى الجمع بين فن إدارة الدولة القديم والأدوات الجديدة التي وفرتها التكنولوجيات الناشئة مبينا انه يتوجب على السفراء في جميع مواقعهم خلق متابعات جماهيرية إلكترونية في اجواء من الحيوية والشراكة والتفاعل .
واشار إلى ان جلالة الملكة رانيا العبد الله من أنشط الشخصيات العامة الموجودة بقوة على موقع تويتر وقد فاز حسابها بموقع متقدم على الدوام من بين شخصيات العالم المؤثرة الموجودة على هذا الموقع ، داعيا الدبلوماسية العربية الى التواصل مع المواطنين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، وهذا يتطلب وضع شروط جديدة لاختيار السفراء والممثلين الدبلوماسيين بحيث يكونوا مؤهلين في امتلاك المهارات الإعلامية خصوصا في مجال الإعلام الاجتماعي .
ورأى الشريف ان المطروح هو ليس أن تتخلى الدبلوماسية عن دورها المهم في التواصل مع الدول والحكومات عبر الوسائل والقنوات الرسمية , لكن أن تضيف إلى ذلك الافاق الرحبة التي وفرتها وسائل الإعلام الجديدة والتي تتيح أمامها فرص التواصل مع المواطنين مباشرة وكسب تأييدهم ودعمهم للسياسات .
وأشار قموه إلى أن الدبلوماسية تغيرت والإعلام تغير وهذا غير وجه التعاون الدولي وان الأردن من الدول المتقدمة في استخدامات الإعلام الحديث وثورته التي طوعت كل شيء، وتساءل كيف يمكن لنا أن نستغل قدراتنا الإعلامية وخبراتنا الدبلوماسية للوصول إلى مراكز القوى العالمية لخدمة قضيتنا المركزية (فلسطين) وكيف يمكن أن نؤثر من خلال هذا الإعلام الفاعل على الشعوب لتشكيل رأي عام يخدم قضايانا العربية.
وفي نهاية المحاضرة التي استمع اليها مدير عام دائرة المكتبة الوطنية محمد العبادي وعدد من الدبلوماسيين والإعلاميين، دار نقاش تناول العديد من الموضوعات المهمة التي تعتبر قواسم مشتركة بين الإعلام والدبلوماسية.
( بترا )