كيف أفشل تنظيم الشباب الصومالي هجوم القوات الأمريكية ؟

المدينة نيوز - تقول صحيفة "ذي تايمز" البريطانية ان منظمة "الشباب" التي تتخذ من الصومال قاعدة لها صدت الهجوم الذي قام به جنود أميركيون على درجة عالية من التدريب، مؤكدة قوتها العسكرية بعد الحصار الدموي لمركز التسوق الكيني الشهر الفائت. وتقول الصحيفة في تقرير شارك في اعداده أربعة من مراسلي الصحيفة هم جيروم ستاركي، اليكساندر فرين، ويل كريب ومايكل ايفانز ان العملية انتهت من دون تحقيق هدفها. وهذا نص التقرير:

"عملية الهجوم قبل الفجر في برواي، وهو ميناء على المحيط الهندي يبعد 110 أميال جنوب مقديشو، وقع في اليوم ذاته الذي قامت فيه قوات اميركية خاصة باختطاف ابو أنس الليبي، احد كبار المسؤولين في تنظيم "القاعدة"، من سيارته في مدينة طرابلس الليبية.

اذ قام فريق من الفرقة السادسة البحرية الاميركية الخاصة التي تعرف بـ"الفقمة" باستخدام قوارب سريعة في الصومال لبدء عملية اقتحام مبنى من طابقين يقيم فيه "ارهابي يعرف بانه ينتمي الى تظيم حركة "الشباب"، لم يُكشف النقاب عن اسمه.

وقال مسؤولون ان المهمة الموكلة الى القوة التي على الشاطئ هي "عملية القاء القبض"، الا ان القوات الاميركية اضطرت الى الانسحاب من دون ان تحقق الهدف او التأكد من انه قتل.

غير ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال انه "مرتاح لنتائج" المهمتين كلتيهما. فقد اظهرت العمليتان ان اميركا "لن تتوقف عن تحميل اولئك الذين يمارسون اعمال الارهاب مسؤولية اعمالهم"، حسب قوله.

وقال أهالي براوي انهم صحوا على اصوات الرصاص وهدير المروحيات. وقال مسؤولون اميركيون ان الجنود – وهم من القوة ذاتها التي اغتالت اسامة بن لادن – قررت "الانفكاك" بدلا من المجازفة بوقوع ضحايا بين المدنيين.

وكانت العمليتان قد وقعتا في اعقاب اسبوعين من قيام مسلحين باقتحام مركز تسوق في نيروبي، وما تلاه من حصار امتد لاربعة ايام وخلف 67 قتيلا على الاقل.

وادعى احمد عبدي غوداني، قائد فريق "الشباب"، مسؤوليتهم عن الهجوم في نيروبي، الا ان عبدي عزيز مصعب، الناطق باسم الميلشيات، اصر على ان القائد لم يكن في المبنى عندما جرت عملية الاقتحام أمس.

وقال مصعب ان احد حرس "الشباب" قتل، واضاف ان "تعزيزات ما لبثت ان جاء على عجل وان الاجانب فروا". وقال ان الاميركيين استخدموا اسلحة مجهزة بكواتم للصوت، فيما قاوم الشباب ببنادق ومتفجرات هجومية. وادعى ان مقاتليه حاولوا القاء القبض على احد الجنود الاميركيين خلال المعركة الا ان محاولاتهم باءت بالفشل.

ووزعت المليشيات صورا للذخيرة ولقنبلة صوتية عسكرية قالوا انهم خلفوها وراءهم. وقال اهالي المدينة ان مليشيات الشباب اقفلت الميناء وبدأت على الفور البحث عن عملاء من منزل الى اخر.

وقال الكولونيل ريك فرانكونا، الخبير العسكري، ان العملية في الصومال كانت عملا "جريئا". وانهم عندما ادركوا انها لن تحقق المرجو منها، تخلوا عن المهمة، وكان ذلك "عملا فطنا".

ولدى المليشيات الصومالية سجل في دحر الجنود الاجانب. والغارات التي وقعت يوم السبت جاءت بعد يومين من الذكرى الـ20 لهزيمة اسقاط مروحتين اميركيتين من طراز "بلاك هوك" في مقديشو، وادى ذلك الى مقتل 18 جنديا اميركيا وعدد من الصوماليين.

وفي كانون الثاني (يناير) فقدت فرنسا اثنان من جنود الكومانوز عندما فشلت عملية لانقاذ عضو في استخباراتهم كان محتجزاً رهينة منذ 2009 فشلاً ذريعاً.

ونجحت القوات البحرية الاميركية الخاصة في 2009 في قتل صالح علي صالح نبهان، 30 عاما، في براوي. وكان الكيني، المعروف بانه اكبر قادة "القاعدة" في شرق افريقيا، حلقة الوصل الرئيسية بـ"الشباب".

وذكرت الشرطة الكينية اسم عمر نبهان من بين الاشخاص الذين شنوا الهجوم في الشهر الماضي على مركز ويست غيت للتسوق. وقالت مصادر أمن انه كان احد اقارب القيادي في "القاعدة" الذي قتل.

اما المهاجمون الآخرون في نيروبي والذين ذكر الناطق العسكري الكيني الميجور ايمانيويل تشيشير اسماءهم فكانوا ابو براء السوداني، وخطاب الكيني ورجل اسمه عمير. وقال دبلوماسي سابق ان الكيني وعمير كليهما كانا معروفين بانهما عضوان في "الهجرة"، الذراع الكينية لـ"الشباب".

ورفض مسؤولون اميركيون الافصاح عن المكان الذي يحتجر فيه الآن الرجل الذي اختطف من ليبيا. ويواجه (ابو انس) الليبي الذي اختطف من سيارته بعد صلاة الفجر محاكمته في نيويورك لما يزعم من تخطيطه في 1998 للاعتداء على السفارة الاميركية في نيروبي بالقنابل. وقال مسؤولون ان قوة "دلتا" العسكرية الاميركية الخاصة نفذت اختطافه بمساندة عملاء من الـ"سي آي اي" و"اف بي آي".

واصدر رئيس الوزراء الليبي علي زيدان بياناً اوحى فيه بان حكومته لم تعرف اي شيء عن العملية. وقال البيان: "لقد اتصلنا بحكومة الولايات المتحدة وطلبنا توضيحاً".

وقال ابن (ابو انس) الليبي، نذير، على التلفزيون الوطني الليلة الماضية ان ليبيين اختطفوا والده. واوضح: "المجموعة التي اختطفت والدي كانت ليبية وليس اميركية. جاؤوا في سيارتين وحافلة باص ذات نوافذ معتمة ومن دون لوحات تسجيل. وقد تحدثوا بلهجة (اهالي) طرابلس". ( القدس )