النائب محمد البرايسة يكتب : الملك يضع اصبعه على الجرح
المدينة نيوز - كتب النائب محمد البرايسة مقالا وصل لـ " المدينة نيوز " نسخة منه ، وتاليا نصه :
ليست هي المرة الأولى التي يُشخّص جلالة الملك الواقع، وكعادته دائماً، وفي كل مناسبة، يضع جلالته النقاط فوق الحروف، والاصبع على الجرح مباشرة. مؤشراً على الداء وواصفاًَ الدواء.
آخر وصفة لجلالة الملك، وليست الأخيرة، كانت توجيهاته السامية بضرورة مأسسة ثقافة التميز في الجهاز الرسمي للدولة للنهوض بأداء القطاع العام. وهو القطاع الذي كان وما زال محط اهتمام جلالته وبشكل مستمر، وجولات التخفي التي قام بها جلالته لمعظم مؤسسات الدولة الرسمية ما زالت حاضرة في الاذهان.
وهنا، لا بد من الإعتراف صراحة وعلانية، أن العمل في بعض، إن لم يكن في معظم، المؤسسات الحكومية، أصابه العطب، وبدا واضحاً التراجع في الأداء بسبب الترهل، حيث غابت المتابعة والمساءلة، وأصبحت السمة الغالبة، عدم الإهتمام بمصالح الناس، وتراجع ملحوظ في تقديم الخدمة للمواطنين.
حتماً.. لا يخفى على أحد أن أبرز أسباب هذا التراجع، يعود إلى المزاجية التي يتحلى بها ممن يتولون المسؤولية، ونجزم أن غياب معيار الكفاءة في اختيار موظفي المناصب القيادية والوظائف العيا، أوصلنا إلى ما نحن فيه من واقعٍ مرير نعاني منه في أغلب مؤسسات القطاع العام.
وتوجيهات جلالته السامية، بهذا الخصوص لا تأتي في باب "الإنتقاص" من دور القيادات الوسطى أو جهود موظفي القطاع العام، بقدر ما هي جرس تنبيه بكل شفافية وموضوعية، لما نعاني منه، لوقف "النزف" ومعالجة الإختلالات وفق خطط مدروسة بسرعة دون تسرع.
رؤى جلالة الملك، نبراس نهتدي به نحو الإبداع والتميز، وتعظيم الإنجازات، دون تخاذل أو تكاسل، ولا حتى تأخير أو إبطاء، وهي مناسبة لتبادر الحكومة وتعيد ترتيب أوراقها، بعيداً عن التنظير وورش العمل الصورية، والبدء بتنفيذ حزمة اجراءات من شأنها إعادة الاعتبار لمؤسسات القطاع العام، خاصة وأننا كنّا في سنوات، لسيت بعيدة، مضرب مَثل، ومعهد تدريب وتخريج لكوادر التنمية البشرية على مستوى المنطقة بأسرها.
مُجمل القول وملخصه.. نحظى في الأردن بقيادة رشيدة وحكيمة، وجلالة الملك مُطلّع على واقع الدولة بكل التفاصيل، لا تغيب عنه شاردة أو ورادة، ولا شاذة ولا فاذة، فيما يخصّ معاناة المواطنين وهمومهم. والرؤية السامية ليست مرتبطة بحالة آنية فقط، بقدر ما هو ضروري ومهم جداً أن تكون إطار رئيسي لخطة عمل نحو إصلاح شمولي لحاضر الأردن ومستقبله المشرق إن شاء الله.. فنحن نمتلك امكانات بشرية قادرة، وعزيمتنا نستمدها من عزيمة جلالة الملك، وحينئذ، وبعون الله تعالى، سنكون في الطليعة وعند طموح جلالة الملك وتطلعاته وأمنياته.