آلاء تركي المغيض
ﻣﺬ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻛﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻻ ﻳﺼﻞ ﻟﻠﻀﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖُ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ، ﺗﺰﻭﺭﻫﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻓﻜﻞ ﺳﻘﻮﻁ ﺣﺮ ﻟﻬﺎ ﻳُﻌﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺟﻮﻑ ﺃﺭﺽٍ ﺍﺳﺘﻠّﺖ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﺳﻴﻔﺎً ﻟﺘﺒﺎﺭﺯﻩ ﺃﺻﻮﺍﺕٌ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ، ﻳُﺼﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻣﻜﺒﻼ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ..ﺇﺛﻤﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻒ ﺳﻼﻡ ﻓﻴﺎ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺘﻰ ﻳﺴﻠﻤﻮﻧﻚ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ؟ ﺃﻱُّ ﺯﻣﺎﻥ ﺗُﺨﻔﻰ ﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻳُﺴﺮﻕ ﺻﺒﺎﻫﺎ ، ﻳُﺨﻄﻒ ﺍﻟﺰﻧﺒﻖ ﻣﻦ ﺧﺪﻳّﻬﺎ ، ﺗُﻌﺪﻡ ﻗﻄﻔﺎ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺗﻐﺘﺼﺐ ﺟﻬﺮﺍ ﺧﺼﻞ ﺳﻨﺎﺑﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺤﺎﺳﻴﺔ ﺍﺫ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻟﻴﻌﻠﻨﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﻄﺢ ﻣﺂﺫﻧﻬﺎ ﻭ ﻛﻨﺎﺋﺴﻬﺎ ﻣﻮﺕ ﺷﺒﺎﺑﻬﺎ.. ﻟﻜﻨﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻔﺮﺣﻲ ﻣﺘﻰ ﺷﺌﺖِ ، ﺍﺧﻠﻌﻲ ﻋﻦ ﻋﻨﻘﻚِ ﺣﺒﺎﻝ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺨﻠﻌﻴﻦ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ، ﺗﻮﺍﺻﻠﻴﻦ ﻗﻮﻳّﺔ ﻭ ﺗﻈﻠﻴﻦ ﻋﺼﻴّﺔ .. ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺪﺧﻠﻴﻦ ﻋﺎﻡ ﺍﻻﺑﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﻣﺶ ، ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺒﺴﺘﻚِ ﻭﺿﻌﺘﻚِ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﻧﺼﺮ ، ﻻ ﺃﺩﺏ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﻭﺟﺎﻋﻚ ﻣﺬ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﺷﺎﻣﺨﺔ ، ﺟﻠﻤﻮﺩﺓ،ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ ﻭ ﻳﺎﻗﻮﺗﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﺷﻮﻗﻲ ﻭ ﻗﺒﺎﻧﻲ ، ﺇﻟﻴﻚِ ﻳﺎ ﺳﺆﺩﺩ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ، ﻳﺎ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳُﻜﺘﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻛﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﻭﻳﻚِ ﻓﺄﻧﺖِ ﻳﺎ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ ﻭ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻧﺒﻊ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻜﺄﻥ ﺣﺰﻧﻚِ ﻣﺼﺐ ﻛﻞ ﺍﺑﺠﺪﻳﺔ .. ﺃﻟﻬﺬﺍ ﻳﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻀﻮﻋﺖِ ﻋﻄﺮﺍ ﺗﻀﻮﺭﺕُ ﺍﻧﺎ ﺷﻮﻗﺎ ﺍﻟﻴﻚِ ، ﻟﺌﻼ ﻳﻔﻴﻖ ﺑﻲ ﺍﻟﻮﺟﺪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .. ﺍﺻﻨﻊ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺓ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺄﺗﺮﺍﺣﻚِ.. ﻣﺎ ﺍﺳﻬﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼّﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻛﻠﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ،ﺍﻧﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺗﻬﺬﻱ ﻭ ﻫﻄﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻳﺸﺨﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺍﻟﺨﺎﺋﻔﺔ ﺑﺮﻓﻖ ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺍﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﺎ ﺩﻣﺸﻖ ؟ ﺍﻥ ﻛﻨﺖِ ﺍﻧﺖ ِﺎﻟﺤﻴﺎﺓ !
ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺖِ ﺗﺼﺪﺭﻳﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻣﻌﻠﺒﺎ ﻭ ﻣﺤﻠﻰً ﻭ ﻣﻤﻠﺤﺎ ﺻﺮﻧﺎ ﻧﺴﺘﻮﺭﺩ ﺍﺣﺰﺍﻧﻚِ ﻣﻐﻄﺎﺓ ﻭ ﻣﻤﺪﺩﺓ ، ﺛﻜﻠﻰ ﺍﻟﻨﻜﻬﺔ ﻭ ﻣﺜﺨﻨﺔ ﺍﻻﻏﻼﻕ ، ﻣﺬ ﺭﻭّﺟﻮﺍ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻣﺎ ﻳُﺸﺘﺮﻯ ﺍﻭ ﻳُﺒﺎﻉ ﺍﻻ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ .. !
ﻟﻼﻋﻴﺎﺩ ﺗﺄﺷﻴﺮﺓ ، ﺩَﻋُﻮﺍ ﺩﻣﺸﻖ ﺗﺮﺳﻢ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ، ﻻ ﻭﺟﻬﺔ ﻟﻠﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﺍﻻ ﺍﻟﻮﻃﻦ .