لا تشجعيه على الخيانة
المدينة نيوز : - هل تصورت امرأة نفسها سبباً رئيساً بخلق خيانة زوجها لها؟...على الأغلب لا!
استيقظ الرجل صباحاً وجلس إلى مائدة الإفطار، فوجد زوجته بوجه مختلف عما اعتاده ولكنه يعرف معالمه، إنه وجه الغضب والتوتر... فسألها : "ماذا هناك؟" ..
فقالت له : " ماذا بينك وبين زميلتك في العمل سميرة؟"
أجابها صادقاً : "لا شيء!"
قالت له : "أنت كاذب"
سأل : "هل لديك دليل كي تشكين؟"
أجابت : "لا، لكنه حدسي وحدسي لا يكذب!"
فرد بهدوء : "هو يكذب جداً هذه المرة"
لم تصدقه...
تكرر هذا لسيناريو مرة..ومرتين وعشرة ..
أصبح فطوره الصباحي يحتاج الشاي الذي لا يستغني عنه هو وموضوع سميرة الذي لا أصل له ولكنه ضروري لإفطار زوجته!
مرت الأيام، وتحول كثرة اتهامات الزوجة الباطلة إلى أفكار في رأس الرجل الذي بدأ يتقرب من سميرة، وكلما تشاجر صباحاً مع زوجته كانت سميرة أكثر قبولاً له وتسامحاً معه، حتى وقع المحظور فعبر عن حبه لسميرة وقرر الزواج منها وكان ما كان!.
القصة السابقة هي من وحي الخيال ولكنها حدثت بالتأكيد في مكان أخر بأسماء أخرى، لأن الغيرة جميلة لكن شرط أن تكون خالية من الاتهامات، أما الاتهامات بهذا الشكل فلها تأثير ايحائي مثبت بعلم النفس على عقولنا وتجعل المتهم يفكر جداً بما يتم توجييهه له من ادعاءات بالخيانة أو ما شابه.
ويخبرني صديق مقرب لي استشرته قبل أن أكتب هذا المقال إنه وتحت تأثير اتهامات زوجته أصبح يعامل المرأة المشكوك بها بشكل أفضل، لأنها ببساطة أصبحت جزءاً من يومه في البيت على لسان زوجته وفي العمل هي زميلته، لكن كثرة ترداد اسمها على أذنيه جعله يهتم أكثر بها لا شعوريا ولولا أنه غير عمله لربما تطور الأمر إلى خيانة!
إن تركيز المرأة على اسم امرأة واحدة في غيرتها على زوجها ومن دون أدلة أخطر بكثير من صمتها، فهذا الأمر يوحي لا شعوريا لزوجها بالاهتمام بهذه المرأة وحالما يغضب من زوجته قد يتقارب مع تلك المرأة المتهمة وتكون هي من أرشدته إلى المرأة التي تبدو ملائمة له!