ذبح إنسان وذبح خروف

تم نشره الثلاثاء 22nd تشرين الأوّل / أكتوبر 2013 02:07 صباحاً
ذبح إنسان وذبح خروف
هادي جلو مرعي

هذا هو الوصف الحقيقي الذي أقره القتلة وأرادوا للناس الطيبين أن يعيشوه في عيدهم الأخير .أن يكونوا ضحايا لموت مجاني يسبقه تحضير وإعداد لسيارات مفخخة تأتي من أماكن متعددة وتستهدف تجمعات السكان وأسواقهم ومواضع فرحهم المزعوم والمرغوب فيه والمؤجل على الدوام ،وليس من أحد يستطيع سبر أغوار المجاميع المسلحة القاتلة والفاعلة على الأرض فمخططاتها واضحة في تدمير الدولة العراقية ووقف نموها المفترض والمشكوك فيه على خلفية صراع سياسي محموم يستهدف مصالح قوى وأحزاب وكتل تتربع على مكتسبات لم تتحقق لها في الفترة الأولى من وجودها ، وهاهي تجد أنها مؤكدة وليس من الممكن التنازل عنها لأي سبب وذريعة طالما إنها تجعل من المسؤول ملكا متوجا بينما يرزح الآخرون تحت نير العذابات والحرمان .

في العيد ينحر الناس في بلاد المسلمين ملايين الخراف كسنة متبعة من عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي أمره الخالق بنحر كبش فداءا لإبنه إسماعيل الذي رأى في المنام إنه يذبحه وهي الرؤيا التي يرى بعض الكتاب المفلطحين والمتزندقين والتافهين ،إنها جاءت كأول محاولة إغتيال قام بها إبراهيم لوقف الصراع بين العرب واليهود من بعده ، الفرق إن الغرهابيين يريدون أن يوقفوا المؤامرة الكونية بذبح العراقيين كالخراف ،وهم يمتلكون قدرات ذهنية خارقة أتاحت لهم أن يمارسوا الذبح وفق الشريعة الإسلامية دون النظر في عمر الذبيحة كما يفرض الشرع مع النعاج والأبقار والماعز .

في العيد مرت السيارات المفخخة في شوارع العاصمة بغداد دون أن تمنعها التقاطعات ، ولا الإزدحامات المرورية ، ولا نقاط التفتيش التي تغص بها مدينة السلام والمحبة المؤجلة ، وتفجرت مثل براكين الجبال البعيدة لتتناثر أشلاء الضحايا من أطفال العيد والنساء الموشحات بالسواد والشبان الحالمين وحتى الجنود ورجال الشرطة الذين يتحملون أعباء يومية هائلة نتيجة الزحام وطرق التفتيش البدائية والهجمات الإرهابية المنظمة .وبحسب تقديرات فإن عدد ماينفجر من سيارات في بغداد وحدها شهريا يزيد على المائة وخمسين سيارة تسهم في قتل المئات من الأبرياء الذين يذهبون بلا أسف من قبل كثيرين من السياسيين والراغبين بتحصيل المكاسب حتى صار من الطبيعي أن يعيش الناس في رغبة حقيقية في التمتع بالإمتيازات والمصالح دون النظر في عذابات الناس العاديين.

الذين يفجرون ويقتلون لديهم هدف واحد ، ونية واحدة وسعي لغاية واحدة هي نسف الأمل العراقي في حياة حرة كريمة تتحقق فيها متطلبات الكرامة الإنسانية والنظر بتفاؤل الى المستقبل وهو مايرفضه هولاء ويريدون له أن يتعطل بكل السبل المتاحة لهم ،الأمر الذي يدفعنا وبحرص حقيقي لنطالب الجهات الرسمية في الدولة العراقية أن ترتقي بدورها الى مستوى من المسؤولية المضاعفة لوقف نزيف الدم المسال كل يوم في الشوارع والأزقة وفي الأسواق والمدارس والمساجد في أنحاء مختلفة من البلاد العراقية المعذبة . هذا لن يتحقق مالم يتحرك الضمير .. الضمير متوقف عن الحركة .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات