كتاب جديد: دول الخليج العربي بعيون إسرائيلية

المدينة نيوز - ضمن سلسلة ملفات ساخنة، التي تصدر عن دار الجليل صدر الملف رقم (4) تحت عنوان، "دول الخليج العربي بعيون إسرائيلية"، وهذا الكتاب مقسم إلى ثلاث مراحل، يشتمل على العلاقات الخليجية – الإسرائيلية، بين سنوات 1994 – 1996، وبين سنوات 2000 – 2005، وبين سنوات 2006 – 2013، فقد كان مؤتمر مدريد للسلام عام 1992، فرصة أمام إسرائيل لتسجيل عملية اختراق متدرجة لدول الخليج العربي، تحت أهداف سياسية من جهة، وأطماع اقتصادية من الجهة الأخرى، وكما هو معروف فقد عقد مؤتمر مدريد في عهد الرئيس بوش الأب، لدعم وإقامة الدولة الفلسطينية، حيث انبثق عن المؤتمر، لجان مشتركة عربية – إسرائيلية – أمريكية، أدت إلى إتاحة الاتصالات الإسرائيلية مع دول عربية، وكان من أهم "إنجازات" هذه اللجان، رفع المقاطعة العربية عن إسرائيل، التي شكلت عبئا كبيرا عليها، فمؤتمر مدريد كان مدخلا لحلم إسرائيل للتطبيع مع العالم العربي، وبخاصة الخليجي.

في أعقاب اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ألغت بعض دول الخليج المقاطعة من الدرجة الثانية والثالثة التي كانت مفروضة على الشركات الأجنبية التي كانت تقيم علاقات اقتصادية مع إسرائيل، تحت ضغوط من الولايات المتحدة، فقد تميزت سنوات التسعينات، بحصول زيارات ولقاءات علنية لمسؤولين إسرائيليين مع مسؤولين خليجيين، كما أقامت معظم دول الخليج – باستثناء المملكة العربية السعودية – مكاتب تمثيل متبادلة بينها وبين إسرائيل، وانفتحت الزيارات بينهم، الرسمية والإعلامية.

ويتطرق الملف إلى إيران المدججة بالسلاح والصواريخ ومن مشروعها النووي، الأمر الذي دفع بدول الخليج لاقتناء المزيد من السلاح، فدول الخليج تنبهت من مخاطر السياسات الدولية، ولا تريد الاعتماد على الضمانات الأمريكية لحمايتها،- وخصوصا عقب تخليها عن حليفتها مصر - حيث تسعى دول الخليج للاعتماد على حماية نفسها بنفسها، تحسبا خاصة من النووي الإيراني، ففي عام 2009 أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، اختيار شركة حكومية من كوريا الجنوبية، لبناء مفاعلاتها النووية، وفي شهر نيسان من عام 2010، أصدر الملك عبد الله – ملك المملكة العربية السعودية – أمرا ينص على إقامة مدينة نووية بمبلغ يصل إلى (100) مليار دولار، فدول الخليج أخذت تهتم بقدراتها العسكرية وببناء محطات للطاقة النووية، تهدف إلى تطوير مصادر الطاقة المتجددة، وبلورة اتفاقيات تعاون في المجال النووي المدني مع الولايات المتحدة، بالتعاون مع وكالة الطاقة النووية الدولية.

ويسهب الكتاب في التطرق إلى العلاقات بين دول الخليج في التباين والفتور في مواقف البعض منها، التي تبنت سياسة مستقلة بما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، وفي قضايا أخرى، إلا أن انتفاضة الأقصى 2000، أعادت علاقات دول الخليج مع إسرائيل إلى مربعها الأول، وتم إغلاق مكاتب التمثيل فيما بينها، مع بقاء بعض التعاون بين بعض دول الخليج مع إسرائيل سرا دون أن يظهر للعيان.

يقع هذا الكتاب في (212) صفحة من الحجم الكبير، وكان الكتاب الأول من ملفات ساخنة تحت عنوان: "حرب التحكم الآلي – سلاح الحرب الخامس"، والثاني "الربيع العربي بعيون إسرائيلية"، والثالث : "أضواء على الحكومة الإسرائيلية وانتخابات الكنيست الأخيرة"، أما الرابع من هذه السلسلة فالذي نحن بصدده يحمل عنوان "دول الخليج العربي بعيون إسرائيلية".