مدمن المخدرات مع اسم نبينا الكريم
اخوتي المسلمون!
انا اكتب لكم هذه الرسالة من كل قلبي، راجيا الله ان اتمكن من تحذيركم وافادتكم بكلماتي، وارجو منك ان تفتحوا قلوبكم وتستمعوا لي.
الاسلام يحرم بشدة كل ما قد يلحق الضرر بجسم الانسان. فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله: ]إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[ (سورة المائدة: الآية 91).
انا اتوجه اليكم وكلي امل بالرغم من خوفي وضيق صدري
انا شاب سوري محمد العليوي. حاصل على شهادة في الطب العام. منذ عام ونصف بسبب اندلاع الحرب الاهلية اضطررت الى ترك موطني. ولجأت مع عائلتي الى قرغيزستان، احدى جمهوريات اسيا الوسطى، والتي يعتنق غالبية شعبها الديانة الاسلامية ويشابهونا بالعادات والتقاليد. في الآونة الاخيرة لجأ الى هنا العديد من السوريين والذين تربطني بهم علاقة جيدة. وقد حالفني الحظ في هذه السنة اذ حصلت على وظيفة في مركز للعلاج من ادمان المخدرات.
كل منا يعرف اننا نعيش اوقات عصيبة. في غضون السنوات العشر الماضية تعرضت الدول العربية الى ضغوطات هائلة من قبل الدول الاجنبية، والتي تسللت بكل سلاسة وهدوء الى داخلنا تحت مسمى "الربيع العربي". اثاروا الفتنة بيننا وافتعلوا المشاكل والخلافات حتى مزقونا الى اشلاء. في الحقيقة. انا وقفت عند ما يحصل لنا وتفكرت به عندما فوجئت بان اول مرضاي من مدمني المخدرات كان باسم نبينا الكريم... محمد.
لم استطع ان اتقبل تشابه الاسماء هذا كمحض صدفة. لقد سماني ابواي باسم نبينا الكريم، هذا الاسم الذي ابذل قصارى جهدي لحمله باستحقاق. شاب في العشرين من عمره قد انهكه المرض جاء من الجزائر الى قرغيزستان. لقد سمعت في السابق حول هول الادمان في هذا البلد، من الاحصائيات وقنوات الاعلام كان من الممكن معرفة ان واحد من بين كل خمسة طلاب جزائريين يدخن الحشيش او يتعاطى الهروين. ولكن عندما رايت بام عيني مدى سوء حالة محمد تغير شيئ ما في داخلي، وقررت ان اصور عملية اعادة تاهيل اول مرضاي على الفيديو، والذي سانشره على قناة اليوتيوب خاصتي.
في يومنا هذا، الجزائر وغيرها من دول الشمال الافريقي، والتي تعتبر طريقا يتم التحكم به من قبل الجماعات المتطرفة لنقل وتهريب المخدرات، تحولت الى سوق لتجارة المواد المخدرة. وعائدات تجارة المخدرات هذه تصب في الحفاظ على الفوضى وعدم الاستقرار في الدول الاسلامية الاخرى، مثل سوريا. اما بالنسبة لنا، فقد عاش مجتمعنا دائما بالقرآن وبنى قواعد حياته عليه. المجتمع السوري كان دائما مجتمعا اخلاقيا متعلما ومثقفا. بيئتنا الاجتماعية حدت دائما من ظهور الامراض العصرية، والتي يعد الادمان احدها بلا شك.
ولكن اليوم، في ظلال الحرب الاهلية، قد غرقت سوريا بالمخدرات، وهي الان تنتشر في الدول المجاورة ببطئ، لتقوم بتسميم مجتمعات اخرى. وعواقب هذا تثير قلقي بشدة، واملي الوحيد في هذه الاوقات العصيبة والانقلابات والحروب ان يردعنا ايماننا عن فتن المخدرات واغراءاتها. انا عن نفسي قررت الاستمرار في اطلاق سراح اخوتي المأسورين من قبل المخدرات. ولكني ادعو بشكل يومي وساستمر في الدعاء بان لا تزداد اعدادهم. في المملكة العربية السعودية ، دولة الإمارات العربية المتحدة، قطر ، إيران ، العراق ، ليبيا ، سوريا ، الأردن ، الجزائر ، نيجيريا، الباكستان وغيرها من البلدان.
اخوتي، انا ارجوكم ان تقوموا بالدعاء من اجل شفاء الشاب محمد الذي يحمل اسم رسولنا الحبيب والذي يأمل بالعودة الى الطريق الصواب. ولكي ادعم كل من تعرض لمثل هذه الصعوبات والفتن ساقوم بتصوير وعرض فترة علاج محمد. وهو بدوره قد وافق على عرض صراعه مع المرض لكي يكون مثالا لكل يحتاج الى مساعدة نفسية، ولك من اضاع الامل في الشفاء ودعم الاقارب. ولقد رافق محمد في العيادة والدته، والتي ابدت استعدادها بمشاركتنا. ما هو شعور من يملك ابنا مدمنا على المخدرت؟ وهل سيتمكن محمد من التغلب على ادمانه؟ وهل يملك الارادة الكافية لتجاوز مراحل العلاج الثلاثة بطريقة البروفيسور نازاراليف؟ ارجو منكم ايضا يا اخوتي المسلمون ان تساعدوه في صراعه الصعب امام الادمان.
اخوتي، انا ادعو الله من اجل كل واحد منكم، ومن اجل اقاربكم، عائلاتكم، اصدقائكم، وكل من تحبونه! فليحفظكم الله من هذه المصيبة التي تسمى بالمخدرات! لا تدنسوا اسمكم ونسلكم بهذا الرجس! فليحفظنا ايماننا من هذا الشر! امين!