لا تقربوا رغيف خبزنا
بدأ ذلك اليوم أمام احد مخابز البلدة ، في ساعات الصباح الباكر من أيام عطلة عيد الأضحى المبارك ، وإذ بازدحام كبير أمام ذاك المخبز الذي لم يعد قادر على ضبط الازدحام من رجال وأطفال وشباب، منهم من يقول أريد رغيف واحد ، والأخر يقول أنا مستعجل فعندي في البيت عمال ، ومنهم من يصرخ بوجه البائع بأن الدور لي وأنا جئت قبل الجميع ، ما بين صراخ الشباب وازدحام الأطفال لفت انتباهي بأن معظم الأشخاص الموجودين يحملون بين أيديهم أوراق صغيرة ، يعطوها للبائع فيستبدلها بأكياس خبز ، فعلمت أنهم من اللاجئين السوريين ، قد صرفت لهم كابونات بالمجان لشراء الخبز، فحمدت الله على هذا الخير والكرم الموجود في بلادنا وفي نفوسنا من حيث إكرام الضيوف ، لكن ما أدهشني تلك النظرات النابعة من أبناء البلد على تلك الأوراق الصغيرة ، متمنيين أن يكون لهم نصيب منها، ليس حسداً بالسوريين ، ولا طمع فيها، بل لان أوضاع بعضهم إن لم يكن أكثرهم أسوأ حالا من ممن لجئ إلينا ، وقد قرأت في وجوههم وعيونهم بعض العبارات التي تقول :يا حكومة هل سترفعون الدعم عن مادة الطحين والخبز؟ وهل سنستطيع شراء الرغيف بعد الرفع؟ يا حكومة اجعلوا لنا نصيب من تلك الأوراق الصغيرة ، يا حكومة دقه على الحافر ودقه على المسمار .