الملكة رانيا : الكشرة الأردنية تخفي وراءها شعب عظيم ومنفتح على العالم ( فيديو - تحديث مستمر )
المدينة نيوز - خاص - رصد - أكدت الملكة رانيا العبد الله ان الكشرة الأردنية التي يشتهر بها الشعب الأردني تخفي وراءها شعب كريم ومضياف ومنفتح على العالم .
وأضافت الملكة خلال مقابلة مع قناة العربية ان الأردن دائما ما كان منفتحا على العالم ، وبالرغم من مساحته الجغرافية الصغيرة الا ان عطاءه كبير جدا .
وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله إن اهتمام العالم بالأردن نابع من اهتمامه بالعالم، مشيرة إلى أن الأردنيين يحبون التفاعل مع من حولهم، وأننا نحن بحاجة للتفاؤل والاعتدال ، مشيرة الى أن للأردن صفات الصديق الذي يمكن الاعتماد عليه.
وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان "العالم العربي يمر بظروف استثنائية وهو على مفترق طريق"، مؤكدة ان الاردن يسير على نهج المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ، والقائم على التفاؤل والاعتدال، واليوم جلالة الملك عبدالله الثاني متمسك ويسير على هذا النهج.
واضافت "الهاشميون طوال عمرهم سياسيون، محنكون، مخضرمون، حاملو رسالة تجمع ولا تفرق، رسالة الانفتاح، الاعتدال، التعايش، حماية حقوق الانسان، كرامة الناس، وهذه كانت دوما ضامنا لامن واستقرار الاردن بالرغم من شح الموارد".
وفي رد لجلالتها على سؤال عن وضع الاردن في ظل ما يمر به العالم العربي، بينت جلالتها ان الاردن مر وما يزال يمر بازمات، وخلال هذه الازمات اظهر الشعب الاردني روح المسؤولية وانتماءه لوطنه.
وقالت جلالتها ان "الاردني يحب التفاعل مع العالم من حوله "رغم ما يقال عن الكشرة الاردنية الا ان وراء ذلك "قلبا طيبا وشعبا مضيافا يرحب بالناس ببلده".
واضافت "الاردن يمثل الثبات والوضوح ... مساحته صغيرة لكن همته ليس لها حدود".
وقالت ان جلالة سيدنا الملك عبدالله يؤكد دوما ان عملية الاصلاح مستمرة ولن تتوقف ومشاركة جميع مكونات وفئات المجتمع فيها هامة.
واضافت "الاصلاح بالاردن اليوم مستمر بطريقة تدريجية ومبرمجة ومتوازنة" وموقف الاردن من الاصلاح ليس جديدا.
ونوهت الى ان الوعود الوهمية .. لم تعد مقبولة، وما نتطلع له هو الحشد وراء حلول وبرامج ومبادرات قابلة للتطبيق والى طرح بنّاء يكون فيه ابداع.
وقالت ان "العالم العربي لا يريد شعارات وايدولوجيات تنقله فجأة بضع اميال الى الامام" ولكن المطلوب خطوات عملية صغيرة تنقلنا تدريجيا بمجملها الاف الاميال الى الامام.
واضافت جلالتها "عند الشعوب لا يوجد ما هو أثمن من الامن والاستقرار، والمطلوب اليوم اعادة الاعتبار لقيمة وقدسية الحياة، والتأكيد على حرمة الدم العربي، نحن دمنا ليس رخيصا، دم اولادنا غال. وحالة الاستقطاب والاحتقان والتحريض السائدة على المشهد العربي اليوم لا تفيد احدا وتضر الجميع." وقالت "اكبر تهديد يواجه العالم العربي اليوم هو التمزق من الداخل عن طريق التفتيت او الالتفات الى هويات فرعية."
واشارت الى ان "الديمقراطية وبدون شك هي الحل ولكنها ليست سهلة ولا يوجد طريق مختصر لها، فهي عملية تراكمية كل مرحلة تبنى على المرحلة التي من قبلها ولا يمكن القفز عن اي مرحلة." واكدت على ان "بناء ديمقراطية .... قابلة للحياة ولها استدامة، ومتجذرة بتراثنا وتاريخنا ومبادئنا وقيمنا هذا عمل اجيال ... ويأخذ وقتا."
واضافت "نريد خطوات قوية وثابتة بدون تقوقع او تخوف او تردد، خطوات فعلا تنقلنا الى افق جديد ان شاء الله." وخلال رد جلالتها على سؤال لماذا تهتم بالتعليم قالت ما يمكنه ان يُحدث "فرق نوعي في مستقبلنا كعرب هو من خلال التعليم...انا اؤمن بانه اذا كان هناك حل واحد جذري يعالج معظم التحديات والمشاكل التي يواجهها العالم العربي فهو التعليم .... التعليم النوعي الذي يحقق مبدأ تكافؤ الفرص رغم الظروف التي يولد فيها كل واحد".
ولفتت الى ان "الفكرة، المهارة، الموهبة يجب ان لا يحدها غنى او فقر الحق في الامل يجب ان يكون متوفر للجميع بغض النظر عن الواسطة او المحسوبية او المنصب".
وحول التعليم النوعي قالت جلالتها ان "كم المعرفة في العالم يتضاعف كل خمس سنوات ومع حلول العام 2020 سيتضاعف كل 72 يوما، وبالتالي ما يتعلمه الطفل اليوم ليس بالضروري سيفيده بعد اشهر، اليوم وبفضل التكنولوجيا أصبحت المعلومة متوفرة وبكل سهولة" ولكن نجد ان هناك اصراراً على تلقينها.
وقالت ان الشباب العربي اليوم يعيش في عالمين مختلفين الحقيقي والافتراضي بما يمثله الانترنت الذي يبني شخصيته ويتفاعل من خلاله بكل حرية وفي حال الابتعاد عنه يرجع الى عالمه الحقيقي فيشعر بالاحباط، مؤكدة على ضرورة تجسير هذه الفجوة وتمكين الشباب بالمهارات والوسائل التي تمنحهم خيارات اكثر.
واضافت نحن في العالم العربي "نعلم أولادنا كيف يحفظون لا كيف يفكرون.... وتشير الدراسات الى ان التعليم المبكر أهم استثمار بالطفل...ولكن للأسف نسبة التحاق الأطفال بالعالم العربي بالتعليم المبكر لا تتجاوز الـ 20 بالمئة مقارنة بالدول المتحضرة التي تصل النسبة فيها الى 85 بالمئة ".
وعن المبادرات التعليمية التي اطلقتها جلالتها واثرها على التعليم في الاردن، قالت ان قياس مدى النجاح يعتمد على التغذية الراجعة والتي يتم التجاوب معها لتعظيم نقاط القوة والاستفادة منها في العملية التعليمية.
واضافت جلالتها أنا لا أعتبر تلك المبادرات شخصية مني أو انجازا شخصيا، لكنها جزء صغير من جهد كبير بمشاركة الجميع لدعم قطاع التعليم في الأردن، مشيرة الى وجود الكثير من المبادارت في الاردن التي تطلق بمجهود افراد ومجموعات ومؤسسات مجتمع مدني وهذا يدل على ادراك واهتمام الاردنيين بالتعليم، معربة عن شكرها لجميع من دعموا العملية التعليمية في الأردن سواء من داخل الأردن أو خارجه.
وفي ردها على سؤال حول تقييمها لوضع التعليم في الاردن، قالت جلالة الملكة "تاريخيا الأردن معروف بكفاءة خريجيه" والحمد لله تشهد دول عربية عديدة بذلك.
واضافت استطعنا أن ننجز الكثير بالرغم من شح الموارد، وعلينا الاعتراف أن قطاع التعليم في الأردن اليوم يواجه تحديات جسيمة لأسباب متعددة منها قلة الموارد، الازدياد الحاد والمفاجئ في عدد السكان والناجم جزئيا عن تدفق اللاجئين، ولكن الخطوة الأولى لحل أي مشكلة هي الاعتراف بوجودها، وعدم تجاهلها أو إدارة الظهر عنها.
وقالت نحتاج الى تضافر الجهود والشراكة بين جميع الأطراف في الأردن حتى نصل الى ما نتطلع اليه من اهداف، ونستطيع ان ننجز الكثير بالتركيز على ان يبقى التعليم في سلم اولوياتنا واتباع أساليب غير تقليدية ومبتكرة وجديدة.
وحول وضع التعليم في العالم العربي، قالت جلالتها لدينا تجارب متميزة في مناطق مختلفة من العالم العربي ولكن للأسف تبقى استثناء وليست الاساس.. الإنجاز بالتعليم في العالم العربي ركز أكثر على الكم وليس على النوعية.
واضافت جلالتها علينا التركيز على مخرجات التعليم وليس مدخلاته فقط...اليوم الثورة المعلوماتية واقتصاد المعرفة شكلا انقلاباً على العملية التعليمية بكل جوانبها، ولكن وللأسف آثار هذا الانقلاب لم تصل إلى صفوفنا المدرسية. واليوم أكبر تحد في العالم العربي قد يكون جمود نظمنا التعليمية وعدم محاكاتها لمتغيرات العصر وبالأخص لمتطلبات سوق العمل .فنحن كل سنة نرى ملايين الأطفال والشباب الخريجين من الصروح العلمية، المدارس والجامعات، ولكن كم منهم مخترع أو مبتكر أو مبدع.
وقالت نجد ان هناك اهتماما وايمانا باهمية التعليم عند الشعوب العربية، ولكن هذا لم ينعكس على السياسات، والحديث المهيمن في ظل الظروف الراهنة يركز على الإصلاح السياسي والاقتصادي.
واكدت جلالتها ضرورة التركيز على التعليم كونه "جزءا لا يتجزأ من الاصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي، وما يحتاجه العالم العربي اليوم هي ثورة تعليمية وتغيير جوهري يحقق طموح كل أم وأب في توفير تعليم نوعي لأطفالهم".
وعن اهتمام جلالتها بالمعلم، قالت "أنا جدي كان معلما وكبرت وأهلي دائما يفتخرون أن في عائلتنا معلما. زمان المعلم كان وجيها في منطقته"... واكدت إذا أردنا أن نحسن التعليم، فالمعلم المُمكَن هو من يستطيع ان يحدث اكبر فرق.
واضافت "المعلم الملهم الذي يهتم بطلابه ويجيد مهارات الاتصال معهم ممكن أن ينجز المعجزات بلوح وطبشورة...كل يوم نضع مستقبلنا بين أيديهم، أطفالنا...وأنا اعتبر ان الاستثمار بتدريب المعلم وتسليحه بالمهارات الحديثة من أهم أولويات الإصلاح في العالم العربي، فإذا كان الطالب هو محور العملية التعليمية فالمعلم هو المحرك".
شاهدوا القسم الأول من المقابلة :