الانقسام الطائفي في منطقتنا العربية
من القضايا الرئيسية التي تواجه العديد من البلدان في الشرق الأوسط اليوم هي الطائفية. تلك الظاهرة التي راح ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء والتي أججت كراهية لاعقلانية وغير مبررة بين أبناء الوطن الواحد. اليوم، وفقا لكافة معايير الازدهار، يمكننا القول أن العراق بلد غني جدا، ولديه كم من الثروات التي تمكّن الشعب من العيش بارتياح، لكن بسبب العقائد المتطرفة وضخ سم الفكر الطائفي في المجتمع العراقي لا نرى إلا الكراهية والسيارات المفخخة وشتى عمليات القتل والاغتيالات والتعذيب و انعدام السلام والتقدم.
لا يختلف الأمر كثيرا في دول الجوار. اعتبر العديد أن ما يجري هو حرب أهلية طائفية. لقد سعت الشعوب منذ ثورتها إلى التحرر. وخلال ذلك النضال الذي أودى بحياة الكثيرين، ابتدأت الفوضى بالانتشار وابتدأ تدفق الجهاديين من كل زاوية وبلد مغيرين ملامح الصراع من نضال ضد الديكتاتورية يسعى للحرية والديمقراطية إلى حرب لا تختلف معالمها عن جارتها في عالمنا العربي. نرى اليوم نفس التكتيكات الدموية التي شهدناها لسنين في العراق.
شهدت عدة بلدان أخرى أزمات مماثلة. كلنا نعلم أن الجماعات الطائفية في اليمن تأمل بتقسيم اليمن وفقا لخطوط طائفية ودينية.
وأخيرا، ننتهي بالقول أن الشعوب ليست هي من تذكي وتشحن الفكر الطائفي، لأن هذه الطوائف تعايشت كفسيفساء متكاملة لآلاف السنين، بل هي بعض العناصر الفاسدة التي لا تكل عن حقن سمومها الطائفية داخل هذه الدول.