مؤسسات رائدة
يجب أن نعترف أن هناك إنجازات حقيقية في هذا البلد الطيب أهلُه والذين أنجبوا من يقود بعض المؤسسات الرائدة فيه بل ويوصلها لقمة القمة في العمل العام الإداري والوظيفي وساهم في تحقيق التقدم للانسان الاردني من خلال الكادر البشري العامل في هذه المؤسسات ,لذا فبعض المؤسسات التي سأذكرها بنُبَذٍ بسيطة في لفتتي هذه هي شكر وتقدير لكل العاملين فيها وأخص الجنود المجهولين الذين يقومون بالأهم من الأعمال ولا يلتفت رُبَّما إليهم أحدٌ بإنصاف.
وأنا في مدحي لهذه المؤسسات لا أجامل فوالله من يطَّلع على العمل الخفيّ الكبير الذي يقومون به في الإعداد والتحضير وتقديم الخدمات وكان منصفاً في إطّلاعه لا يسعه إلا أن يشكر بكل صدق ولا يتوانى عن توجيه عبارات التقدير لهم.
المؤسسة الأولى : الجيش العربي , فهذا القطاع الهام في بلدنا التي لا تنجب الا النشامى لا يقف عند الحد الذي يعرفه العامة من تجهيزات عسكرية وبشرية للحروب والمجابهة بل هناك من الأعمال الانشائية والخدماتية المباشرة للمدنيين ما لا يظهر الا على المتتبعين لإنسانية هذا القطاع وتطوره الكبير جداً , فإلى الامام قوات الجيش العربي بكافة تشكيلاته أنتم جنود تستحقون التقدير والتوقير.
المؤسسة الثانية: الدفاع المدني , وهذا القطاع هو بمثابة خلية النحل التي لا تهدأ ولا تتوقف عن تقديم الخدمات فهنا الأزيز والطنين وهناك التحليق بكافة أرجاء الطرقات والشوارع بحثاً عن عنوان لمحتاج لخدمة شديدة الحساسية ليلقاها مباشرة ومجانية وسريعة واحترافية ومهنية وانسانية ودون تأخير في أغلب الحالات ودون انتظار أو حصول على شكر في كل الاحيان أيضاً.
المؤسسة الثالثة: دائرة المكتبة الوطنية ,فهذه المؤسسة من الريادة بمكان يفخر بها وبمثل انشائها أي بلد يعي معنى التوثيق والتنسيق والرقابة على الثقافة المسؤولة ,مسؤولة من حيث علمية المعلومة ودقة توثيقها ونشرها ومن حيث حماية المؤلف الذي جد واجتهد في بلده ليجد الحماية له ولمؤلَّفه ,وللقارئ الباحث عن المعلومة أو الكتاب يجد في هذه الدائرة متحفاً للأعمال الإبداعية التي توثق حقبة هامة من تاريخ بلدنا في النهضة التأليفية والعلمية وتوثيقها بأمانة فلكل العاملين في المكتبة الوطنية قبعات ترتفع احتراماً.
المؤسسة الرابعة: دائرة الآثار العامة ,فعلى غرار تلك التي توثق المعلومة المكتوبة وتحفظ انتسابها لصاحبها نجد من يوثق عمق التاريخ الاردني بحفظ الآثار وتوثيق القطع وتبيان حقبها الزمنية لنعرف ونفخر في الاردن بان هذه الارض المسكونة منذ فجر البشرية ولغاية الآن هي بلد عظيم , وشعوبه خلاقة , ومهما طالته الأياد الغاشمة بالفساد والنخر كالسوس في جذور الشجر فقد تنال منه جولة لكنها لن تربح الحرب أبداً ضد الشعب العظيم.
المؤسسة الخامسة : مؤسسة صحية طبية أجد فيها الخدمات من الكادر البشري ياندفاع قوي على الرغم من شح الامكانات المادية المقدمة من الحكومة لها إلا أننا نقدر كل من يعمل فيها ألا وهي مؤسسة (مستشفى الايمان الحكومي) فبالرغم من الانتقادات التي يوجهها المتطعوجون لهذا المستشفى إلا أنك وحين تغادر الى مؤسسة طبية حكومية اخرى لاتجد من الاحترام والاهتمام والتقدير لحالتك وخصوصا من الكادر البشري العامل مثلما تجد في مستشفى الايمان الحكومي في عجلون ,فاسمحولي ايها الكادر العظيم ان أقدم لكم رسالة شكر واحترام على عطائكم برغم المعوقات الكبيرة التي تقف حائلاً أمام الخدمات الصحية في الوطن العربي بشكل عام وفي الاردن بشكل خاص ,بل ورسالة اخرى خاصة للكادر العامل في قسم الطوارئ فهو رائد جدا في تقديم خدماته ومن لا يقدم اعترافا بذلك فهو مجحف.
الأردن عظيم بشعبه ومؤسساته الرائدة والتي تتقدم , ويتقدم شعبها ويحفر حياته في الصخر الصلب في حياته برغم ظروف الفساد التي تنخر فيه من الداخل وظروف السياسة والاقتصاد المعقدين الشائكين المحدقين به من الخارج.