الملكية الأردنية و تحويل الطائرات إلى مطار الملك حسين في العقبة
أستهجن عدد كبير من مُتابعي حركة نقل الركاب في مطار الملكة علياء الدولي يوم الأربعاء الماضي المُوافق 30/10/2013 تحويل ثمانية طائرات للملكية الأردنية من مطار الملكة علياء الدولي إلى مطار الملك الحسين بن طلال في العقبة، بسبب سوء الأحوال الجوية في الوقت الذي هبطت فيه بسلام ثلاثة طائرات لرحلات مُختلفة لخطوط جوية أخرى، (الإمارات، العربية، المصرية) مما أثار حفيظة العامة، وسلط الضوء على حقيقة إمكانات الطائرات أو الطيارين الأردنيين، وقدرتهم على الهبوط في ظروف مماثلة، ومقارنة ذلك مع إمكانات شركات الطيران الأخرى.
في البداية مطار الملكة علياء الدولي يعمل بمدرج واحد وهو 26L/08R بسبب توقف المدرج الشمالي عن العمل، ويمكن لقائد الطائرة أن يستعمل أي من مناطق الهبوط للمُدرج الشرقية أو الغربية , ولكن ما يُحدد ذلك هو إتجاه الرياح. والذي يجب أن يكون مقابل/ مُجابه لزاوية هبوط الطائرة Head Wind (أو رياح رأسية)، وتنطبق هذه القاعدة على عملتي الإقلاع والهبوط. ويمكن أن يقلع/ يهبط قائد الطائرة في رياح خلفية (Tail Wind)، بشرط أن تكون أقل من 10 عقدة للطائرات صغيرة الحجم و 15 عقدة للطائرات كبيرة الحجم، ولكل شركة مُصنعة للطائرات قيودها وشروطها الخاصة بذلك.
وللعلم أن الرياح في ذلك اليوم كانت تهب بسرعة 17 إلى 25 عقدة، بزاوية 080، مما يجبر قائد الطائرة على إستخدام الجهة الغربية (R08) من المُدرج الجنوبي لعملية الهبوط، والذي يتطلب مدى رؤية أفقية تزيد عن 2800 كلم، مع العلم أن مدى الرؤية الأفقية في ذلك اليوم كان 2000 كلم، مما يعني أن المطار من الناحية الفنية لا يمكن الهبوط فيه في ظل ظروف الرياح و مدى الرؤية الأفقية و طبيعة الطائرات، أي أن قرار طياري الملكية الأردنية كان صائباً جداً ويُراعي أعلى معايير السلامة العامة ويخضع للقوانين والأنظمة العالمية. وشركات الطيران الأخرى كانت مُخطئة، وكمّا علمنا أنها بصدد فتح تحقيق لمُحاسبة الطيارين المُخالفين لمُخالفتهم أنظمة وتعليمات الطيران، وعدم مُراعاتهم شروط السلامة العامة.
لنا أن نفخر كأردنيين بالمُستوى المُميز الذي يؤديه طواقم الملكية الأردنية وإلتزامهم بأعلى معايير السلامة حفاظاً على أرواح المُسافرين.ولنّا أن نفخر بناقلنا الوطنّي الغالي الذي تكلف عناء تحويل ثمانية طائرات وتحمل العبء المادي والجهد المضني لتأمين نقل المُسافرين إلى عمان، تطبيقاً لمعايير السلامة العامة، وإنطلاقاً من تقديم سلامة المُسافرين والطائرات على أية أعباء مادية مُتوقعة.
هنئياً لنا بناقلنا الوطني الغالي ... وهنئياً لنا بطواقمنا المُحترفة.