الصديق
من وجد صديقاً في هذا الزمان فليتمسك به ولا يتركه،
ولا يتخلى عنه ولا يفرط فيه،
ولا يغيب عنه ولا يخذله،
ولا يسمح لغضبٍ أن يذهبه، ولا لسوء فهمٍ أن يضيعه،
ولا يتيح لنمامٍ أن يفسد علاقتهما، ولا لحاسدٍ أو يوقع بينهما، أو يغري بهما،
فقد عزَّ في زماننا الصديق، وانعدم بيننا الخلُ الوفيُ،
وشاعت بيننا المصالح، وعمت في علاقاتنا المنافع،
لكن الصديق الوفي، قديماً كان، وإلى نهاية العمر سيبقى،
فلن يخلو منه الزمان، ولن يشكو من غيابه الإنسان،
وستخلقه الأيام، وستبقيه الأحداث، وستجلوه الصعاب والتحديات،
وسيبقى هو الأقرب وصاحب الحظوة الأدوم،
يهب عند كل نداء، ويحضر عند كل نازلة،
ويكون في الفرح شريكاً، وعند الأحزان سنداً ورفيقاً،
تفتقده النفوس، وتشتاق إلى لقياه العيون،
وتبش له الوجوه حباً وسعادةً، وتضحك من أجله الأشداق صدقاً ومودة،
والصديق أخٌ أو أب، وأمٌ أو أخت، وزوجٌ أو ولد، وغير ذلك من الجنسين يكون، والأصل فيه بين بني الإنسان أن يسود،
فهنيئاً لمن كان صديقاً وفياً، أو كان عنده خلٌ محب،
فليباهي به ويفاخر، وليتيه به ويزهو، وليرفع به رأسه، ويقوي به ضعفه،