الأسير عبد الحكيم موسى أمله بالحياة يبدد ظلام القيود
ليس غريباً أن تسمع الإسم فلا تعرف صاحبه، فهذه نتائج حالة التقصير بالأسرى وعدم متابعة مستجداتهم باستمرار، وتدوال شؤونهم في حياتنا كجزء من ثقافتنا، لكن الأنكى من ذلك أن يرتبط في ذهنك حكم جائر بحقه دون أدنى معرفة له، حتى ان قائمة قدامى الأسرى خلت من ذكره .
وكان لفريق دعم الأسرى الإعلامي - فداء نصيب في لقاء "محمود" شقيق الأسير عبد الحكيم صالح خليل موسى(32عاماً)، من بلدة مركة قضاء مدينة جنين، الذي اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 18/5/1998 ، واستمرت سلسلة طويلة من المحاكمات والتأجيل من تاريخ اعتقال حتى صدر بحقه الحكم بالسجن 19 عاما وثماني أشهر وذلك في عام 2004، بتهمة تفجير عبوات والمشاركة في نشاطات ضد الاحتلال الصهيوني، وفي يوم المحكمة صادف القدر أن يضرب الاحتلال تنفيذ عملية بطولية ومن شدة قهر الاحتلال فقد تم ردع الاسرى وقمعهم رغم تواجدهم في قاعة المحكمة تعبيراً عن تخبط واضح للاحتلال وأثر أعمال المقاومة التي تصيبهم في مقتل رغم بساطتها .
الحكم الجائر لم يكن أصعب من فترة التحقيق وصدور الحكم نفسه ، فقد امتدت على مدار 6 سنوات تقريباً تخللها التحقيق والعزل إضافة إلى العقاب والتعذيب المتواصل والشديد ، ولم تقف الأمور على اعتقال عبد الحكيم لكن العقاب للعائلة بأكملها وصل لاعتقال اثنين من أشقائه وهم: محمود وأمضى 18 شهراً ، محمد وأمضى 28 شهراً، ويذكر محمود ان هذه أحكام بسيطة لا تذكر؛ مستخفاً بها مقابل حكم شقيقه عبد الحكيم .
ومن سجن النقب ينتظر فرج الله حيث أمضى ما يقارب ستة عشر عاماً وما بقي سوى القليل ثلاث سنوات ونيّف، يحاول الاحتلال جاهداً تعكير صفو حياته فيمنعه من زيارة إخوانه، ويحرمه من أدنى حقوقه الإنسانية ظناً أنه يفلح في كسر إرادته لكن عبد الحكيم يقابل ذلك بكسر هيبة الاحتلال، فقد استكمل حياته رغم القيود وأسوار السجن العالية فقدم امتحان الثانوية العامة بنجاح، وانتسب لإحدى الجامعات في تخصص التربية الإسلامية، كما يواصل حفظه للقرآن الكريم على أمل أن يخرج من سجنه حاملاً شهادته بيده كباقي زملائه خارج السجون وقرآنه في صدره، فيغيظ الاحتلال ويحطم معاييرهم بكسر صمود الاسرى .