السياسة الامريكية مع الدول العربية المبعثرة و مع ايران
الكل يعلم ان السياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط تعتمد على استراتيجيتين :
الاستراتيجية الاولى هي حماية اسرائيل لانها تمثل القاعدة العسكرية المتقدمة لها و لحلفائها الاوروبين . و الاستراتيجية الثانية هي حماية تدفق النفط اليها و الى حلفائها ايضا .
هذه المصلحة الاستراتيجية و التي تطبقها الولايات المتحدة الامريكية في عقلها الباطن و عقلها الظاهر عندما تعقد اي شراكة او صفقة في المنطقة .
فمن المنطق كيف لها ان تثق و تعتمد على دول غير متماسكة و مبعثرة و غير موحدة و لا يوجد فيها اي توافق على مصلحة واحدة مشتركة و هذه المصلحة هي توافق الدول العربية مجتمعة على سياسة واحدة امام اسرائيل و اطماعها و طموحاتها في فلسطين و الدول العربية الاخرى .
فكيف لشخص عادي يريد ان يعمل شراكة لمشروع اقتصادي و وجد اخوة بينهم عداوة و كل منهم مختلف و متشاكس مع الاخر .فهل معقول ان يعقد معهم اي شراكة.
و لهذا فسياسة الولايات المتحدة الامريكية رغم كل العداء الظاهر بينها و بين ايران تفضل ان تعمل مع دولة متعددة الاعراق و لكن ينطق عنها و يلتزم عنها رجل واحد بما يتفق عليه و لهذا نجحت ايران بان تستميل الولايات المتحدة الامريكية اخيرا لصالحها و لصالح شعبها و لصالح الطرف الاخر ايضا و الطرف العربي غير الموحد خسر كل شيء من آماله و طموحاته المعقود عليها الامل مع الولايات المتحدة الامريكية.
و كذلك الحال بين الولايات المتحدة الامريكية و تركيا التي ينطق عنها رجل واحد مع انها متعددة الاعراق و كذلك اسرائيل التي تجمع شتات يهود العالم اجمع على الارض المحتلة و لكن ينطق عنها رجل واحد .
و في المقابل فان العالم العربي و مع انه مكون من دول يجمعها شعب عربي واحد و لغة واحدة و ثقافة واحدة و حضارة واحدة و مصلحة مشتركة واحدة و لكن للاسف نجد ان هناك اراء مختلفة و عداوات متعددة و رؤى متعددة و زعامات متعددة و الكل يبحث عن مصلحة خاصة له او لقطره فقط.
فكيف ستكون لدولة مثل الولايات المتحدة الامريكية شراكات استراتيجية مع العرب .
انها تعمل معهم امور تكتيتيكية و ليست استراتيجية و بالتجزئة و بالقطعة و يوما بيوم فمن توافق مع استرتيجتها فهو مرحب به و العكس صحيح .
و لهذا فلا مستقبل و لا تطور و لا رفعة لهذه الامة العربية بدون توحدها على مشروع سياسي و اقتصادي واحد متفق عليه و هذا في اعتقادي صعب في المستقبل القريب المنظور و لكن نسال الله سبحانه و تعالى ان يوحد هذه الامة على يد رجل يعيد لها عزها و كرامتها و رفعتها .انه على كل شيء قدير , و نسال الله ان لا يكون ذلك بعيدا.