التغيير الحكومي وكواليس الطامحين للرئاسة ..!
كتب : خالد فخيده - منذ ثمانية اشهر تقريبا، والحديث يتواصل عن التغيير حكومي. فبعد ان روجت صالونات سياسية بانه سيكون في اذار الماضي، عادت لتبرر عدم صدقية معلوماتها بان ظروفا مستجدة اجلت القرار الى شهر حزيران.
مضى حزيران وتموز وآب وايلول، ودخلنا في تشرين اول، ولم تغادر الحكومة الدوار الرابع. ومع ذلك لم يكف اصحاب تلك الصالونات عن اسطوانة التغيير، وتكليف "زلمهم" ممن "تفتحت شهيتهم" على غاية او منفعة، لمواصلة "زنهم" على اعتبار انه " اقوى من السحر" في احداث التغيير.
وفي بلدنا، ليس غريبا ان يسطع نجم "طامح للرئاسة" في مجالس العامة من الناس. فالامر لا يحتاج اكثر من عشرة "زلم" يمتلكون فن " الزن و الفذلكة"، وقادرون على ايهام "الغلابة" بان "زلمتهم" بات المرشح الاقوى لتشكيل الحكومة.
"زن" الصالونات لا ينتهي، والتحفير للحكومة ( اي حكومة ) من اجل الاطاحة بها مستمر، ولذلك بقاء الحكومة من عدمه، يصبح مرهونا بطول نفس الرئيس ومهارته في قيادة فريقه الوزاري بما يؤكد "عمليا" بان كل ما يوجه ضدها "اشاعة".
والمدقق في التفاصيل، يجد ان الحديث عن تغيير الحكومة يبدا ببلوغ عمرها المئة يوم في دار الرئاسة، ولعل سنة استطلاعات الراي التي اخذ ينقذها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية هي من كرست حكاية الايام المئة وذلك في اطار اجتهاد لـ"مهننة" تقييم اداء الحكومات.
شعبية الحكومات وتناغمها مع باقي السلطات ليست شرطا في طول عمر الحكومة او قصره، فقدرتها على تنفيذ المشاريع الاستراتيجية وازالة "المطبات" التي تؤسس لحالة سياسية واقتصادية شعبية جيدة اهم بكثير من رفع سعر المشتقات النفطية من عدمه.
واذا كان كل منا ينظر الى التغيير بـ"عين"، فصاحب القرار ينظر اليه بـ"ستة" ملايين عين، وهذا بيت القصيد.