باحثون يتحدثون عن اهمية الفلسفة في يومها العالمي

تم نشره الأربعاء 20 تشرين الثّاني / نوفمبر 2013 03:19 مساءً
باحثون يتحدثون عن اهمية الفلسفة في يومها العالمي
الفلسفة

المدينة نيوز- يشكل يوم الفلسفة العالمي الذي اعلنته منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) حدثا سنويا يجري الاحتفال به ثالث يوم خميس من شهر تشرين الثاني من كل عام بهدف تعزيز ثقافة النقاش والجدل الفلسفي وفهم واحترام التنوع في الموروث الثقافي الانساني .

كما يهدف هذا اليوم العالمي الى تشجيع التبادل الأكاديمي وتسليط الضوء على مساهمات معرفية وفلسفية وفكرية ترنو الى تقديم معالجات وحلول للقضايا والمشكلات التي تواجه العالم على اكثر من صعيد.

اختارت اليونسكو اليوم العالمي للفلسفة منذ العام 2002 لتكريم التفكير الفلسفي في جميع أنحاء العالم عن طريق فتح مساحات متاحة وحرة , والهدف من ذلك تشجيع الناس في جميع أنحاء العالم على تبادل التراث الفلسفي مع بعضهم البعض وفتح عقولهم لأفكار جديدة، وتشجيع التحليلات والبحوث والدراسات الفلسفية لأهم القضايا المعاصرة من أجل الاستجابة على خير وجه للتحديات المطروحة اليوم على البشرية.

المفكر هشام غصيب رئيس الجمعية الفلسفية يقول لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بهذه المناسبة انه من المفروض ان يكون في هذا اليوم العالمي ابراز للمشروعات الفلسفية العربية، مؤكدا انه لدى اية امة مشروعها الفلسفي ، والامة العربية اليوم احوج ما تكون إلى المشروعات الفلسفية الأصيلة تكون بوصلة لفعلها وتطورها وقد جرت بالفعل محاولات خلال القرنين الأخيرين لبلورة مشروعات فكرية متنوعة " لكنني لا استطيع ان اصفها بالفلسفية بالمعنى الغربي أي لا نستطيع ان نقول ان مشروعا كمشروع الجابري أو المفكر حسن حنفي او محمد اركون يضاهي مشروع هيجل او ديكارت او رسل الفلسفي ". واضاف غصيب ان الفلسفة في الوطن العربي تم تصفيتها في العصور الوسطى وما زالت غائبة باستثناء اقسام الفلسفة في الجامعات التي تجتر ما انتجته الحضارة الغربية والحضارة العربية الاسلامية القديمة، مؤكدا ان قضية الفلسفة هي قضية النهوض القومي وان تعثرها يدلل على بقاء الامة حبيسة لسائر اشكال التخلف والتبعية والتجزئة .

وبين ان مشروعات النهضة في المئتي العام الاخيرة كان لها الاثر الكبير في الحياة السياسية العربية وفي الحركات الوطنية والقومية والإسلامية ولكنها لم تستطع ان تجرى تغييرات صوب الوحدة والاستقلال والتحرر القومي لأسباب عديدة ،لكن هذا لا يعنى انها منيت بالهزيمة ولكنها لم تؤت أكلها لأسباب متنوعة لا تكمن فيها وحدها انما في واقع التاريخ العربي .

ويقول الباحث الفلسفي مجدي ممدوح ان عظمة الفلسفة أنها لا تستريح لإنتاج أو لحصيلة إنتاج بل عظمتها أنها دائماً تنقد ذاتها ثم تعود لتنقد هذا النقد ، مشيرا الى ان تاريخ الفلسفة هو تاريخ النقد ونقد النقد وان ابن رشد كان فيلسوفاً نقدياً وكان عقلانياً.

واضاف الباحث ممدوح ان الفلسفة استطاعت منذ نشأتها أن تواكب النشاط الفكري الإنساني وتوجّهه وتفتح له آفاقاً جديدة لم يكن يحلم بها وكانت ناطقة باسمه ومعبرة عنهُ باعتبارها فكرا وإن الفلسفة لا تحيا في فراغ بل لا بدّ لها أن تنطق باسم جماعة ما أو شعب أو شريحة اجتماعية أو طبقة, وربما يكون هذا المعلم هو الذي يجعل من الفلسفة نشاطاً حياً على الدوام ، نشاطاً متجدداً لان أي فلسفة لا يتم تبنيها من قبل جماعة ما تموت وتندثر.

واعتبر الباحث محمد رفيع "ان الفكر العربي والفلسفة لم يمارسا دورهما حين كان يجب ، مؤكدا ان الجديد الذي يمكن الحديث عنه بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة هو محاولات المفكرين العرب اغماض البصر عن هذا الواقع وما سبقه ، بما يقود في النهاية الى ان يلعب المفكر دور السياسي في محاولة بائسة تذكر بأزمان بؤس الفلسفة وتهافتها "..

وقال انه في كل مراحل التحول والتغيير الفكري والحضاري التي شهدتها وتشهدها الامة تنشط الدعوات دوما للعودة الى الاصول أو الى نقطة الصفر إن أريد للتغيير ان يكون حقيقيا وحين يبدأ المشتغلون بالفكر والسياسة وضع أفكارهم على الورق يكتشفون أن أجيالا اخرى سبقتهم على نحو ما بمراحل في العودة الى هذه الاصول وتنقيبها وتنفيضها.

ووفق الباحث رفيع فان هذه معضلة فلسفية تشكل في جوهرها حاجة ملحة ودائمة لاعادة قراءة التاريخ السياسي لبلادنا وتاريخ الفكر فيها في ضوء ما يستجد من معارف وعلوم وتحديات .

ورأى الدكتور جهاد المحيسن ان العقل العربي هرب إلى الفلسفة الغربية وتفرعاتها لأنه لم يستطع ان يستوعب الفلسفة الاسلامية لان الفلسفة الاسلامية يتداخل فيها الخاص بالمعرفي الاسلامي والعام اليوناني , مع الفلسفات الهندية والصينية , وهذا العقل الذي انتج للفلسفة بوصفها من مفردات عصره ، لكن في عصرنا الحالي عجز العقل العربي ان يتعامل مع تلك الفلسفة فقدم شروحات لها وعليها ولكن بمناهج غربية .

واكد محيسن بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة ضرورة ان يكون هناك الخطاب المعرفي للفلسفة الاسلامية اشد سطوعا في الثقافة العربية برمتها على الاخص انه لا يوجد مشروع فلسفي عربي واضح المعالم.

( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات