بنزين ... حكاية مواطن
أكثر شيء يؤرقني ويزعجني إقتصادياً ومالياً على المستوى الشخصي هو مؤشر بنزين السيارة، بصراحة شي غريب اللي بيصير معي، يعني طول ما أنا بسوق السيارة عيني على المؤشر لدرجة إني كثير أحيان بسرح فيه وأنا برتل مجموعة من الأدعية والدعوات ليحفظ الله لنا المؤشر على حاله دون تراجع وأن يبقى بعيداً عن منطقة الE قدر الإمكان.
لما أروح على "الكازية" بلاحظ العامل بيطلع علي بنظرات الشفقة وأنا بطلب منه يعبي 90 ب 5، وطبعاً بلمح البصر بيكون الزلمة خلص تعباية لأنه يا دوب الخمس ليرات يعبوا 6 لتر، يعني في الأول والله كنت أشك إنه الزلمة بيسرقني، بس بعد ما صرت "افنجر" عيني قدام العداد تأكدت إنه المشكلة مش في عامل الكازية .. المشكلة في اللي "عامل" فينا بلاوي متلتلة.
طبعاً، أنا من زمان متبع مع أصدقائي ومعارفي المثل اللي بيقول "لا توصلني ولا أوصلك .. البنزين طايلني وطايلك" بس من جديد صرت إذا بدي أروح أي مشوار أحسبها بالكيلومتر وأضربه في 0.1 بحكم إنه سيارتي بتسحب 200 كليومتر في التنكة، هيك بيصير عنا مشوار توصيل بيسان للمدرسة بيكلفني دينار ونص يومياً .. مشوار الحزب دينار وربع .. مشوار العيادة دينار وربع .. الروحة عند دار أختي دينارين .. وهكذا.
الحكومة اللي وصلت إلى مرحلة "استفزاز المواطن غايتنا" بتحكي إنه مش معقول اتضل تدعم البنزين وهي دولة مش نفطية وميزانيتها دمرها الفساد .. كلام جميل وأتفق معه شكلاً و"مش" مضموناً، بس السؤال: إذا اللي استلموا المسؤولية كانوا فاسدين فمسؤوليتي أدفع ثمن فسادهم؟!! وبعدين أنا معك يا حكومة .. ما بدنا الحكومة تدعم البنزين بس كمان ما بدنا البنزين يدعم الحكومة، فلو تلغوا هالضرايب اللي فارضينها عليه على الأقل بينزل السعر 30%.
قبل ما أنهي حكايتي، لا بد من الإشارة إلى مرتادي الباصات والسرافيس، يعني الله يساعد ويعين .. اللي ما عنده سيارة ولا بنزين ..