تعالوا نعود للجذور
![تعالوا نعود للجذور تعالوا نعود للجذور](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/26100.jpg)
ولانه قد كتب الكثير على اعمال العنف والامور الاخرى, فانني ارغب في الكتابة على موضوع الحوار .
فالحوار من حيث المبدأ هو ثقافة تعلمنا الممارسات العملية لتنظيم العلاقات الانسانية والتدريب العملي لتحقيق الحرية الفكرية لكل انسان تنفيذا لتوصيات منظمات حقوق الانسان.
والمثل الذي اعتبره نموذجا عمليا لتجسيد هذه الثقافة لابنائنا منذ الصغر, فانني اشاهد باستمرار احدى السيدات متعلمة ومثقفة اذا تصرف طفلها بعنف, او اذا قام بعمل بطريقة غير مقبولة فانها تطلب منه مرافقتها الى غرفته فتشرح له اين اخطأ وترشده الى الطريقة الصحيحة لمعالجة الموقف الذي حصل بعيدا عن اسلوب القمع او التأديب امام الحضور او ممارسة اسلوب العقاب بلا شرح للاسباب .
اما على المستوى الاشمل , فان الموضوع المهم , الذي يشغل فكري دائما هو حوار الاديان الذي صار اولوية لدى الكثير من الدول فاتساءل باستمرار لماذا لم نسمع في الماضي عن هذا الموضوع مع اننا وخاصة في الاردن , كنا في الماضي, كما نحن الان , من اصول ومنابت مختلفة ومن طوائف مختلفة من مسلمين ومسيحيين ودروز وبهائيين ولم نكن بحاجة لحوار الاديان لاننا نؤمن ان الله واحد والوطن واحد, والمحبة اقوى من الكراهية والتسامح اقوى من كل الشرور وان الممارسات الخاطئة لبعض المتشددين المتعصبين في شتى الاديان, هي التي الحقت هذا الضرر الفادح بمفهوم التسامح مع انه لا يوجد دين يرفض الاخر .
ويسرني ان اذكر ما كتبه العلامة الراحل عمنا العزيزي له الرحمة قال عندما وصل اجدادنا الى مادبا سنة 1880 استقبلهم اهل البلقاء بمحبة وبصدور مفتوحة وكان في مقدمتهم الشيخ مرزوق ابو الغنم وعشيرته ثم دعوا القادمين الى وليمة كبرى, فصار بينهم العيش والملح حتى ان فرسانهم قد رافقوا فرسان اهل مادبا لصد الغارات , ولم تفرقهم العقيدة لان الكل صاروا بلقا فالفرح واحد والحزن واحد والشعار واحد الذي اعتمدوه حسب لهجتنا كل واحد على دينه الله يعينه .
والامثلة كثيرة ولا يتسع المجال لذكرها ولكن اهمها رضاعة الاطفال من اثداء غير الامهات في الحالات الخاصة ولو كن من طوائف مختلفة .
وبناء على ما تقدم وهو غيض من فيض فاتمنى كما ذكرت في مدخلات عديدة في ندوات للموضوع ان نوفر كلفة مراكز ذاك الحوار , لتصرف على تعديلات ضرورية على بعض المناهج الدراسية وعلى الثقافة العامة لتعميم المفهوم الصحيح للحديث الشريف (كلكم لادم وادم من تراب)
ونؤكد اعتزازنا بالدستور الاردني حيث نصت احدى مواده (الاردنيون امام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق واللغة او الدين) .
والعبرة لمن يعتبر