محاضرة في رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالاردن - صور

المدينة نيوز :- استضاف مكتب الأردن الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية عضو الرابطة المهندس سعيد مفلح الهودلي في محاضرة بعنوان : آفاق علمية في فهم قوله تعالى : وجعل لكم السمع ... وقدمه عضو الرابطة الدكتور سليم ارزيقات .
طَوَفَ فيها المحاضر سائحاً في رحاب آياتِ السمع في القرآن الكريم ، بدأها ببيانِ أن لحياة الإنسان قصدٌ وهدف ، وبأن معرفة الإنسانِ أن لحياته معنىً هو خيرُ معينٍ له على تجاوز أقسى الظروف . ثم قال الهودلي: أنّى للإنسان أن يعرف المعنى والقصد من حياته إن لم يتعرف على التركيب المبدِع والإعجاز المعجِب في جسمهِ سواءٌ في تركيبه العضوي أو العاطفي ؟ وضرب لذلك مثلاً : الأذن ، حيث قال : إنها بكلِ المقاييس أُعجوبةٌ هندسيةٌ رائعة ، وأن اللغة وإطلاقها وسماعها وإدراكها من أعظمِ نِعَمِ الله على الإنسان .
بين الهودلي أهمية الأُذُن حين قال : إن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي نزلَ منطوقاً ومسموعاً ، وإن الأذن والأذان من مصدرٍ لفظيٍ ومن مشكاةٍ واحدةٍ ، وأنها واحدةٌ من صفات الرسول الكريم ( قل هو أذن خيرٍ لكم ) ، وأنها بالإضافة لوظائفها في استقبالِ الأصواتِ وحفظِ توازن الجسم ، فهي الوسيلةُ الأساسيةُ والأهمُ للتعلمِ واكتسابِ المعرفة ، وأن معرفتنا للعالم من حولنا معرفةٌ صوتيةٌ ، وأنها أكثرُ أهميةً من العين ، كما وذكر المحاضر أن الله سبحانه قد ربط السمع بالعلم حينما كرر عبارة سميعٌ عليم 32 مرةً في القرآن الكريم ، ولذلك فأنت تجدُ الكثيرَ من العباقرة ممن فقدوا حاسةَ البصر بينما قليلون جداً ممن فقدوا حاسة السمع . ثم اجتهد الهودلي في توضيح سبب ذكرهِ سبحانهُ لحاسةِ السمعِ قبل حاسة البصر ، ولماذا يذكر سبحانه السمع بالمفردِ بينما البصر بالجمع .
ثم عرض المحاضرُ تشريحاً كاملاً لأعضاءِ الأذن ( مستعيناً بجهازِ العرض ) موضحاً بدقةٍ إبداعَ الخلقِ والإعجاز المُعجِب في كلِ عضو ، وعلى سبيلِ المثالِ ما ذكره عن عظيماتِ السمعِ الثلاث في الأذن الوسطى، وكيف أنها أصغرُ عظامِ الجسم وزناً وحجماً على الإطلاق ، حيث أن وزنها مجتمعةً حوالي 55 ملجرام ، وكيف أن الأذن تحوي أصغرَ عظامِ الجسم وأصغرَ عضلاته وتتموضعُ في أصلبِ عظام الجسم . بعد ذلك بين كيف نحافظُ على سلامةِ الأذن ، وأن هناكَ نوعينِ من الصمم ( توصيلي وحسي عصبي ) ، وأوضح كذلك ما يستحبُ سماعهُ وما نُنَزِه آذاننا عن سماعه ، وختم الهودلي محاضرته بأن غايةَ ما نعلم هو وصفُ بعضِ مراحلِ السمع ، بينما لا نستطيعُ معرفةِ كيفً تتم هذه العملية وأنه لا يعلمُ ذلك إلا الله سبحانه ، الله الذي أنشأ لنا السمع ، كان اللقاءُ رائعاً ومبدعاً .