العنف الجنسي و الدين
اثارتني مناظرة على اذاعة ال bbc اللندنية هذا الاسبوع حول العنف ضد المراة و خاصة التحرش الجنسي الذي يمارس ضدها و الذي اصبح ظاهرة و خاصة في مصر تحديدا و في بقية الدول العربية .و ذلك بمناسبة يوم المراة العالمي و حقوق المراة .
حقيقة لا يوجد رجل عنده اخلاق او معرفة بحقوق الانسان او بالدين ان يقوم بالعنف او بالتحرش الجنسي لفظا او قولا ضد المراة لان ذلك ضد الرجولة و المروءة و الشهامة و الانسانية و معنى ذلك انه يمارس حقا غير حقه و اعتداء على حرية انسان اخر بدون ارادته و بدون رغبته و هذا التصرف مخالف تماما لكل القيم و الاخلاق و الفهم السليم و ايضا للجهل و عدم المعرفة بنفسية المراة و رغباتها التي تجعلها لا تمارس الجنس الا و هي في حالة المتعة و العطاء و الهدوء .
فالرجل الذي ينتهك عرض المراة بالعنف لا يعرف الشعور الحقيقي الذي يراود المراة في تلك اللحظة و ما هي نظرتها تجاه ذلك الانسان حيث يفقد اي غريزة انسانية و يتحول الى صاحب غريزة حيوانية لا يراها و لا يشعر بها الا المراة و ان ما يتمتع به من رجولة امامها حسب اعتقاده ليس في واقع الحال الا شراسة حيوانية تثير الخوف و الاشمئزاز و يكون محل احتقار امامها .
و اما ما يثير اعجاب المراة في الرجل فهي رجولته و قوة شخصيته و شهامته و مرؤته و احترامه لها و هذه مواصفات الزوج بالنسبة لها فكل الشباب الذين يقومون بعكس ذلك يخسرون اجمل شيء و هو احترام و تقدير المراة لهم .
فكيف تكون متعه على حساب اصعب و ابشع حالة للطرف الاخر !!!
اعتقد ان ذلك حالة مرضية و نفسية و نوع من الاختلال العقلي و الاجتماعي لدى الرجل الذي يقدم على ما ذكر من تصرف .
فشريعة ديننا الحنيف عالجت كل مشاكل و امراض و حاجات الانسان الروحية و النفسية و الجسدية في آن واحد و هذا المنهج هو الوحيد الذي عالج كل حياة و مكونات و رغبات الانسان . و في هذا المجال ( في حالة العنف الجنسي ) و يقول الله سبحانه و تعالى { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين } من سورة البقرة الاية 62 .
فاذا كان ذلك بين الرجل و زوجته و هو زواج بالحلال و الرجل صاحب العصمة و صاحب القوامة على بيته و زوجته و الرجل هو صاحب البيت و هو رب الاسرة لا يستطيع شرعا ان يقوم بحقه بممارسة الجنس مع زوجته الا ان يلتزم بشرع الله كما اوضحت الاية الكريمة اعلاه و التي فيها ( قدموا لانفسكم ) اي ان تكون هناك مقدمة لهذه الممارسة بالملاطفة و المداعبة و حسن الكلام و جماله و كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث ربما يكون ضعيفا ( اجعلوا بينكم رسول ) لان كل ذلك مما يهيء الزوجة بكل عواطفها و احاسيسها و مشاعرها حتى تتقبل هذا الرجل و بذلك يستمتع الطرفان و هذا مدخل للسكن و الموده و الرحمة و هي من مواصفات الزواج الناجح .
فكيف بهذا الرجل ان يتحرش بإمراة أخرى لا يعرفها و لا علاقة له بها و لا يحق له ان يكلمها لان ذلك خارج عن الادب و القوانين و الانظمة و العادات الحميدة فكيف فوق كل ذلك ان كان متدينا و يعرف و يفقه دينه و شريعته .
لهذا لا يقوم بهذا العمل الا من هو فاقد لرجولته و عقله و احترامه و ادبه و دينه .
و لذلك كل ما نسمع من هذه العادات الرذيلة و القبيحة و الخارجة عن الانسانية لا تمت مطلقا الى دين من قريب او من بعيد و للعلم فقد تفاجات بمعلومة تقول ان كل دقيقة و نصف هنالك تحرش جنسي في اكثر دول العالم تقدما في المدنية و حرية و حقوق الانسان و هي الولايات المتحدة الامريكية .
و ختاما ... لا يمكن ضبط تلك الامور و التخلص من تلك الظاهرة البشعة الا بالتوعية الحقيقية ان كانت بمفهوم ديني او بمفهوم حقوق الانسان و بشريعة الله سبحانه و تعالى و الالتزام بها و بمفهوم الحلال و الحرام و تغليظ العقوبات و فوق كل ذلك بالتوعية للمجتمع لرفض هذه البشاعة بكل اشكالها و بكل تصرفاتها .
و نصيحتي للشباب هي ان المرأة تعجب و تتمنى الزواج من شاب يتصف بالرجولة و الشهامة و قوة الشخصية و لا تحب الموصوف بالرعونة و الميوعة و ضعف الشخصية .
اما نصيحتي للشابات فهنالك مقولة مفادها ان الشاب قد يصادق عشرة نساء و لكنه لا يختار الا الحادية عشر و التي لم يصادقها لتكون زوجة له .
و اخيرا ... نصيحتي لكلا الطرفين ان ينظروا الى المستقبل الباهر و المتمثل بتكوين اسرة على قاعدة التقدير و الاحترام و المحبة .