العنف الجنسي و الدين

تم نشره الأحد 01st كانون الأوّل / ديسمبر 2013 12:21 صباحاً
العنف الجنسي و الدين
ظاهر احمد عمرو

اثارتني مناظرة على اذاعة ال bbc اللندنية هذا الاسبوع حول العنف ضد المراة و خاصة التحرش الجنسي الذي يمارس ضدها و الذي اصبح ظاهرة و خاصة في مصر تحديدا و في بقية الدول العربية .و ذلك بمناسبة يوم المراة العالمي و حقوق المراة .

حقيقة لا يوجد رجل عنده اخلاق او معرفة بحقوق الانسان او بالدين ان يقوم بالعنف او بالتحرش الجنسي لفظا او قولا ضد المراة لان ذلك ضد الرجولة و المروءة و الشهامة و الانسانية و معنى ذلك انه يمارس حقا غير حقه و اعتداء على حرية انسان اخر بدون ارادته و بدون رغبته و هذا التصرف مخالف تماما لكل القيم و الاخلاق و الفهم السليم و ايضا للجهل و عدم المعرفة بنفسية المراة و رغباتها التي تجعلها لا تمارس الجنس الا و هي في حالة المتعة و العطاء و الهدوء .

فالرجل الذي ينتهك عرض المراة بالعنف لا يعرف الشعور الحقيقي الذي يراود المراة في تلك اللحظة و ما هي نظرتها تجاه ذلك الانسان حيث يفقد اي غريزة انسانية و يتحول الى صاحب غريزة حيوانية لا يراها و لا يشعر بها الا المراة و ان ما يتمتع به من رجولة امامها حسب اعتقاده ليس في واقع الحال الا شراسة حيوانية تثير الخوف و الاشمئزاز و يكون محل احتقار امامها .

و اما ما يثير اعجاب المراة في الرجل فهي رجولته و قوة شخصيته و شهامته و مرؤته و احترامه لها و هذه مواصفات الزوج بالنسبة لها فكل الشباب الذين يقومون بعكس ذلك يخسرون اجمل شيء و هو احترام و تقدير المراة لهم .

فكيف تكون متعه على حساب اصعب و ابشع حالة للطرف الاخر !!!

اعتقد ان ذلك حالة مرضية و نفسية و نوع من الاختلال العقلي و الاجتماعي لدى الرجل الذي يقدم على ما ذكر من تصرف .

فشريعة ديننا الحنيف عالجت كل مشاكل و امراض و حاجات الانسان الروحية و النفسية و الجسدية في آن واحد و هذا المنهج هو الوحيد الذي عالج كل حياة و مكونات و رغبات الانسان . و في هذا المجال ( في حالة العنف الجنسي ) و يقول الله سبحانه و تعالى { نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين } من سورة البقرة الاية 62 .

فاذا كان ذلك بين الرجل و زوجته و هو زواج بالحلال و الرجل صاحب العصمة و صاحب القوامة على بيته و زوجته و الرجل هو صاحب البيت و هو رب الاسرة لا يستطيع شرعا ان يقوم بحقه بممارسة الجنس مع زوجته الا ان يلتزم بشرع الله كما اوضحت الاية الكريمة اعلاه و التي فيها ( قدموا لانفسكم ) اي ان تكون هناك مقدمة لهذه الممارسة بالملاطفة و المداعبة و حسن الكلام و جماله و كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث ربما يكون ضعيفا ( اجعلوا بينكم رسول ) لان كل ذلك مما يهيء الزوجة بكل عواطفها و احاسيسها و مشاعرها حتى تتقبل هذا الرجل و بذلك يستمتع الطرفان و هذا مدخل للسكن و الموده و الرحمة و هي من مواصفات الزواج الناجح .

فكيف بهذا الرجل ان يتحرش بإمراة أخرى لا يعرفها و لا علاقة له بها و لا يحق له ان يكلمها لان ذلك خارج عن الادب و القوانين و الانظمة و العادات الحميدة فكيف فوق كل ذلك ان كان متدينا و يعرف و يفقه دينه و شريعته .

لهذا لا يقوم بهذا العمل الا من هو فاقد لرجولته و عقله و احترامه و ادبه و دينه .

و لذلك كل ما نسمع من هذه العادات الرذيلة و القبيحة و الخارجة عن الانسانية لا تمت مطلقا الى دين من قريب او من بعيد و للعلم فقد تفاجات بمعلومة تقول ان كل دقيقة و نصف هنالك تحرش جنسي في اكثر دول العالم تقدما في المدنية و حرية و حقوق الانسان و هي الولايات المتحدة الامريكية .

و ختاما ... لا يمكن ضبط تلك الامور و التخلص من تلك الظاهرة البشعة الا بالتوعية الحقيقية ان كانت بمفهوم ديني او بمفهوم حقوق الانسان و بشريعة الله سبحانه و تعالى و الالتزام بها و بمفهوم الحلال و الحرام و تغليظ العقوبات و فوق كل ذلك بالتوعية للمجتمع لرفض هذه البشاعة بكل اشكالها و بكل تصرفاتها .

و نصيحتي للشباب هي ان المرأة تعجب و تتمنى الزواج من شاب يتصف بالرجولة و الشهامة و قوة الشخصية و لا تحب الموصوف بالرعونة و الميوعة و ضعف الشخصية .

اما نصيحتي للشابات فهنالك مقولة مفادها ان الشاب قد يصادق عشرة نساء و لكنه لا يختار الا الحادية عشر و التي لم يصادقها لتكون زوجة له .

و اخيرا ... نصيحتي لكلا الطرفين ان ينظروا الى المستقبل الباهر و المتمثل بتكوين اسرة على قاعدة التقدير و الاحترام و المحبة .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات