سندويشة "أمهم" أزكى
حملة سندويشة أمي أزكى التي انطلقت من كلية الهندسة التكنولوجية "البوليتكنيك" وانتقلت عدواها لعدد من الجامعات الرسمية (الهاشمية وآل البيت) والخاصة (الزرقاء) ليست مجرد حملة، إنها صرخة طلابية ضد سياسات التعليم العالي بشكل عام.
كافتيريات ومطاعم الجامعات الرسمية اعتُبرت حتى زمن قريب ملجأً للطلبة من غلاء أسعار المطاعم خارج أسوار الجامعة، حيث كانت هذه الكافتيريات تحت إدارة وإشراف الجامعة وتحظى بدعمها مالياً، وكانت المكان الأفضل والأقل كلفة للطلبة القادمين من محافظات بعيدة.
إلا أنه ومع رفع الدولة يدها عن الجامعات الرسمية –من حيث الدعم المالي- بدأت إدارات هذه الجامعات بالبحث عن مصادر مالية لسد العجز في ميزانياتها، ففتحت القبول في البرنامج الموازي على مصراعيه، ورفعت الرسوم الجامعية، وأخيراً قامت معظم هذه الجامعات بتضمين معظم مرافقها الخدماتية بما فيها الكافتيريات والمطاعم وبأرقام فلكية الأمر الذي انعكس على أسعار هذه الكافتيريات فأصبحت تضاهي –إن لم تكن أعلى سعراً- المطاعم خارج أسوار الجامعات.
حملة "سندويشة أمي أزكى" انطلقت في ظل هذه الأجواء لتعلن عودة الحراك الطلابي في قضية مطلبية تمس بشكل يومي كل طالب وطالبة، ما أدى إلى التفاف وتجاوب طلابي حولها بشكل لم نشهده منذ زمن بعيد. حملة أعلنت رفضها أن يتم تسديد عجز ميزانية الجامعات من جيوب الطلبة، فأعلنت أن مطلبها الرئيسي هو "تأميم" الكافتيريات.
أعتقد اننا أمام حملة أكبر من السندويشة بكثير، حملة تعلن بشكل رسمي رفضها لتغول رأس المال في جامعاتنا وتأكيدها على واجب الدولة في القيام بواجبها يتقديم الدعم للجامعات الرسمية. وإذا ما ذهبنا أبعد من ذلك، فإنني أرى أن أحد أهم وسائل مجابهة العنف الجامعي يكمن في تعزيز هذه المبادرات الطلابية الخلاقة والإبداعية ... الطريق طويل ولكن إرادة الطلبة دائماً ما أثبتت قدرتها على فرض نفسها.