نتنياهو ينفق 60 ألف دولار شهريا على الشموع والبوظة
المدينة نيوز - تتوالى ردود الفعل في الأوساط الإعلامية والسياسية الإسرائيلية على النفقات الشهرية المفرطة الخاصة بأسرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (60 ألف دولار شهريا)، ويعتبر مراقبون أنها تتسم بـ"بلادة إحساس" وأنها قدوة غير حسنة.
وبعد التماس قضائي تقدمت به الحركة من أجل حرية المعلومات، اضطرت وزارة القضاء للكشف في موقعها عن تقرير خاص بنفقات البيت الرسمي لرئيس حكومة إسرائيل في الجزء الغربي من القدس المحتلة ونفقات البيتين الخاصين التابعين له.
وبحسب التقرير تبلغ كلفة المياه التي تستخدم في بيت نتنياهو الخاص في مدينة قيساريا على شاطئ البحر المتوسط نحو 25 ألف دولار في العام، مما يوازي استهلاك 27 عائلة إسرائيلية، وفق حسابات سلطة المياه.
شموع معطّرة
أما الشموع المعطّرة المستخدمة داخل كل واحد من بيوته الثلاثة فتبلغ كلفتها السنوية ألفي دولار، وهو ما يوازي احتياجات فندق ضخم يستخدم مثل هذه الشموع يوميا.
ومن أبرز النفقات المفرطة اقتناء باقات ورد بقيمة 25 ألف دولار في العام، وأعمال نظافة وصيانة بقيمة 400 ألف دولار سنويا، و50 ألف دولار لتناول الطعام في مطاعم فاخرة رغم عمل طباخ متفرغ في بيت رئيس الوزراء.
كما يكشف التقرير عن استهلاك مكالمات هاتفية بالخطوط العادية بقيمة 10 آلاف دولار كل سنة، وخمسة آلاف دولار لقاء حقائب خاصة كل عام وغيرها من النفقات الباهظة.
رؤساء سابقون
ويستدل من تقرير وزارة القضاء أن نفقات أسرة رئيس الحكومة الحالي نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو وولديهما هي الأكبر مقارنة بسابقيه في المنصب.
وتظهر معطيات حركة حرية المعلومات أن نفقات أسرة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت (2006-2009) كانت تبلغ 35 ألف دولار شهريا, أما أرييل شارون الذي عاش أرملا وبرفقة ولديه، فقد اقتصرت نفقاته الشهرية على 20 ألف دولار فقط.
وقال مراقب الدولة إنه سيصدر في الأسبوع القادم تقريرا عن نفقات أسرة نتنياهو، وعن الخلط بين المصروفات الخاصة والعامة خلافا للقانون.
السرير الطائر
ويشير بيان صادر عن "مراقب الدولة" إلى أن التقرير القريب سيشمل أيضا فصلا بعنوان "بيبي تورز" يتناول كلفة أسفار أسرة نتنياهو لخارج البلاد والتي أسمتها الصحافة الإسرائيلية فضيحة "السرير الطائر".
ويوضح البيان أن التقرير سيتوقف عند طلب ديوان رئيس الحكومة بتعليمات من زوجة نتنياهو، بناء مقصورة خاصة داخل طائرة رئيس الوزراء تشمل غرفة نوم بكلفة نصف مليون دولار، تم استخدامها خلال السفر للندن للمشاركة في جنازة رئيسة حكومة بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر.
وبينما امتنع وزراء وأعضاء الائتلاف الحاكم عن التعقيب على حياة البذخ الخاصة بنتنياهو وأسرته، اعتبر عضو الكنيست إيتان كابل من حزب العمل أن الأرقام المذكورة تعكس "بلادة إحساس واستخفافا بالجمهور".
وقال إنه لا يفهم استهلاك كمية مياه خيالية، وتابع ساخرا "ربما تكون هذه نتيجة خلل بشبكة الماء أو أن المياه تستخدم لإطفاء الشموع الكثيرة داخل قصور رئيس الوزراء".
حياة الملوك
وردا على سؤال الجزيرة نت، اعتبر كابل أن "حياة الملوك" المنتهجة من قبل نتنياهو وأسرته تدلل على "الهوة المرعبة" بين الأغنياء والفقراء، وعلى اختلاف إسرائيل اليوم عما كانت عليه في الماضي من ناحية التكافل والتعاضد المجتمعي.
وهذا ما يؤكده المؤرخ البروفيسور ميخائيل زوهر كاتب سير أهم الساسة الإسرائيليين، الذي يقول إن القادة الصهاينة المؤسسين عاشوا حياة متواضعة لأسباب أيديولوجية بخلاف القادة الجدد المنغمسين في حياة بذخ وإسراف.
ويحذر زوهر من أن حياة الملوك التي يعيشها قادة إسرائيل اليوم من شأنها أن تضرب ثقة الإسرائيليين في السلطات والمؤسسة الحاكمة وتجهز على عنصر التكافل فيما بينهم. وتابع "من غير المعقول أن يمارس رئيس حكومة حياة بذخ مستهجنة وتثير الحسد في الوقت الذي ينتشر فيه الفقر بنسب عالية جدا في البلاد".