معضمية الشام .. جوع على جوع لكسر الحصار
المدينة نيوز - "أعلن إضرابي عن الطعام لحين فك الحصار الذي يطبق على مدينتي منذ أكثر من عام"، بهذه الكلمات عبر الناشط قصي زكريا عن احتجاجه على معاملة النظام السوري لمعضمية الشام.
زكريا الذي بدأ رحلة الإضراب عن الطعام قبل 11 يوما، يعمل ناطقا إعلاميا باسم المجلس المحلي لمعضمية الشام، وينشط ميدانيا لنقل صورة أوضاعها للإعلام العربي والغربي، ويحمل السلاح تارة ليدافع هو ورفاقه عن "نحو ثمانية آلاف مواطن ما زالوا محاصرين في المدينة".
في نهاية كل يوم يكتب زكريا مشاهداته وينقل شعوره للعالم عبر مدونته الإلكترونية حول مدينته التي شهدت وفاة أربع سيدات وسبعة أطفال من الجوع وسوء التغذية، لأنهم فضلوا البقاء في منازلهم بدل قتلهم عند أحد الحواجز أثناء خروجهم، على حد قوله.
موسيقى القصف
ويقول في تدوينته في اليوم الـ11 من إضرابه عن الطعام إن "القصف أصبح موسيقى نستيقظ عليها كل يوم. أشعر بالارتياح عندما أستيقظ على ضجيج قذائف الأسد، لأنها تستمر في تذكير سكان بلدتي في المعضمية بأن هذا النظام لا يمكن الوثوق به مطلقاً".
وبحسب توصيف زكريا لمجريات الأمور، فإن النظام يرسل مفاوضين لإقناع الأهالي بتسليم البلدة، وفي اليوم التالي يبعث لهم بقذائف الموت.
ويضيف للجزيرة نت أنه أضرب عن الطعام بعد أن أمضى أكثر من أربعة أشهر يعيش على بضع حبات من الزيتون وأوراق الشجر مثل بقية أهالي معضمية الشام، على حد قوله.
ويقول إن الإضراب عن الطعام بمثابة صرخة مدنية سلمية لتحريك الضمائر الميتة وإيقاظ الوعي وإثارة اهتمام الأشخاص الذين ما زالوا ينأون بأنفسهم عما يحدث في سوريا، على أمل أن تشكل الخطوة "ضغطا على نظام الطاغية يجبره على رفع الحصار".
ويأتي إضراب زكريا عن الطعام ضمن حملة أطلق عليها مؤسسوها "كسر الحصار" عن مدن معضمية الشام وداريا ومناطق بحمص والغوطة الشرقية وجنوب دمشق.
صمت رهيب
وتوضح الناشطة سوزان أحمد أن الحملة جاءت نتيجة تفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق المحاصرة، "في ظل صمت رهيب وتخاذل مُهين من كل شعوب العالم والحكومات التي تنصب نفسها حامية لحقوق الإنسان"، على حد قولها.
وتضيف للجزيرة نت أن الحملة نشاط إعلامي موجه للمنظمات الحقوقية والإنسانية في مختلف أنحاء العالم، للعمل على إثارة الرأي العام والضغط على الحكومات من أجل أن تتحرك لرفع الحصار عن أكثر من مليون ونصف مليون مدني في غوطتي دمشق وجنوبها وأجزاء من حمص، بحسب تعبيرها.
لكنها تشير إلى أن العالم لم يتفاعل مع الحملة بالشكل المطلوب ولم يلتزم بالتحرك لرفع الحصار وحماية المدنيين، قائلة إن جهودهم أثمرت فقط عن نشر تقارير إعلامية تتحدث عن معاناة الناس.
وتختم بالقول إن الحملة "موجهة لكل إنسان حرّ في أي بقعة من العالم لفعل ما يقدر عليه لإنقاذ حياة طفل يرزح تحت حصار الأسد".