التخطيط وادارة الازمة
الحمدلله مرارا وتكرارا على نعمة الخير والبركة التي أنعم الله علينا ان اكرمنا بهذه الامطار والثلوج التي كست معظم مناطق الاردن بحلة جميلة بيضاء ناصعة جلت القلوب وغسلت الذنوب, وستعكس بإذن الله موسما زراعيا مليئا بالتفاؤل والخيرات .
ورغم الجهود المبذولة لمواجهة هذه العاصفة الثلجية من قبل كافة الاجهزة المعنية الا أن الاجراءات لم ترقى لادارة الازمة بالمعنى الحقيقي, لغياب منهجية التخطيط الشامل وتوزيع الادوار بين كافة الاجهزة التنفيذية وعلى مستوى كل محافظة, فما رأيناه هو عبارة عن فزعة وفوضى غير منظمة وممارسات وكلام يعاد في كل عام واعلام منافق يصفق ويبجل هنا وهناك للمسؤولين الذين لم تصلهم رسالة جلالة الملك المعظم عندما قام بنفسه بجوله في شوارع عمان وكان يقوم بمساعدة احد السواقين بدفع سيارته بكل تواضع ورفعة كما هي عادة الهاشميين .
لقد تعبنا وسئمنا من مشكلة الكاميرات وملاحقة المسؤولين والعكس صحيح فنحن لا نريد مسؤولين امام الكاميرات ولغايات الاعلام ولا نريد ان نسمع ونرى المنافقين من الناطقين الاعلاميين الذين ملأوا ايدينا خواتما واقوالا وتبجيلا لمسؤوليهم والنتيجة هي نفسها فهذا الامر اصبح مكشوفا امام المواطنين والدليل على قصور الاداء الآلاف المؤلفة من شكاوي المواطنين التي سمعناها على القنوات الاعلامية الاردنية .
الى متى ستبقى عمان وبالتحديد الغربية منها هي الاردن أليست ضانا والعيص وبطنا و زي وعبين وعبلين وصخرة هي قرى اردنية تقدم الولاء والانتماء الصادق بقدر مساو او اكثر من ولاءات امثال من باعوا مقدرات الوطن وبنوا فيها القصور والفلل في عمان الغربية ...... ترى ايهم الاولى لفتح الطرق لهم .
هذا اليوم الرابع للعاصفة الثلجية وكافة الطرق في محافظة البلقاء وعجلون والكرك والطفيلة لا زالت الغالبية منها مغلقة....لماذا ؟ شارع الستين شارع رئيسي لمحافظة البلقاء لغاية الان مغلق اين الجهود للمسؤولين اين معالي وزير الاشغال وزير البلديات ....؟؟؟ فما بالك بالشوارع الفرعية التي زاد ارتفاع الثلوج بها عن متر .
لقد كان لدائرة الارصاد الجوية السبق بان حذرت منذ اكثر من اسبوع من العاصفة لكن غياب منهجية التخطيط الشامل وعدم وجود خطط فرعية تنفيذية معينة تبين مناطق المسؤولية لكافة الجهات المعنية لمواجهة الازمة (وزارة الاشغال, وزارة البلديات ,امانة العاصمة, القوات المسلحة, الدفاع المدني, الامن العام,الدرك ,القطاع الخاص) بحيث نضمن عدم وجود تداخل بين عمل اي جهة واخرى. وفي النهاية يبقى السؤال الكبير متى سنرى مركز ادارة الازمات يتولى زمام المسؤولية والمبادرة ويأخذ دوره الحقيقي بحيث نحصل على المعلومة من جهة واحدة بدلا من الجهد المشتت والمبعثر , لقد طال الانتظار ولكن الامل لدينا كبير بأن يتم الاخذ بالدروس المستفادة والعمل بها في المستقبل تجاه اي ازمات تواجه هذا البلد العزيز ادام الله الخير على بلدنا الغالي وكل عام والجميع بألف خير .