صرخة عربية

هل يعقل ان نترك اسرائيل عدونا الغاشم تصول وتجول وتكبر وتتجبر دون ان نحاسبها ونعاقبها ونخرس مدفعها

هل يعقل ان نتركها ونسلط رشاشاتنا ومدافعنا وقوتنا وقسوتنا على بعضنا, فنحن ولله الحمد اشداء جدا واقوياء جدا عندما يكون عدونا من بيننا نقتل بصلابة وامانة الروح التي حرم الله قتلها لا نأبه اقارب ولا احباء ولا اصدقاء , ساعتها الكل عندنا سواسية , لماذا يا ربي هذه القسوة ? الا يكفينا اعداؤنا لنأتي باعداء من الاجدر بهم ان يكونوا عونا لنا وحامين لظهورنا بدلا ما نكون نحن الوقود الذي يشعل فتيل مدافعهم?

هل وصل بنا الاستهتار الى هذا الحد ? هل بتنا نسمع لكلام هذا وكلام ذاك وننفذ اوامر الاعداء دون تفكير او استيعاب ?

لقد نسينا عدونا او نسينا اننا محتلون ويجب ان ندافع عن ارضنا وشعبنا واصبحنا فقط نقاتل فصائل شعبنا .

لماذا كل هذا ? الآن الكرسي والحكم اهم ? فلمعان الكرسي وبريقه يستاهل, ولكن اين الكرسي كما نقول بالعامية (مش لما يصير هناك كرسي) نتقاتل ونحن محتلون لا كرسي ولا حكومة ولا وطن ولا سيادة , اليس هذا هو وضعنا الحالي .

فكيف يكون وطن وسيادة وحكم ? والمحتل فارض سيطرته وسيادته على جميع الاوطان .

لقد بتنا مثل اللعبة التي بيد صاحبها تريد ان تتحرك ولكن صاحبها يمسكها يمنعها من الانطلاق, متى نستيقظ ? متى نعي ان الوضع المؤسف الذي وصلنا اليه سواء بفلسطين الحبيبة ولبنان الابي والعراق الحر هو من ايدينا .. فالعدو يشعل نار الفتنة بين فصائل الفلسطينيين وبين فصائل اللبنانيين وبين الشيعة والمسلمين بالعراق وللاسف نحن بدون تفكير نقتل بعضنا بعضا, لا نفكر ولو لدقائق لصالح من هذا ... بل نذهب ونصلي ونصوم وكان شيئا لم يكن وكأن ارواحنا رخيصة جدا لماذا لا نحاسب انفسنا  لماذا نحمل راية الاديان ونقاتل بعضنا البعض لا نعرف الى اين نصل, هل لدمار انفسنا ? ونصرة عدونا ام لماذا ? هل جننا واصبحنا نتخبط يمينا وشمالا ام ماذا ?

بالامس كانت بطولاتنا من محض ارادتنا وايماننا وتمسكنا بعقيدتنا ومهارة فنوننا بالقتال اما الان وقد اعطينا لعقولنا اجازة ولضمائرنا راحة وتركنا غيرنا يخطط لنا فيا اسفا لشعب غيره يفكر له ويخطط له وهو في حالة سبات عميق لا امل منه ولا حتى رجاء .

الا بلاد العرب هبي لنضرة فلسطين ولبنان والعراق النازف بالارواح والابدان .