البحث عن الحقيقة
نسير ونمشي نتنكب المصاعب نذوق الويلات نبحث عن الحقيقة، برغم أنها واضحة للعيان تبدو كشمس ساطعة ، لكن خفافيش الظلام دوما تظهر وتخفي الحقائق بكل أساليبهم القذرة ،بما لديهم من قدرة على التلون ، وبما لديهم من مهارة الإصطياد في الماء الآسن العكر ، إنهم جنود متفانون باعوا أنفسهم لفاسد اكبر ، لا يهمه حال الوطن ، ولا يهمه حال المواطن ، همه نفسه ، يبني مجده على قامات الشرفاء عندما ينعتهم بالخونة المارقين ، وتاركا خلفه ومعه آلافا من جيوش المنافقين الكاذبين ، السارقين، المطبلين ، الذين يصورون له الحق باطلا ، ويبطلون الحق كذبا بشهاداتهم المبتورة ، من أجل دريهمات قليلة يحسبونه ستنفعهم وتعطيهم قيمة وإحتراما ، ولكن خاب ظنهم وبعد مسعاهم لأن الحقيقة بينة واضحة وسيظهر الحق وتسطع شمس الحقيقة وإن طال زمن الكذب والزيف والإحتيال .
وحين تتوارد الخواطر على البال ، مفكرا في حالنا في هذا الوطن المنهوب ، لا أدري كيف سيكون مصير الأجيال القادمة إن استمر حالنا على ما هو عليه من نهب وسرقة لمقدرات الوطن من لصوص وفاسدين ومتنفذين ومسؤولين لا يخافون يوما عبوسا قمطريرا، ومن فساد مستشري ، وتواقيع مزورة وبيع شركات هي لأبناء الوطن الكادحين دون رادع لمن يسرق وينهب ، وهؤلا ء القتلة المجرمون الذين يقتلون الشرفاء الأبرياء ظلما وبدون سبب ، بفسادهم ، بطرقهم الملتوية في النصب والإحتيال والخداع والزيف والتزلف ، ويحاولون جاهدين البقاء للنهب والسرقة . والأمر معروف ومكشوف وأن الحقيقة واضحة وظاهرة كعين الشمس معروفون من هم ومن وراءهم، الأمر جلي ، والحقيقة معروفة للجميع والشمس لا تغطى بغربال كما يقال، لكن الأيادي الخفية التي لها الرغبة فيما نحن فيه تتلذذ بما ترى وتشاهد من ترد في حال الشعب الغلبان!!، هذا إن لم يكن لهم دور في تحريك هذه الأقزام للسلب والنهب والقتل والعبث بمقدرات الدولة ، وبقاء الشعب في خوف وقلق وترقب لما هو آت .
خطر على بالي الفيلسوف اليوناني ديوجين الذي كان يحمل مصباحا في وضح النهار وسطوع الشمس فسألوه عن اي شئ تبحث يا ديوجين ؟ قال ابحث عن الحقيقة !! فهل نحمل مصابيح في رابعة النهار لنبحث عن الحقيقة الضائعة في وطني؟ رغم وجودها!!