بالصور .. الملك والملكة يستقبلان شهداء القوات المسلحة .. ويواسيان عوائلهم
تم نشره الخميس 15 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009 10:26 صباحاً
المدينة نيوز – راكان السعايدة وبترا - كان جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة وجلالة الملكة رانيا العبدالله في استقبال جثامين شهداء الواجب الأنساني من القوات المسلحة لدى وصولها الى مطار الملكة علياء الدولي اليوم الاربعاء.
والتقى جلالته وجلالة الملكة رانيا العبدالله عائلات الشهداء الذين قضوا اثناء تأدية الواجب الانساني ضمن قوات حفظ السلام الدولية في هاييتي حيث اطمئن على احوالهم وقدم تعازيه ومواساته لهم.
وعبر جلالته عن اعتزازه بالشهداء الذين حملوا راية الوطن عاليا وادوا واجبهم الانساني باخلاص وتفان ومثلوا وطنهم خير تمثيل.
كما كان في الاستقبال اصحاب السمو الامراء فيصل ابن الحسين وعلي ابن الحسين وحمزة ابن الحسين ورئيس الوزاء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ورئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن خالد جميل الصرايرة ومدير عام الدفاع المدني اللواء عبدالله الحمادنه وعدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.
وجرت للجثامين مراسم الجنازة حيث تم لفهم بالعلم الاردني وعزفت الموسيقى سلام الجنازة وحمل الشهداء على اكتاف زملائهم من القوات المسلحة ومروا امام جلالة القائد الاعلى.
وكان الشهداء قد قضوا الجمعة الماضية اثر تعرض طائرة تابعة لقوات حفظ السلام العاملة في هاييتي الى خلل فني ادى الى تحطمها اثر قيامها برحلة استطلاعية عادية، واسفر الحادث عن مصرع جميع ركابها البالغ عددهم (11) عسكريا بينهم شهداء الواجب من القوات المسلحة.
والشهداء هم العقيد الركن عبيد الله ابراهيم حميدان المواجدة والمقدم الركن جهاد سمرين حسين المهيرات والرائد دفاع مدني ابراهيم محمد رزق الشرمان والملازم اول بلال احمد راشد ابو حجيلة والوكيل اول عامر محمود عبدالله الرواشدة.
وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة اننا في القوات المسلحة نعكس دائما توجيهات جلالة الملك للتواجد في الاماكن التي تتطلب اداء الواجب الانساني "نحن نتوقع دائما ان تكون هناك مفاجأت، نحن لا نبكي شهدائنا بل نفخر بهم".
واضاف ان القوات المسلحة دائما منذورة للتضحية وحمل رسالة الاردن الانسانية داخل وخارج حدود الوطن ويشهد لنا في ذلك مؤسسات الامم المتحدة والقاصي والداني.
واكد ان الرسالة الانسانية التي يحمل لواءها الجنود المشاركون في قوات حفظ السلام الدولية هي رسالة الشعب الاردني ورسالة القوات المسلحة في الحفاظ على السلم في العالم.
وقال القائم باعمال الممثل المقيم للامم المتحدة في الاردن عمران رضا ان الاردن عضو مؤسس ورئيس في الامم المتحدة ليس لدوره في تحقيق السلام في المنطقة بل لدوره على المستوى العالمي وقوات حفظ السلام حيث تعمل القوات الاردنية في بعثاتنا المنتشرة في كافة انحاء العالم.
واضاف "ان هذا اليوم يذكرنا في ابناء الاردن الذين قدموا التضحيات لاجل السلام في العالم وهذا يوم لا شك حزين ونقدم التعازي الحارة الى عائلات الشهداء وللشعب الاردني".
واكد فخر الامم المتحدة في العمل مع الاردن في مجال حفظ السلام حيث يحتل مرتبة متقدمة في قوات حفظ السلام الدولية ويعمل في ظروف مختلفة.
وعبر اهالي الشهداء عن فخرهم واعتزازهم بالدور الاردني في قوات حفظ السلام الدولية في اطار الامم المتحدة لتحقيق السلام واداء الواجب الانساني وحمل رسالة الاردن الانسانية في كل محفل.
وقال يحي الشرمان شقيق الشهيد الرائد ابراهيم الشرمان اننا نحتسبه عند الله شهيدا حمل شعلة الوطن وضاءة لخدمة رسالة الاردن الانسانية في حفظ السلام في العالم.
واكد ان شقيقه مثلما جنود الوطن يؤكدون في كل موقع انهم جند ابي الحسين الذين يفدوا الوطن ورسالته بالغالي والنفيس.
يشار الى انه جرت يوم امس الثلاثاء على ارض المهمة في هاييتي مراسم تشييع جثامين الشهداء الخمسة شارك فيها رئيس جمهورية هاييتي والممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة وقائد قوات حفظ السلام الدولية في هاييتي والسفراء واعضاء الهيئات الدولية المعتمدين هناك وكبار موظفي الامم المتحدة والقوات الدولية العاملة اضافة الى مندوب القوات المسلحة الاردنية المفتش العام والملحق العسكري الاردني في واشنطن.
وتضاف هذه الكوكبة من شهداء الواجب الانساني الى ما قدمه الجيش العربي من تضحيات خلال مشاركاته مع قوات حفظ السلام الدولية حيث بلغ عدد شهدائه منذ عام 1989 وحتى اليوم 25 شهيدا.
وجاءت المشاركة الأردنية للقوات المسلحة في مهام حفظ السلام الدولية استنادا إلى عدد من الثوابت والمرتكزات التي تأسست داخل المؤسسة العسكرية الأردنية؛ فالجيش العربي هو جيش الحرب والسلام وجيش الحرب والتنمية حيث تعكس المشاركة الأردنية في مهام حفظ السلام الدولية روح السياسة والتعاون بين الشعوب.
وبدأت المشاركات الأردنية في مهام حفظ السلام الدولية في عام 1989 في عهد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي ارسى قواعد راسخة من مباديء التفاهم الانساني المبني على الحوار والتعايش السلمي من خلال بعثة المراقبين العسكريين الدوليين في انغولا.
ووصل مجموع المشاركين في مهام حفظ السلام الدولية 61 ألف مشارك إلى جانب مشاركة الأمن العام في العديد من المهام لتشمل تنفيذ مهام حفظ السلام والأمن الدوليين وقوات الحماية الدولية وقوات المحافظة على الاستقرار والمراقبين العسكريين والشرطة الدولية وضباط الارتباط وقوات الانتشار السريع واللواء عالي الجاهزية متعدد الجنسيات.
وأثبتت القوات المسلحة الأردنية تميزها واحترافها في مجمل هذه المهام الانسانية خصوصا وانها تنتسب إلى مدرسة أخلاقية سامية وتحمل رسالة سامية في المحبة والسلام وانها قادرة على العمل في اقسى الظروف.
وكانت المشاركات الاردنية في حفظ السلام الدولية في كثير من بقاع العالم مثل كرواتيا وارتيريا وسلوفانيا وطاجاكستان وسيراليون وهاييتي وانغولا.
كما تشارك القوات المسلحة في تقديم العون والمساعدة الطبية والعلاجية من خلال تجهيز عدد من المستشفيات الميدانية المتحركة والمحطات الجراحية والتي أرسلت الى مواقع الصراع مع حفظ السلام أو للمناطق المنكوبة والتي تعرضت لكوارث طبيعية أو للمناطق التي تعاني من الاحتلال والتي يكون الضحية دائما فيها هو الانسان.
فأرسلت القوات المسلحة الأردنية بتوجيهات من جلالة القائد الأعلى عددا من المستشفيات الميدانية والفرق الطبية وفتحت عددا من المحطات الجراحية في عدد من الدول مثل ارتيريا وكرواتيا وافغانستان وليبريا والكونغو.
كما أرسلت المستشفيات لمساعدة الأشقاء في العراق في مدينة الفلوجة والمحطة الجراحية الأردنية للأشقاء الفلسطينيين في جنين ورام الله كما تم ارسال المستشفى الميداني الأردني المجهز بأرقى المعدات والأجهزة والمزود بأكفأ الاطباء والطواقم الطبية وفي الاختصاصات كافة بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة للتخفيف من معاناة الاشقاء هناك ليكون أول مستشفى يدخل القطاع بعد هذا العدوان.
وتعاملت هذه المستشفيات مع حالات وقصص انسانية كثيرة ومؤثرة وقامت بإجراء العديد من العمليات الجراحية التي عكست جانبا من التميز والكفاءة والخلق الرفيع الذي تميز به أبناء القوات المسلحة الأردنية.
واحتلت القوات المسلحة مكانة رفيعة من خلال هذه المشاركات الانسانية ونالت من الاوسمة وكتب الشكر التي اثنت على الدور الإنساني المشرف واصبحت في طليعة الدول المشاركة في الجهد الإنساني الدولي وقوات حفظ السلام الدولية وجاء ترتيبها بين هذه المشاركات في المرتبة السابعة بين كبار الدول المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية والجهد الإنساني الدولي.







