الاردن يرحب بتقرير "غولدستون" ويطالب برفع الحصار على غزة
المدينة نيوز- اكد الاردن ترحيبه بتقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون في اكثر من مناسبة بما في ذلك كلمة الاردن التي ألقاها وزير الخارجية ناصر جودة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اخيرا.
وقال مندوب الاردن الدائم لدى الامم المتحدة السفير محمد العلاف ان هذا الترحيب جاء انطلاقاً من إيمان الاردن العميق بأهمية صيانة مبدأ حماية العدالة الجنائية الدولية وتطبيقه وفقاً لأسس موضوعية صارمة وغير انتقائية وبعيدة عن التسييس.
واشار العلاف في كلمة الاردن التي القاها في جلسة مجلس الامن التي عقدت امس الاربعاء لمناقشة الاوضاع في منقطة الشرق الاوسط الى ادانة الاردن الشديدة للاعتداءات الاسرائيلية على السكان المدنيين العزل خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال انه استناداً إلى ذلك فقد دعم الاردن طلب عقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لمناقشة هذا التقرير اليوم في جنيف.
واكد مطالبة الاردن برفع الحصار المفروض على قطاع غزة لما يكابده الاشقاء الفلسطينيون هناك من معاناة يومية مأساوية وافتقارهم لاغلب أسباب إدامة الحياة الطبيعية، وانه لا بد من رفع هذا الحصار غير الإنساني وإعادة اعمار القطاع.
وحول الانتهاكات الاسرائيلية في القدس اكد أن المحافظة على القدس وحمايتها ستبقى دائماً أولوية هاشمية أردنية، مؤكدا ان الاردن لن يتوانى عن بذل اي جهد ازاء أي اعتداءات وأية استفزازات أو أخطار تتهدد الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية فيها.
وشدد على موقف الاردن من ان جميع الإجراءات الإسرائيلية الاحادية غير شرعية وغير قانونية وتمثل خرقاً جسيماً لالتزامات اسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك مدينة القدس الشرقية، مؤكدا ان هذه الاجراءات تشكل عقبة رئيسية أمام الجهود المبذولة لإطلاق المفاوضات الرامية لتحقيق حل الدولتين والوصول إلى السلام الشامل في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة قال ان العالم يشهد إجماعاً دولياً حول هدف تحقيق حل الدولتين والوصول إلى السلام الشامل في الشرق الأوسط استناداً للمرجعيات الدولية المتفق عليها ومبادرة السلام العربية.
وقال ان العالم يشهد ايضا التزاماً عربياً يتجسد في تبني مبادرة السلام العربية
عام2002 وما تلا ذلك من تأكيد عليها في القمم العربية المتعاقبة واخرها قمة الدوحة، بالإضافة إلى تبنيها من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي، مشيرا الى اننا نلمس جميعا التزاماً وعملاً فلسطينياً دؤوباً من جانب السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس لتحقيق هدف حل الدولتين المنشود الذي من شأنه أن يضمن الأمن والسلام لكافة شعوب المنطقة ودولها.
وبين العلاف انه بالرغم من ذلك كله فإن إسرائيل مازالت ومع الأسف الشديد، مستمرة في تعنتها ورفضها التجاوب مع الجهود الدؤوبة والمخلصة الرامية إلى خلق بيئة ملائمة لإطلاق مفاوضات سلام جادة وعلى كافة المسارات من النقطة التي انتهت إليها سابقاً، فهي ما تزال مستمرة في نشاطاتها الاستيطانية غير القانونية وغير الشرعية في الأراضي العربية المحتلة ومن ضمنها القدس الشرقية.
واكد أن الاستيطان والسلام نقيضان لا يجتمعان، خاصة أن النشاطات الاستيطانية المخالفة أصلاً للقانون الدولي وللقانون الدولي الإنساني تقوض من فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لخط الرابع من حزيران عام1967، وبالتالي فإننا نؤكد أن هذه النشاطات الاستيطانية وتواصلها المحموم يهدد بشكل مباشر وخطير آفاق تحقيق السلام في المنطقة.
واشار مندوب الاردن الدائم لدى الامم المتحدة الى أن إسرائيل تستمر في إجراءاتها احادية الجانب وغير القانونية وغير الشرعية في مدينة القدس الشرقية المحتلة، حيث أننا نشهد تسارعاً خطيراً في وتيرة ونطاق هذه الإجراءات، مثل الحفريات تحت وحول الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين، وبشكل خاص الحرم القدسي الشريف ومحيطه فضلاً عن سياسات هدم المنازل وتهجير السكان العرب وبناء المستوطنات والوحدات الاستيطانية الجديدة والمحاولات المحمومة لتغيير الطابع الديمغرافي للقدس الشرقية المحتلة وعرقلة عمل إدارة الأوقاف.
وقال إن التصعيد الإسرائيلي الخطير خلال الأسبوعين الماضيين، والمتمثل في العديد من الإجراءات الاستفزازية في محيط الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك وغير ذلك من اعتداءات تمس بالوضع القانوني لمدينة القدس الشرقية، وتمثل بالنسبة للاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني خطاً أحمر لا يمكن القبول بتجاوزه.
واشار الى انه انطلاقاً من موقف الاردن هذا فقد قام بتكثيف الإتصالات مع القوى الدولية المؤثرة، ومن ضمنها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ومع الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل التدخل الفوري والعاجل لوقف كافة الاعتداءات والإجراءات الاستفزازية الإسرائيلية بشكل نهائي ودائم، مشيرا الى ان القدس بما لها من مكانة كبيرة في ضمير ووجدان عشرات الملايين من المسلمين والمسيحيين حول العالم تجعل من مثل هذه الاستفزازات والإجراءات غير القانونية فتيلاً من شأنه أن يقود إلى وضع قد يهدد أسس الأمن والسلم الدوليين.
وجدد العلاف مطالبة الاردن للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ موقف صارم لوقف جميع الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة وفي القلب منها مدينة القدس الشرقية.
واضاف ان الأردن يثمن المضامين المهمة التي وردت في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في الجمعية العامة للامم المتحدة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي حيث فصل هذا الخطاب، وبما لا يدع مجالا للبس رؤية الرئيس الأميركي للحل النهائي والمرجعيات التي اعتمدها والمتمثلة في إنهاء الإحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام1967 من خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة جغرافياً والقابلة للحياه لتعيش بسلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل وكذلك تحقيق السلام بين سوريا ولبنان وإسرائيل.
وقال ان إعادة تأكيد الرئيس أوباما وبوضوح في هذا الخطاب على الإطار السياسي المرجعي للمفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية عبر التأكيد على أن قضايا الحدود والأمن والقدس واللاجئين هي قضايا الحل النهائي التفاوضية الحيوية هو أمر مهم وموضع تقدير وكذلك بالنسبة لتأكيده القاطع على عدم شرعية المستوطنات.
واضاف إن خطاب الرئيس أوباما يدلل أيضاً على استمرار إلتزامه القوي بتحقيق حل الدولتين والسلام الشامل في الشرق الأوسط وعلى عزمه على مواصلة الجهود الكبيرة والمشكورة التي بدأها وإدارته، ومنذ اليوم الأول لتولي المسؤولية، لايجاد البيئة البناءة والملائمة لإطلاق مفاوضات جادة وبسرعة، وعلى جميع المسارات للوصول إلى هذا الهدف النبيل.
واكد مندوب الاردن الدائم لدى الامم المتحدة إن إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، التي تشكل جوهر الصراع في الشرق الأوسط، هو مفتاح لحل نزاعات أخرى وضمان لأمن وإستقرار المنطقة، منطقتنا التواقة الى السلام الذي لا يمكن تحقيقه سوى من خلال حل الدولتين، الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية، التي تعيش بأمن وسلام الى جانب إسرائيل.